سوريون يمضون ليلتهم على الأرصفة في مرسين للحصول على البطاقة المؤقتة!

سوريون يمضون ليلتهم على الأرصفة في مرسين للحصول على البطاقة المؤقتة!

يمضي (محمود إسماعيل) ساعات طويلة في طقس بارد منذ ساعات الفجر الأولى في طابور طويل يضمّ عشرات السوريين أمام مركز إصدار بطاقة الحماية المؤقتة (كيمليك)، حيث باءت ساعات انتظارهم الأخيرة بالفشل، جراء مشادّة كلامية بين الموظّف وأحد الأشخاص، ما دفع بالمركز إلى عدم استقبال أي طلب للحصول على البطاقة في ذلك اليوم، على حدّ قوله.

ويقصد المئات من السوريين مديرية دائرة الهجرة التركية (الأمنيات) في منطقة (التشارشي) مقابل برج (ريديسون) في مرسين للحصول على بطاقة حماية مؤقتة أو لتعديل بيانات البطاقة القديمة أو لنقل البيانات من ولاية إلى أخرى، خصوصاُ مع توقّف إصدار البطاقة في كثير من الولايات التركية وعدم توقف ذلك في مرسين منذ سنوات.

ونظراً لكثرة الوافدين إلى مركز الهجرة، وصعوبة وصول الجميع إلى شبّاك الموظفين الذي يستقبل الناس، فإن الغالبية منهم يتوافدون إلى المركز قبل بدء الدوام بساعات وسط جوّ شتوي بارد، والبعض منهم يقضي ليلته على الرصيف طمعاً في الحصول على موعد لمنح البطاقة.

هذا الحال مرّت به (أم بسام) أيضاً، وهي لاجئة سوريّة في مرسين، حيث تنتظر هي وأولادها منذ الثانية فجراً على باب المركز، الذي يبدأ عمله في التاسعة صباحاً ليحصلوا على موعد للبصمة يمكّنهم من استلام البطاقة.

تقول في حديث لأورينت نت: "الأمر متعب جدّاً خصوصاً في هذا الشتاء البارد، ولكن البطاقة مهمة أيضاً فهي تمكّننا من الطبابة بالمجّان، كما أنّه لا يمكن التجوّل في المدينة دون البطاقة. الحمد لله بعد انتظار لأكثر من عشر ساعات في الشارع حصلنا على البطاقة لي ولأولادي".

وتقول مديرية الهجرة، إنّ لديها عدداً محدّداً من الأشخاص يمكن أن تستقبلهم يومياً، والأمر غير مرتبط بساعات الدوام، كما أنّ الموظّف الذي يستقبل طلبات اللاجئين عليه أن يجري مقابلة مع كلّ شخص ليكتب المعلومات بدقّة.

وفي حديث لأورينت نت، يوضح (سادات نصوح) الذي عمل كموظّف في مركز أمنيات مرسين لمدة عام، أنّ استقبال الأشخاص يحتاج إلى دقّة من قبل الموظف، ولا يمكن أن يتهاون في تسجيل جميع المعلومات المرتبطة بالشخص، وكذلك على السوري ألّا يتهاون في تقديم المعلومات، فهي تهمّه بالدرجة الأولى من حيث الحصول على جنسية أو من حيث تقديم المساعدات عن طريق الأمم المتحدة، ومن حيث المساعدة في منحه اللجوء لأي بلد آخر عن طريق الأمم المتحدة التي تستند لمعلومات البطاقة في أي أمر.

وأكّد الموظف أنّ العمل اليومي الذي ينجزونه يتبع لتقييم خاص من قبل دائرة الهجرة، فكلّ موظف عليه أن يوضح عدد الأشخاص الذين منحهم البطاقة أو حدّث لهم بطاقتهم المؤقتة "إلا أن الجميع سيحصل على بطاقة خاصة به، والأمر فقط مجرد وقت".

سماسرة واحتيال

يؤكد بعض المراجعين من السوريين، أن سماسرة ينتشرون في مرسين ومختلف المدن التركية، وهم يتقاضون مبالغ مالية لتسهيل الحصول على البطاقة على حدّ زعمهم، إلّا أن عشرات السوريين غالباً ما يقعون ضحية نصب واحتيال هؤلاء السماسرة.

موظّف في الأمنيات (فضّل عدم ذكر اسمه) نوّه إلى ضرورة عدم تعامل السوريين مع بعض السماسرة الذين تقاضون الأموال من أجل تسريع الحصول على بطاقة، مشيراً إلى أنّ الشرطة في مركز الأمنيات تلاحق هؤلاء السماسرة بشكل مستمر.

وتشير إحصائيات تركية إلى أن عدد السوريين المقيمين في تركيا يبلغ حوالي 3 مليون و576130 ألف شخص، يقيم معظمهم بصفة لجوء مؤقت ويحمل بطاقة الحماية المؤقتة (كملك).