إيلان لن يُنسى.. تركيا تحاكم سورييْن في حادثة غرق الطفل الكردي

إيلان لن يُنسى.. تركيا تحاكم سورييْن في حادثة غرق الطفل الكردي

بدأت محكمة تركية، أمس الخميس 11 فبراير/شباط 2016، محاكمة سورييْن اثنين متهمين، في حادث مصرع 5 أشخاص بينهم، الطفل السوري، إيلان الكردي، جراء غرق زورق كان يقلّهم أثناء توجههم إلى إحدى الجزر اليونانية تمهيداً للسفر لأوروبا، في واقعة هزت الرأي العام العالمي.

ومثل أمام القاضي المتهمان السوريان، موفق الباش وعاصم الفرهاد، مع محاميهما، حيث رفضا كافة التهم الموجهة إليهما.

واتهم الباش، عبدالله كردي (والد الطفل إيلان)، والذي نجا من حادث غرق الزورق، بأنه "مهرّب اللاجئين"، نافياً أن تكون له هو أية علاقة بالحادث، وأنه لم يكن على متن الزورق أثناء غرقه.

وقال الباش أمام قاضي محكمة منطقة بودروم بولاية موغلا غربي تركيا: "قالوا لي عندما تصل مدينة بودروم، ابحث عن المهرب عبدالله الكردي، فهو مشهور، وكل الذين معي في محبسي يعلمون ذلك، عندما وصلت بودروم التقيت به في مطعم وكان معي عاصم الفرهاد وأشخاص آخرون يريدون الذهاب إلى اليونان ومُنظم تركي (لرحلات الهجرة)".

في نهاية الجلسة قضى رئيس المحكمة القاضي، يعقوب يلدز، بتأجيل المحاكمة لعدم توافق إفادات المتهمين مع أقوالهم في النيابة العامة التي قامت بالتحقيق في القضية، التي وجّهت للمتهمين تهماً تصل عقوبتها إلى 35 عاماً.

وكان الطفل السوري إيلان كردي غرق في بحر إيجه بينما كان في رحلة الهجرة إلى أوروبا مع أسرته، على متن زورق يضم 14 شخصاً، في الثاني من سبتمبر/أيلول الماضي، وانتشرت صورته على نطاق واسع في العالم بأسره.

وأثارت صورة إيلان استياء عالمي من تعامل المجتمع الدولي مع قضية اللاجئين، وكانت سبباً في فتح حدود أوروبا أمام اللاجئين، ما تسبب بموجة هجرة واسعة شملت مختلف الدولة الأوروبية.

ويسعى اللاجئون السوريون للوصول إلى القارة الأوروبية انطلاقاً من تركيا، حيث يستقلون المراكب البحرية الصغيرة التي تقلهم إلى الجزر اليونانية، وتكون هذه الرحلة رغم قصر مسافتها محفوفة بالمخاطر، نظراً لعدم جهوزية هذه المراكب لمثل هذه الرحلات إضافة لاستيعابها فوق طاقتها من الركاب.

ولم يكن الطفل إيلان آخر ضحايا اللاجئين، فمعاناة اللاجئين وحوادث الغرق لا تزال مستمرة، ويذهب ضحيتها عشرات اللاجئين بينهم أطفال ونساء.