سماسرة العقارات يثقلون كاهل السوريين في تركيا.. وحلول لمواجهتهم

سماسرة العقارات يثقلون كاهل السوريين في تركيا.. وحلول لمواجهتهم

بدأ السوريون بتركيا في الاعتماد على طرق جديدة للتحايل على ظروف إيجارات المنازل المرتفعة، إذ تحولت "الدلالة" أو وساطة المنازل إلى تجارة سلبية تؤرق السوريين الذين يبحثون عن منازل في المدن التركية، كما أصبحت تلك الوساطة "عمل من ليس له عمل" لتتحول مدن تركية عديدة إلى مكان لاستغلال السوريين لبعضهم، حتى بدأ السوريون بالاعتماد على الخطة الجديدة.

 
 يشكك سوريون كثر في تركيا بشرعية مهنة الوسيط أو على الأقل في حالة السوريين بتركيا، إذ يعتبرونها وظيفة "نصب واحتيال" برتبة وساطة عقارية 

إيجارات المنازل.. كارثة

مع ازدياد أعداد السوريين في تركيا، ازدادت بشكل كبير أسعار إيجارات المنازل وفقاً لنظام العرض والطلب، ما يعني إزدياد الطلب مقابل رفع قيمة المعروض، كما دخل الطمع في عملية الإيجارات لتصبح المنازل بأسعار خيالية.

أبو محمد، 34 عاماً، من حلب مقيم في غازي عنتاب يقول "الاستغلال أصبح سيد الموقف، لكن أن يكون الاستغلال من ابن بلدك ، فهذا ما لا يطاق، فمضى شهران وأنا أبحث عن منزل بسعر مقبول، لكن للأسف المنازل وحتى الاستديوهات تضاعفت أسعارها".

الاستديو هو عبارة عن مكان لسكن ضيق للطلاب ينتشر في الغالب بالقرب من الجامعات، لكن بعض السوريين يفضلوهن كونه يكون في الغالب مفروش، ومدفوع فواتير كالماء، والتدفئة، وغيرها.

يوضح أبو ناصر، 28 عاماً، من إدلب مقيم في غازي عنتاب التركية "حتى تلك الاستديوهات أصبحت إيجاراتها مرتفعة، والسبب هو الوسيط، إذ يطلب الوسيط، إيجار منزل عن دلالته للمنزل، فيما يطلب صاحب المنزل تاميناً عن المنزل قد يتجاوز أجار المنزل، وبالتالي عندما تريد أن تستأجر استديو عليك أن تدفع مبلغاً طائلاً".

في حال كان إيجار الاستديو 800 ليرة تركية ، على المستأجر أن يدفع 800 ليرة أخرى للوسيط، و800 ليرة تركية كتأمين للمنزل، وهو ما يعادل الألف دولار، وهو ما ليس باستطاعت الغالبية العظمى من السوريين.

الوسطاء أصبحوا "تجار أزمة"

الوسطاء أو "الدلالين" هم أشخاص يتقاضون مبالغ مقابل البحث عن المنزل المناسب للمستأجر، لكن في حالات كثيرة أصبح الوسطاء "تجار أزمة" يتحكمون باللاجئ السوري ويقومون باستغلاله.

طارق، 30 عاماً، من دمشق مقيم في غازي عنتاب يقول "تجاوز الموضوع قصة الوسيط، وأصبحت القصة كاحتكار للمنازل، أو تأجيرها بأسعار مرتفعة جداً، مقابل معرفة الحاجة الكبيرة للسوريين بأن يجدوا منازل مناسبة أو حتى أي منزل يأويهم".

يردف طارق "في الأسبوع الماضي قمت بالبحث عن منزل بصورة شخصية ومن دون وسيط، وعندما وجدت المنزل المناسب، قال لي الحارس التركي أن أتحدث مع أحد الوسطاء السوريين، وعندما تحدثت معه طلب مالاً قال إنها كدلالة عن المنزل، علماً أنني بحثت بشكل شخصي عن المنزل، ولم أطلب من أحد البحث بدلاً عني، فهل هذا معقول؟".

يشكك سوريون كثر في تركيا بشرعية مهنة الوسيط أو على الأقل في حالة السوريين بتركيا، إذ يعتبرونها وظيفة "نصب واحتيال" برتبة وساطة عقارية، حيث تحولت مناطق من مدينة غازي عنتاب التركية إلى مناطق خاصة بوسيط أو سمسار محدد لا يقترب منها شخص آخر، وكأنهم "إمراء أزمة" كما يقول سوريون.

البدائل ستهمش الوسطاء

لكن في ظل الضغط المتزايد على اللاجئين السوريين في تركيا، كان من الضروري التفكير بحلول جذرية، بدلا من أن يتم انتقاد المشكلة.

يقول أبو تيسير، 35 عاماً، من حلب مقيم بغازي عنتاب "أنا شخصياً وجدت الحل، إذ ما عليك سوى أن تلجأ إلى وسيط تركي، لأنه يأخذ ثمناً لوساطته أقل بكثير من الوسيط السوري، كما أنه لا يزيد بأسعار المنازل، وهو ما لاحظه أيضاً أصدقاء كثر لي".

فيما يقترح سوريون كثر إنشاء صفحات خاصة تعنى بشؤون إيجارات المنازل، وتنشر أسماء أكثر الوسطاء نزاهة، وأقربهم منطقية إلى الأسعار الحقيقية.

لكن عامر، 23عاماً، من حمص مقيم بغازي عنتاب يقول "الحل ألا يعتمد السوريون على الوسطاء، وبالتالي يقوم كل شخص بإخبار سوريين آخرين بانه سيخرج من منزله، وبالتالي لا يتم دفع مبالغ للوسيط، وطالما أن هنالك 350 ألف سوري في غازي عنتاب فقط، فبكل تأكيد سيتم تلبية طلباتنا جميعاً".

يزيد عامر " القصة انتشرت كثيراً بين السوريين الآن، ومن المتوقع أن تنتشر أكثر نظراً لأنها توفر على السوريين الجهد في البحث والمال للسماسرة".

الإبلاغ عن حالات نصب واحتيال، هي مهمة موكلة أيضاً إلى مراكز الشرطة في المدن التركية، قد يلجأ لها سوريون كثر إذا ما اكتشفوا أن الأوضاع تزداد سواءاً وربما سيكون هنالك حلول أخرى، لن تعجب وسطاء وسماسرة كثر، استغلوا حاجة السوريين للسكن، وكونوا ثروات من خلالها.