قادة الاتحاد الأوروبي يعلنون الحرب على مهربي البشر

قادة الاتحاد الأوروبي يعلنون الحرب على مهربي البشر

قرر زعماء دول الاتحاد الأوروبي تشديد مكافحة عمليات هريب البشر وتوسيع العمليات الحدودية في البحر الأبيض المتوسط لمنع تكرار حوادث الهجرة المأساوية التي وقعت مؤخرا. 
وعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس،  قمة طارئة بالعاصمة البلجكية بروكسل، لمناقشة ما يمكن اتخاذه من تدابير للحيلولة دون تكرار مـأسي غرق المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط، وقررت القمة زياردة الموارد المخصصة للمهمتين البحريتين "ترايتن" في ايطاليا و"بوسايدن" في اليونان، لثلاثة أضعافها، بعد موجة الانتقادات التي وجهت لها لعدم كفايتها لاتخاذ  التدابير اللازمة لمنع سقوط ضحايا، وتعزيز عناصرها البحرية والجوية. 
وفي تصريحاته التي أدلى بها عقب القمة قال "دونالد توسك" رئيس المجلس الأوروبي: "إنقاذ الحياة، ليس قاصرا على إنقاذ البشر في البحر، بل يجب التصدي لمهربي البشر، وإيجاد حل للهجرة غير المنظمة". 
هذا وتم تكليف الممثل الأعلى للسياسات الأمنية والشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي " فيديريكا موغيريني"، بمهمة بدء التحضيرات لعملية عسكرية محتملة لرصد وضبط  وتدمير قوارب مهربي البشر قبل استخدامها. 
كما تؤكد القرارات التي صادق عليها الزعماء الأوروبيون، على زيادة التعاون أجهزة الاستخبارات، والشرطة مع دول ثالثة، إلى جانب استنفار المؤسسات الأوروبية المعنية، لضرورة تفكيك العصابات التي تقوم "بتهريب البشر"، وتقديم مسؤوليهم للعدالة. 
كما شددت القرارات الأوروبية على ضرورة زيادة الدعم لدول الجوار الليبي من أجل مساعدتها على مراقبة حدودها البرية، والسيطرة عليها. 
زيادة التعاون مع تركيا 
كما قرر القادة الأوروبيون زيادة التعاون مع تركيا بشأن الأوضاع في كل من سوريا والعراق، واتفقوا على إرسال خبراء هجرة إلى البلدان الرئيسية في المنطقة من أجل جمع معلومات حول موجات الهجرة المختلفة، والتعاون مع السلطات المحلية في هذا الشأن. 
وأشارت تلك القرارات إلى أنه سيتم تطبيق  مشروع تجريبي، لإعادة توطينالمهاجرين، وتوزيعهم على دول الاتحاد، لكن لم يذكر كم شخص يمكنه الاستفادة من هذا المشروع. 
وقبيل انعقاد القمة قال "توسك": "يتعين علينا أن نتعقب ونعثر على مهربي البشر، ونفكك شبكاتهم، ونخرب نماذج أعمالهم، وأعتقد أن  ضمان عدم ركوب هؤلاء الناس إلى القوارب، يعد أفضل طريقة لإنقاذهم من الغرق".    
كما أكد رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" أنهم سيخصصون  السفينة "HMS Bulwark " التي تعد  إحدى أكبر سفن الإسطول البريطاني، وثلاث مروحيات، وقاربين لخفر السواحل لعملية الاتحاد الأوروبي في البحر الأبيض المتوسط، مضيفاً أن المهاجرين الذين سينقذهم اسطول بلاده لن يكون لهم حق طلب اللجوء إلى بريطانيا بل سيتم تسليمهم إلى "أقرب دولة آمنة".
وشهد البحر المتوسط يوم الاحد الماضي، واحدة من أكبر الكوارث البحرية حيث أكد مسؤولون دوليون وإيطاليون، غرق نحو 900 مهاجر غير شرعي بعد انقلاب قارب صيد كان ينقلهم قبالة سواحل ليبيا ليلا.
وقال خفر السواحل الإيطالي إن "28 شخصاً فقط تم انقاذهم من القارب، الذي غرق على بعد حوالي 100 كيلومتر من الساحل الليبي، جنوبي جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، فيما تم انتشال 24 جثة".
ووفقاً لأرقام منظمة الهجرة الدولية، فإن أكثر من ثلاثة آلاف شخص لقوا حتفهم العام الماضي في مياه البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى الدول الأوروبية بطرق غير شرعية، في حين أشارت أرقام منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية الأهلية إلى وصول أكثر من خمسة آلاف مهاجر غير شرعي، بينهم 450 طفلأ، إلى إيطاليا ما بين 11 و13 أبريل / نيسان الجاري.