لاجئون سوريون يشتكون من صعوبة ممارسة مهنهم و فترات الانتظار الطويلة قبل الحصول على الإقامة وتعلم اللغة

لاجئون سوريون يشتكون من صعوبة ممارسة مهنهم و فترات الانتظار الطويلة قبل الحصول على الإقامة وتعلم اللغة

قال التلفزيون السويدي على موقعه الرسمي يوم الجمعة إنه في إطار تغطيته لأوضاع اللاجئين السوريين في السويد، قام من خلال صفحته على الفيسبوك باستطلاع أراء السوريين أصحاب الشهادات العليا ممن ينتظر الحصول على عمل.
وأشار إلى أن العديد ممن تفاعلوا معه كانوا من أصحاب الشهادات العليا الذين مازالوا ينتظرون صدور قرار الإقامة. وقد أبدوا عن تململهم من  فترات الانتظار الطويلة وعن  رغبتهم في البدء في تعلم اللغة و الدخول إلى المجتمع السويدي و سوق العمل بأسرع وقت. حيث لا يمكنهم البدء بدروس اللغة النظامية قبل الحصول على الإقامة.

فرص قليلة للمحادثة باللغة السويدية

عماد المحمد، 29 سنة، حاصل على إجازة جامعية في التغذية من سوريا. حصل المحمد على الإقامة في السويد في نهاية 2013 وتمكن ن إنهاء “اللغة السويدية للمهاجرين”( المستوى التمهيدي في اللغة السويدية)  بزمن قياسي وهو سبعة أسابيع. انتقل بعدها إلى مستوى متقدم لتعليم اللغة السويدية للكبار، وهناك كان الاعتماد الأكثر على الجهد الشخصي للطلاب في أداء الواجبات ومجال التواصل مع المدرسين والطلبة أصبح  محدودا . يقول المحمد إن هذا النمط من التعليم لا يفسح له المجال للمحادثة بالسويدية وهذا ما أخر من قدرته على المحادثة.
حصل المحمد على تعديل لشهادته من المجلس الجامعي الأعلى و تقدم بالطلب لثلاثة وظائف شاغرة في مجال اختصاصه بمدينة هاسلهولم وشاغر آخر في مدينة كريخانستاد. لم يحصل المحمد على الوظيفة بسبب عدم امتلاكه لترخيص لممارسة المهنة. الترخيص يجب أن يحصل عليه من “المجلس الوطني للصحة و الرعاية الاجتماعية “ومن من شروط حصوله على الترخيص هو أن ينهي امتحان في مستوى متقدم في اللغة السويدية.
يقول محمد في رسالة للتلفزيون السويدي :” فقدت الأمل في العمل كأخصائي تغذية لأني لا أستطيع أن أمضي سنتين من حياتي في التحضير لشهادة لا تفيدني إلا في الحصول على ترخيص العمل و أصبت بالإحباط والاكتئاب من ذلك الحين”.
بعد أن فقد المحمد الأمل في العمل بمجال اختصاصه تقدم لدراسة الماجستير في “الصحة العامة” في معهد كارولينسكا العالي وتم قبوله.

“لم أسمع رداً من أي منهم”

كندة كوكش، 32 سنة، إجازة في الأدب الانكليزي، قدمت كوكش إلى السويد في نهاية الـ 2010 مع زوجها الذي كان يدرس في السويد. اضطرت كندة بعدها إلى التقدم بطلب اللجوء في السويد على خلفيه الأوضاع في بلدها الأم سوريا.
كانت كوكش متطوعة في الهلال الأحمر السوري لثلاث سنوات و عملت كذلك في مكتب سياحي. خلال فترة إقامتها في السويد لم تعمل سوى لعام ونصف كمساعدة شخصية.
تقول كوكش في مكالمة هاتفية مع التلفزيون السويدي : “تقدمت بطلب عمل لعديد من المنظمات في السويد، وكانوا يبهرون بسيرتي الذاتية والخبرة التي لدي،ولكني لم أسمع رداً منهم بعدها”.
تدرس كوكش الآن “التعليم في مجتمع متعدد الثقافات” في جامعة استوكهولم وتأمل أن يفتح لها ذلك آفاقاً أوسع للعمل في المستقبل.

نقد أسلوب تعليم اللغة

فرزند عمر،45 سنة، طبيب قلبية، 13 سنة خبرة عمل كطبيب في سوريا. لجأ عمر إلى السويد في نهاية 2013 وهو الآن في المستوى المتقدم الثاني للغة السويدية. حصل عمر على براكتيك في ثلاث أماكن مختلفة، اقتصر دوره فيها على المراقبة بسبب عدم قدرته على ممارسة الطب بدون الحصول على ترخيص العمل من ” المجلس الوطني للصحة و الرعاية الاجتماعية “.
يرى عمر أنه لا يوجد هناك ارتباط مباشر وتفاعل  بين سوق العمل و البرنامج التعليمي للقادمين الجدد، إذ أن الحصول على “البراكتيك” التدريب أصبح بمثابة الحلم، بسبب عدم وجود آلية فعالة و صحيحة تبدأ بالتفاعل مع متعلم اللغة من اليوم الأول.  كما أنه هناك غياب التعليم التخصصي إذ أن الطبيب الذي لديه 25 سنة خبرة مضطر إلى التعلم مع أولئك الذين لا يعرفون الكتابة و هذا مضر بكليهما.
العديد من المعلقين أبدى استغرابه  من عدم تطبيق شرط الحصول على شهادة عالية في اللغة السويدية كشرط للبدء بالعمل على الحاصلين على شهادات من جامعات في دول من الاتحاد الأوربي.