العفو الدولية: لا مكان للمزيد من اللاجئين السوريين في تركيا والآلاف منهم يعيشون في فقر مدقع

العفو الدولية: لا مكان للمزيد من اللاجئين السوريين في تركيا والآلاف منهم يعيشون في فقر مدقع

حذرت منظمة "العفو الدولية" يوم الخميس, من ان سياسة "الابواب المفتوحة" التي انتهجتها تركيا حيال اللاجئين السوريين قد استنفدت قدراتها امام التدفق الهائل لهؤلاء اللاجئين، وبات مئات الالاف منهم يعيشون اليوم في فقر مدقع.
وأضافت المنظمة في تقرير لها, ان "اكثر من 1.6 مليون سوري عبروا الحدود التركية هربا من الحرب الاهلية التي تجتاح بلادهم منذ 2011، غير ان 220 الفا من بينهم فقط وجدوا ملجأ لهم في مخيمات في حين بقي الاخرون يواجهون مصيرهم بأنفسهم في عدد من مدن البلاد".
واستقبلت تركيا الكثير من اللاجئين السوريين, بينهم جنود وضباط منشقين، وذلك منذ بدء الأحداث في سوريا, حيث تقدر أعداد اللاجئين نحو 1,8 مليون شخص, يقيمون في 22 مركزا للايواء, تتوزع بين مخيمات ومساكن جاهزة .
وتابعت المنظمة ان "عددا متزايدا من اللاجئين السوريين يكافحون للبقاء على قيد الحياة فحسب"، مقدرة بمئات الالاف عدد الذين قد "يواجهون او هم يعيشون بالفعل في فقر مدقع", معربة عن قلقها من أن بعض اللاجئين السوريين باتوا يشعرون باليأس الى حد انهم يفكرون حتى بالعودة الى سوريا، على الرغم من الحرب".
وأشادت بـ "سخاء الضيافة" التي وفرتها تركيا للسوريين بالمقارنة مع "الفشل الذريع" للمجتمع الدولي ول"التزاماته المالية غير الكافية", مؤكدة أنها انفقت اكثر من اربعة مليارات دولار لاستقبال السوريين الذين تعتبرهم رسميا بمثابة "ضيوف".
ولفتت المنظمة الى ان "بعض اللاجئين منعوا من دخول الاراضي التركية وان الذين يحاولون الدخول اليها بصورة غير قانونية قد يتعرضون لأعمال عنف من جانب قوات الامن التركية بما في ذلك اطلاق الرصاص الحي عليهم او تعرضهم للتعذيب".
وأعرب ممثل منظمة العفو الدولية اندرو غاردنر, في مؤتمر صحفي باسطنبول عن "ارتياحه للقرار الاخير الذي اتخذته تركيا بمنح بطاقات هوية للاجئين المسجلين", لكنه اعرب عن "الأسف لأن قسما منهم فقط مسجل".
و أعلنت الحكومة التركية مؤخراً, أنها تعتزم إصدار بطاقة هوية للاجئين السوريين دون منح جنسية لأي منهم, كما أعلن وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي فاروق جيليك, في وقت سابق من تشرين الثاني الجاري, أن الحكومة تعتزم منح تصاريح عمل لعدد محدود من اللاجئين السوريين دون أن تضع سوق العمل أمام صعوبات بالنسبة إلى المواطنين الأتراك.
وأضاف غاردنر أنه "يمنع تقديم أي مساعدة للاجئين غير المسجلين حتى ولو كانت اساسية. حتى ان الذين تم تسجيلهم لم يحصلوا حتى الآن على مساعدة"، واصفا هذا الوضع بأنه "غير انساني".
وأدت الأزمة السورية إلى لجوء أكثر من 3 ملايين شخص إلى بلدان الجوار السوري, حيث يعيشون في مخيمات تحت ظروف إنسانية غاية في الصعوبة, فضلا عن نزوح ملايين الأشخاص داخليا حيث يعاني هؤلاء من ظروف إنسانية ومعيشية صعبة، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن عدد السوريين اللاجئين خارج بلادهم قد يصل إلى حوالي 4,10 ملايين لاجئ بحلول نهاية 2014.