دول أوروبا ليست بحاجتنا نحن السوريّين ولا تمنحنا حق اللجوء للإقامة في أراضيها إلا شفقة علينا

دول أوروبا ليست بحاجتنا نحن السوريّين ولا تمنحنا حق اللجوء للإقامة في أراضيها إلا شفقة علينا

من المواضيع العائمة بين السوريين الواصلين إلى أوروبا هي فكرة حاجة دول أوروبا لنا نحن السوريين، ما يدفعها لقبولنا كلاجئين على أراضيها.
يمكنني تخيّل آلية ظهور هذه الأسطورة بين عقولنا السورية المعتادة على نظريّات المؤامرة وتخاريف التفوّق السوري، لكن ما يؤرقني هو سعة انتشارها بين السوريين العاطلين عن العمل.
دول أوروبا ليست بحاجتنا نحن السوريّين، ولا تمنحنا حق اللجوء للإقامة في أراضيها إلا شفقة علينا مما أصابنا من حرب في بلادنا.
ألمانيا والسويد الأشهر في استقبال السوريين على أراضيها ليست بحاجة لأيّ منّا، ولا منيّة لنا عليهم بوجودنا على أراضيهم.
مجموع عدد السوريّين المتواجدين على الأراضي الألمانيّة والسويديّة (لاجئين وغير لاجئين) لم يتجاوز حتى اليوم 300 ألف، بينما اقتصاد المانيا المتفوّق عالمياً وثراء السويد الهائل يعيل 80 مليون الماني و10 ملايين سويدي، وبحر من العاطلين عن العمل الطليان والإسبان وغيرهم من الأوروبيين.
نحن السوريّون نقطة صغيرة في هذا البحر المتفوق مهنياً وتعليمياً، وتواجدنا في أوروبا غير ملحوظ بصريّاً إلا بسبب التغطية الإعلاميّة لشؤون اللاجئين، ولا يرانا هذا الاقتصاد النشط سوى لاجئين يعيلهم حتى انقضاء مآسيهم.
كفانا تكبّراً وتخيّلاً، فلا أيّ من دول أوروبا بحاجة لنا، ولا حتى لملئ فراغ، وما علينا إلا الحمد والشكر والعمل بفاعليّة لنكون كما نحلم، وجوداً مفيداً في عجلات اقتصادات منطلقة، لن تتمهّل في انتظارنا.