الطريق إلى أوروبا.. العثور على عائلة لاجئة بعد أسبوع من فقدانها

الطريق إلى أوروبا.. العثور على عائلة لاجئة بعد أسبوع من فقدانها

تم العثور على أم فلسطينية ووالدتها وطفليها بعد انقطاع الاتصال بهم في الأراضي التركية لأكثر من أسبوع، وكانت الأم وتُدعى "نهلة عليان" وطفلاها "محمد أيمن دواه -٣ سنوات"، و"عمير أيمن دواة –سنة" ووالدتها من مخيم "اليرموك" فقدوا منذ أسبوع بعد أن كانوا ضمن مجموعة لاجئين في طريقهم إلى أوروبا على الحدود التركية اليونانية.

ونشرت الناشطة في شؤون اللاجئين "فاطمة جابر" على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" مناشدة للعثور على العائلة المفقودة، مشيرة إلى أنها تواصلت مع السفارة الفلسطينية في تركيا ومع الجهات الرسمية في "أدرنة"، وكان رد الأتراك بأنه لا يوجد أي اسم من أسماء العائلة المفقودة في أي حجز في "أدرنة"، ليتضح فيما بعد أن العائلة كانت محتجزة داخل كامب في غابات ولاية "أدرنة" شمال غرب تركيا بعد أن تعرضوا للسرقة وكل ما يملكونه أثناء مسيرهم باتجاه الحدود اليونانية. وبدوره أفاد مصدر، فضّل عدم ذكر اسمه، بأن العائلة كانت محاصرة في مخيم "اليرموك" وتزوج الأب والأم في الحصار وخرجوا مع من خرج من أهالي المخيم جراء القصف والدمار الذي طاله إلى بلدة "يلدا" بداية، وبعدها هجروا قسرياً إلى "أعزاز" بحلب ومن ثم إلى إدلب، ووصلوا بعدها إلى تركيا تهريباً عبر طرق الموت.

وكشف المصدر أن زوجته خرجت مع أولادها ووالدتها لعدم تمكنهم من تغطية نفقات الرحلة إلى اليونان، وتابع أن الأم ومن معها ذهبوا عن طريق البر بمحاذاة نهر يفصل بين تركيا واليونان وبلغاريا، وكانت جوالاتهم بحوزتهم، لافتا إلى أن الأم اشتكت لزوجها من أنهم تعرضوا لسرقة أشيائهم الشخصية في زحمة التهريب والفوضى، وقالت له إن المهرب تركهم في غابة مدعياً أن الطريق إلى اليونان بات قريباً وانقطع الاتصال في اليوم التالي، حيث لم يكن لديهم أموال أو ثياب وخصوصاً أن الجو كان ماطراً وبارداً.

وأردف المصدر أن الأم تمكنت بعد خمسة أيام من انقطاع الأخبار من التحدث مع إحدى شقيقاتها عبر جهاز لأحد اللاجئين من رقم تركي ونقلت لها صورة ما جرى وأنها مع ابنها الصغير في المشفى الذي تعرض لطارئ صحي بسبب الجو.

وتمكنت " زمان الوصل" من التواصل مع والد الطفلين "أيمن دواه" الذي روى أن عائلته تاهت في الغابات على الحدود التركية اليونانية لثلاثة أيام تحت المطر ووصلوا بالقرب من نهر إيفروس، وهناك –كما يقول- تعرض لهم حرس الحدود اليونانيون وجنود ألمان بالضرب وتم تكسير جوالاتهم ومصادرة كل ما يملكون كما تم تفتيشهم بطريقة عنيفة، وأردف محدثنا أن عائلته أعيد مع اللاجئين الآخرين فيما بعد إلى الأتراك حيث قامت السلطات التركية باحتجازهم وتحويلهم الى ثكنة عسكرية عبارة عن معسكر، وعندما رأوا تدهور حالة الطفل عمر البالغ من عمره سنة تم إسعافه مع والدته إلى مشفى عسكري بالقرب من ولاية أدرنة، وفي المشفى قام احد المتواجدين خلسة بمساعدة الوالدة بإعطائها جواله لتتصل بأحد أقرباء الطفلين واعلامهم عن مكان تواجدهم.

وهاجر آلاف اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى دول الجوار ودول أوروبا، حيث قضى العشرات منهم في حوادث غرق على طريق الهجرة، مع الإشارة إلى فقدان عدد آخر إلى الآن دون ورود معلومات عن مصيرهم.

وتحتل تركيا المقام الأول في وجهة نزوح الفلسطينيين القادمين من سوريا نظراً لكون الطريق شبه مفتوح منها باتجاه أوروبا، إضافة إلى صعوبة الوضع المعيشي وانعدام الوضع القانوني السوي للاجئ الفلسطيني السوري، ما حولها إلى محطة عبور لمعظم اللاجئين.