كيف ينظر الأتراك إلى تواجد السوريين في بلادهم؟

كيف ينظر الأتراك إلى تواجد السوريين في بلادهم؟

 “هل السوريون يمثلون حملاً كبيراً على عاتق تركيا؟ وهل سيتسبب السوريون في إحداث مشاكلَ في المستقبل القريب بالنسبة لتركيا؟ وماهي تلك المشاكل؟"
يقول موظفٌ حكومي ّفي إسطنبول بأنه وعند النظر إلى قول “إنما المسلمون أخوة” فمن الواجب علينا استضافة السوريين، ولا يجب علينا الإصغاء لما يقوله الآخرون، حتى وإن حدثت بعض المشاكل البسيطة بسبب اختلاف طبقات المجتمع داخل تركيا، وأرى أنها ليست من الصعب حلّها، وسوف نتجاوز تلك المشاكل عاجلاً أو آجلاً.
ولا يعتقد خبيرٌ اقتصادي تركي بأن السوريين سيتسببون في مشاكل مستقبلية لبلده. واعتبرهم ضيوفَ تركيا.
ويرى رئيسُ تحريرٍ لصحيفةٍ محلية في تركيا بأن السوريون سوف يمثلون عدة مشاكل لتركيا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. فيما لا يعتقد زميله في العمل بهذا الرأي ويلفت إلى وجوب أن تقف الضيافة عند حدٍ معين “بشكلٍ مؤقّت”.
ويلفتُ طلابٌ في كلية القانون والعلاقات الدولية بجامعة إسطنبول إلى أنه ووفقاً لما يحتّمه علينا الدين الإسلامي، فنحن نقوم بأداء واجب الضيافة للمهاجرين والأنصار.
ولكن في الوقت نفسه يجب العمل بشكلٍ أكبر من الناحية السياسية تجاه السوريين. وبهذا يكون قد تم التخطيط للمشاكل التى سوف تحدث في المستقبل والعمل على حلّها.
ويعتبرُ شرطيٌ في إسطنبول، بأن السوريون بمثابة الحمل على تركيا. حيث أن سوريا تعتبرُ دولةً تبعد عن تركيا بنحو 30 عاماً. بمعنى أنهم لن يضيفوا شيئاً للاقتصاد التركي، حيث أن البعض منهم لم يستطيع التأقلم مع نمط الحياة داخل تركيا.
ولهذا يلجأُ إلى كسب المال بطرقٍ غير شرعية مثل السرقة والاحتيال والتسوّل وغيرها، كما أثّر هذا أيضاً على نمط المعيشة داخل تركيا، حيث ارتفعت أسعار الإيجارات للشقق والمحلات داخل المدن الكبرى.
ويحّثُ طالبٌ بقسم التاريخ بجامعة إسطنبول أنّ على الدولة أن تصدر خطة عاجلة من أجل السوريين حتى لا يشكّلوا حملاً ثقيلا ًعلى الدولة، وإلا سوف يشكّل هؤلاء السوريون مشاكل اجتماعية كبيرة لتركيا.
ويرى موظفٌ في منظمة مجتمع مدني تركية بأنه وبالطبع تتزايد مسؤولية تركيا تجاه السوريين ويزداد حملهم بسبب مواصلة الحرب داخل سوريا، ولكنني لا أعتقد أن كلّ ما تفعله تركيا من تضحيات سوف يترك أثراً فيما بعد سواء على سوريا أو على الدول العربية.
ويلفتُ معلمٌ تركي إلى إن المساعدات الإنسانية لا تعتبرُ حِملاً ثقيلاً على تركيا. حيث بلغت المساعدات الإنسانية للسوريين حتى الآن نحو 4 ملايين دولار، ولكن بسبب انخفاض أسعار البترول، فهناك نحو 40 مليون دولاراً قد دخل إلى خزانة الدولة في الوقت نفسه.
ويقول مواطنٌ تركي بإسطنبول بأن هناك العديد من وجهات النظر في هذا الموضوع. حيث أن للطبقات المحافظة داخل تركيا وجهات نظر، وللطبقات العلمانية واليسارية وجهات نظرٍ أخرى.
ولا يعتقد طالبٌ بكلية الصيدلة في اسطنبول بأنها ستتسبب في مشكلة، في حال قيام الشعب التركي بإنشاء روابط معنوية بينه وبين الشعب السوري. في بادئ الأمر سوف تحدث عدّة مشاكل بسبب اختلاف الثقافات والتي تقلّل من تحمّل الناس لبعضهم البعض كلما اختلفت. ويمكن أن تحدث مشاكل في مجالات العمل والمجالات الصحية.