هذه قصة أب سوري و ابنيه ضحايا اعتداء نيوزيلندا

هذه قصة أب سوري و ابنيه ضحايا اعتداء نيوزيلندا

عائلة سورية هربت من الموت داخل البلاد لتجد نفسها في مواجهته  مرة جديدة في نيوزيلندا، و كل ماتبقى من العائلة المكونة من 5 أشخاص زوجة تعيش هول الصدمة وطفلة صغيرة فقدت والدها و شقيقها بينما الابن الاخر في المشفى يتلقى العلاج، في واحدة من أكثر الحوادث الارهابية الصادمة ضد المهاجرين والمسلمين.
فرّ خالد حاج مصطفى، وهو رجل متزوج في الاربعينيات من العمر،  وعائلته من الصراع في سوريا ملتمساً الأمان له و لعائلته في الأردن دون أن يعلم المفاجاة غير المتوقعة والتي خبأها له القدر، فالموت الذي حاول أن يبتعد عنه آلاف الكيلومترات كان أقرب إليه في نيوزيلندا. 
قضى خالد وابنه حمزة على يد الأسترالي برينتون تارانت إثر الهجوم على مسجد النور، بينما يرقد ولده الأصغر (زيد- 12 عام) في المستشفى وهو بحالة مستقرة الآن "حسب أقرباء الضحايا.


الابن زيد - مصاب بطلقين ناريين وهو قيد العلاج                                                                    
عمر أحد افراد عائلة خالد في الاردن، وقال: " بقيت الانباء عن حمزة غير معروفة بسبب وجود العديد من المفقودين غير حمزة أيضا حيث لا يستطيع أهلهم الوصول لمعلومات عنهم حتى الآن.. ربما هي حالة الذعر و الصدمة التي أصابت الجميع الحكومة و الشرطة و المجتمع و أهالي الضحايا"، و كان من المؤسف أننا ونحن بصدد اعداد هذه المادة وصلنا خبر وفاة حمزة.


صورة الابن حمزة - بقي مصيره غير معلوم ليومين قبل ان يضاف إلى قائمة الضحايا
وهاجم مسلح من أصول استرالية مسجد النور و مسجد لينوود في مقاطعة كرايستشيرش النيوزيلندية، و أعلنت السلطات النيوزيلندية أن عدد الضحايا حسب التقديرات الاولية وصل إلى 49 شخص، كما أصيب أكثر من 20 آخرين بإصابات مختلفة بعضها خطير، وتم اعتقال المتهم بارتكاب الجريمة.
شهود العيان في الحادثة قالوا لوسائل الإعلام النيوزيلندية "المهاجم أطلق النار على شخص في صدره"، و أن الهجوم ربما "استغرق حوالي ال 20 دقيقة وسقط فيه 60 مصابا على الأقل".
 وبث المسلح، الذي عرف نفسه بأنه أسترالي يُدعى برينتون تارانت، لقطات الهجوم الذي نفذه على مسجد النور على فيسبوك، مستعينا بكاميرا كانت مثبتة فوق رأسه، وهو يطلق النار على رجال ونساء وأطفال أثناء الصلاة.
أحد الناجين من الحادث وهو بحالة رعب قال "كل ما فعلته هو الانتظار والصلاة، لقد رجوت الله أن تنفد الذخيرة مع المسلح".وأكد ناج أخر للإذاعة النيوزيلندية أن الناس كسروا نوافذ المسجد لينجوا بحياتهم. و أن القاتل كان مصرا على أن يموت الجميع.
وقالت تقارير إن المسلح قاد سيارته لخمسة كيلو مترات حتى وصل إلى مسجد آخر في ضاحية لينوود حيث وقع الهجوم الثاني، وأفادت الشرطة النيوزيلندية إنها عثرت على أسلحة نارية بالقرب من المسجدين، كما عثر على عبوات ناسفة في سيارة مملوكة لأحد المشتبه بهم.
 


خالد غادر سوريا مع شقيقه بعد أن تعرض للاعتقال لدى الاجهزة الامنية في سوريا لمدة شهر تقريبا بسبب تقارير كيدية و لحقت به عائلته المكونة من 3 أطفال، حمزة 17 سنة وزيد 12  سنة، وزينة 10 سنوات.
أخبرنا عمر:" المرحوم خالد تم إعتقاله من قبل المخابرات و بقي تقريبا شهر محتجز و عندما خرج كان متعباً، ليجد نفسه قد فقد عمله  (كان يعمل في مجال الخيول حداد blacksmith ) و أيضاً عمل كمسؤول عن الخيل لنادي الديماس ".
المهندس المنشق عن وزارة الداخلية، فراس حاج عمر (أحد أقارب الفقيد خالد) تحدث خلال فترة الاعتقال وبحكم عمل العائلة في مجال تسييس الخيول بالديماس، فقد كانت تربطهم علاقة جيدة بعائلة الأسد، حيث تواسط والد الفقيد خالد آنذاك لدى زوجة ماهر الأسد، من أجل الإفراج عن ابنه، إلا أنها اكتفت بالرد "إذا مو عامل شي بيطلع".
منظمات دولية، بينها تقرير صادر في آب/أغسطس 2012 عن منظمة أطباء بلا حدود، يؤكد أن 75 في المئة من اللاجئين السوريين في لبنان وإلى الأردن غادروا بيوتهم لأسباب أمنية.
زوجة خالد وتدعى سلوى هي معلمة صف سابقا، تعيش اليوم في حالة صدمة من هول الفاجعة، و بقي لها من العائلة فقط الفتاة الصغيرة زينة و زيد الذي يتلقى العلاج.
يؤكد عمر أن خالد لم يكن لديه أي نشاط سياسي، وأنه غادر سوريا بعد أن  شعر بالخوف بعد تجربة الإعتقال و لذلك غادر البلاد فورا حتى دون ترتيبات و كان معه في الإعتقال أخوه الأصغر الذي غادر معه أيضا إلى الأردن.
وصل خالد إلى الأردن في عام 2013، و أسس هناك عملا جديداً رغم الكثير من العقبات و الحواجز و لكنه كان متفوقا و ماهراً جداً في عمله ما أعطاه امتياز و تفرد في السوق و أسس لنفسه سمعة طيبة و بقي مقيم في الأردن تقريبا ستة أعوام.
و بالإضافة للعمل كبيطار للخيل كان فارساً و مدرباً و له مشاركات في بطولات محلية في سورية و الأردن كفارس و كمدرب، وابنه حمزة كان أيضا فارس ناشئ شارك في بطولات في الأردن و فاز فيها.


صورة خالد وهو في احدى مسابقات الفروسية

و بعد 6 سنوات، وصل كتاب المفوضية باختيارهم ضمن موجات التوطين في استراليا، واعتقدت العائلة أن بإمكانها البدء بحياة جديدة في نيوزيلندا،يقول عمر" خالد و عائلته رأوا في خيار نيوزيلندا البلد الآمن أملا في بداية حياة جديدة ومستقبل مشرق للعائلة و الأولاد و لكنها إرادة الله ومشيئته".
عائلة خالد حاج مصطفى لم تستلم جثة فقيدها حتى الآن، بينما لم يحصل أي تواصل إلى ساعة إعداد هذه المادة بين العائلة ومفوضية شؤون اللاجئين حسب ما قال اهل الضحية لروزنة، شقيقي الفقيد خالد، قد توجهوا اليوم إلى السفارة الاسترالية في الأردن من أجل متابعة قضية أخيهم المغدور.
و هاجر أجداد خالد من القفقاس في عام 1864 بعد الحرب التي استمرت مع القيصر الروسي لأكثر من مئة عام، و لتستقر في الجولان السوري المحتل و تنزح بعدها الى دمشق - منطقة الكسوة من قرية المنصورة في حرب ال 1967، ويصبح خالد الابن لاجئاً في الأردن في عام 2013 وأحد ضحايا الاعتداء الارهابي في نيوزلندا.
وفي ظل عدم وجود ارقام للضحايا السوريين  في الحادثتين، تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي ايضا اسم عبد المعين كامل كأحد ضحايا الاعتداء على المسجدين، وهو لاجئ من ابناء مدينة مرة النعمان و لم ترد معلومات اضافية عنه.
هذه ليست الحادثة الاولى التي تستهدف المسلمين في العالم، في شهر حزيران من عام 2017 شهدت أوروبا حادث مروع بشمال لندن، بعد أن دهست شاحنة حشدا من المصلين اثناء خروجهم من المسجد بعد صلاة الفجر.
وتعرض أحد المساجد في مدينة "إسكيلستونا"، السويد، إلى هجوم أيضاً أصيب على إثره 5 مسلمين، إلى جانب مهاجمة بعض أئمة المساجد.
و علق رأس خنزير بريّ على بابِ مسجد "Pont-de-Beauvoisin" ببلدة إزار الفرنسية ، اضافة إلى حرق مسجدين في أسبانيا وهولندا، في عام 2015، على خلفية الهجمات الإرهابية التي استهدفت عددا من دول أوروبا خلال العام ذاته.