زهرة البابونج.. مصدر رزق للعائلات المهجّرة في عفرين

زهرة البابونج.. مصدر رزق للعائلات المهجّرة في عفرين

مع بدء موسم الربيع في كل عام، يحرص الكثير من قاطني مدينة "عفرين" شمالي محافظة "حلب"، ولا سيما المهجّرين منهم، على قطاف زهرة البابونج، والاعتماد عليها كمصدر للرزق، كونها تُؤمن لهم بعض المال في ظل عدم توافر فرص العمل في المنطقة.

في هذا الشأن قال"محمد اللحام"وهو أحد المهجّرين من "الغوطة" الشرقية" ويقيم حالياً في ريف مدينة "عفرين"، في تصريح خاص لـ"اقتصاد": "تتميز مدينة عفرين ونواحيها بمناخ ملائم وأمطار وفيرة ساهمت بنمو كميات كبيرة ومتنوعة من الحشائش والنباتات البرية، وخاصة زهرة البابونج، الأمر الذي دفع ببعض المهجّرين في المنطقة، إلى الاستفادة منها والاعتماد عليها وسيلة رزق، وذلك عبر قطافها ثمّ بيعها مباشرة للمحلات التجارية أو من خلال العربات المتنقلة".

وأضاف: "مع صباح كل يوم أخرج برفقة عائلتي المكونة من خمسة أفراد، إلى السهول والتلال التي تنتشر بصورة واسعة في ناحية (راجو)، بحثاً عن أزهار البابونج، بهدف جمعها وعرضها في آخر النهار للبيع على أصحاب محال الخضار المنتشرة في المنطقة، بسعر يُقدّر بـ 250 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد".

تستمر عملية قطاف البابونج -حسب اللحام- لنحو 7 ساعات متواصلة، فيما تبلغ كمية ما تجنيه العائلة من أزهار البابونج خلال اليوم الواحد حوالي 18 كليو غراماً، وبسعر إجمالي يُقدّر بـ 4500 ليرة سورية. 

ولأن نمو هذه النبتة يتزامن مع بداية فصل الربيع، فإن عملية جني أزهارها عمل مؤقت "موسمي"، أي أنها لا تزيد عن شهر ونيف في معظم الأحيان.

 

هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 960x720px.


تسويق

من جهته، أكدّ "حكمت قنبر"، صاحب أحد محال الخضار في "عفرين" المدينة، في حديثه لـ"اقتصاد"، على أنه يستقبل يومياً ما بين 75 و100 كيلوغراماً من زهرة البابونج، يحصل عليها من بعض العائلات المتعاونة معه والتي تقوم بجمعها لصالح محله من مناطق عدّة في ريف "عفرين".

وحسب البائع "قنبر"، فإن هذه الكمية ليست ثابتة وإنما تتأثر بنسبة هطول الأمطار المتساقطة على المنطقة، فكلما زادت كمية الأمطار قلّ جمع الأهالي لها، كما أنه يقوم ببيعها للزبائن بسعر300 ليرة سورية، أي بربحٍ لا يقل عن 50 ليرة، للكيلو غرام الواحد، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "نسبة الأرباح تتفاوت بين محلٍ وآخر".

 

هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 960x576px.


فوائد البابونج

وحول أبرز الفوائد الطبية للبابونج، أشار المهندس الزراعي "زكريا أحمد" إلى أن البابونج من أهم الأدوية لما يحويه من زيوت طيارة ومواد مضادّة للعفونة والغازات المعوية ومسكّنة للآلام التشنجية، الكولون، آلام الكلى (الرمل)، الربو، فضلاً عن فوائده في تهدئة الأعصاب، وتقوية الشعر، لذلك يقبل الأهالي في عموم الشمال السوري على شراء أزهاره وتجفيفها ثمّ تخزينها في منازلهم للتداوي بها طوال بقية أيام العام.

وبيّن "أحمد" في حديثه لـ"اقتصاد" قائلاً: "أنصح الأهالي باستغلال فترة تزهير ونضج النباتات الطبية، والعمل على جمعها وتجفيفها، وتخزينها في أوعية زجاجية في مكان معتم، ثمّ العمل على استخدامها لأغراض علاجية، فهي أفضل من التداوي بالعقاقير الطبية المؤذية للجسم، والمدمرة للمناعة"، على حد تعبيره.

 


نباتات أخرى

وترتبط جميع أصناف النباتات والحشائش التي تنمو في "عفرين" بمعدّل تساقط الأمطار التي هطلت بشكلٍ غير مسبوق على المنطقة في هذا العام، في وقتٍ يتجه فيه أبناء المنطقة والمهجّرون فيها على حدٍ سواء، إلى جمع أنواع أخرى من النباتات الربيعية، لاعتقادهم بقدرتها العلاجية الكبيرة، وفي مقدمتها أوراق القريص اللاذعة، والخبيزة، والهندباء، وشقائق النعمان، والكزبرة، وغيرها، حيث أنهم يتناولونها بكثرة أثناء فصل الربيع.