سماسرة الهجرة غير الشرعية يبدؤون نشاطهم داخل سوريا ..

سماسرة الهجرة غير الشرعية يبدؤون نشاطهم داخل سوريا ..

عندما اتخذ وائل قراره بالتوجه إلى أوروبا بعد أن تقطعت به سبل البقاء في سوريا جراء القرارات التجنيد التي اطلقت منذ فترة ، تفاجأ بأن تحويل "الدولارات" وتأمينها لم يعد معضلة كبيرة.. سماسرة السفر وصلوا إلى حلب.
يقول وائل خريج كلية الاقتصاد الذي وصل إلى تركيا هرباً من الحواجز التي تعتقل الشبان وتسوقهم، إما للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، إن الأمر لم يقتصر على ضمان مبلغ التهريب في سوريا فحسب، بل تعداه إلى وعد من السمسار، بأن تكون رحلة هروب أخيه (ينتظر امتحانه الأخير في كلية الهندسة) ستكون من اللاذقية، ولا حاجة للذهاب إلى تركيا أساساً.
وتقاطعت المعلومات التي نقلها وائل لعكس السير أثناء تواجده القصير في تركيا، قبل أن يصعد على متن السفينة ويصل إلى إيطاليا بعد أسبوع، مع التحركات التي تقوم بها المافيات سورية المتواجدة في مناطق النظام للاستفادة من "سوق التهريب الأوروبي" سواء على الصعيد المالي أو السياسي.
وأكد سوريون وضعوا قدمهم الأولى على طريق اللجوء (التهريب) أن الأشهر القليلة الماضية شهدت ظهور سماسرة تهريب داخل سوريا (حلب - دمشق)، بعد أن كان الأمر حكراً على السفر إلى تركيا ومن ثم البحث عن "الصفقة" الأفضل.
وبالعودة إلى وائل الذي أصبح في السويد الآن، فإن سمسار حلب أكد له أن "حيتان الساحل"، ويقصد بهم المافيات السورية من مسيطرين على ميناء اللاذقية (أو طرطوس)، عمدوا إلى إيقاف الرحلات البحرية لتركيا، محاولين تهيئة الأجواء لافتتاح سوق تهريب محلي، والاستفادة من المبالغ الطائلة التي يحظى بها المهربون الأتراك.
ففي السفينة التي خرج بها وائل، تواجد على متنها ما لا يقل عن 800 مهاجر، معظمهم سوريون، ودفع الواحد منهم 5500 دولار، ما يؤدي إلى محصلة لن تقل عن 4 ملايين دولار.
ولأن الميسورين أصبحوا أكثرية بين الهاربين إلى أوروبا، فإن هذا الأمر سيسهل على "حيتان الساحل" مهمة بدء تسيير الرحلات، التي قال سمسار حلب إنها ستنطلق قريباً طبقاً للوعد الذي قطعه لشقيق وائل.
ومع استمرار إيقاف الرحلات البحرية إلى تركيا، وفق القرار الذي اتخذته حكومة النظام السوري ، مطلع الشهر الحالي، فإن أهدافاً سياسية قد يكون النظام يسعى لاستغلالها من تسهيل عملية "تهريب" السوريين بشكل مباشر من سوريا عبر المافيات العاملة ، وذلك كما تفعل تركيا التي تمسك ورقة الهجرة غير الشرعية كـ "جوكر" خلال مفاوضاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
الجدير بالذكر أن طول المسافة لن يكون عائقاً كبيراً أمام عمليات التهريب المزمع إطلاقها من سوريا، حيث أن الرحلة التي تستغرق سبعة أيام أو ثمانية من تركيا إلى إيطاليا، ستستغرف يوماً زيادة إذا ما انطلقت من سوريا.