صحيفة حرييت: هكذا يسهم السوريون في إنعاش الاقتصاد التركي

صحيفة حرييت: هكذا يسهم السوريون في إنعاش الاقتصاد التركي

تمكّن السوريون من إثبات أنفسهم في بلاد اللجوء التي فرّوا إليها - هربا من ويلات الدمار والقصف - على كافة الأصعدة، رافضين بذلك أن يكونوا عالة على المجتمعات التي بدؤوا العيش وسطها.

 

وحقق العديد من الشبّان السوريين نجاحات في قطاعات عدّة، منها التعليم والتجارة والتسويق، حيث تصدرت قصصهم وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ليغدو الشاب السوري حديث قنوات إعلامية كبرى، في الوقت الذي لم يخلٌ فيه الأمر من حدوث بعض المشاكل الفردية، والتي حاول البعض استغلالها وتعميمها على  اللاجئين السوريين كافة.

 

صحيفة (حرييت) التركية نشرت تقريراً سلّطت فيه الضوء على الإسهامات التي قام بها التجّار ورجال الأعمال السوريون على الصعيد الاقتصادي في تركيا، موضحةً أنّ جزءاً بسيطاً فقط ممن يتواجدون في المخيمات يعتمدون على المساعدات التي تقدّمها الدولة لهم، فيما الفئة الكبرى توزّعت في سائر الولايات التركية بهدف تأمين حياة كريمة لها ولعوائلها.

 

ولفتت (حرييت) إلى أنّ رجال الأعمال والتجار السوريين من خلال المحال التجارية التي افتتحوها، والشركات التي أنشؤوها لم يسعوا إلى تأمين حياة كريمة لأنفسهم وحسب، وإنّما أمّنوا بذلك فرص عمل ليس لأبناء بلدهم السوريين فقط، وإنّما للمواطنين الأتراك أيضاً.

 

وذهبت الصحيفة إلى أنّ السوريين المتواجدين في تركيا لم يبحثوا عن مكانة لهم في الحياة الاقتصادية فقط، بل وسط الحياة الاجتماعية أيضاً، موضحة أنّ أكثر المدن التركية جذبا للسوريين هي إسطنبول وغازي عنتاب ومرسين وبورصا، إضافة إلى شانلي أورفا.

 

20 شركة سورية ستٌنشأ في شانلي أورفا

 

وذكرت (حرييت) أنّ رجال الأعمال السوريين وعلى الرغم من توزّعهم في ولايات تركية مختلفة، إلا أنّهم بين الحين والآخر يحرصون على عقد اجتماعات فيما بينهم، تحت سقف جمعية رجال الأعمال السوريين والمستثمرين، بهدف تبادل وجهات النظر والحصول على الاستشارات بين بعضهم البعض.

 

ونقلت الصحيفة تصريحاً لرئيس جمعية رجال الأعمال والمستثمرين السوريين (خالد بابلي) أدلى به للأناضول، قال فيه: "رجال الأعمال السوريون يستثمرون في مجالات مختلفة في تركيا، وكل ما نريده هو أن تتبوّأ تركيا مكانة مرموقة وسط الاقتصادات العالمية القوية".

 

وأضاف (بابلي) بأنّ أعمال إنشاء 20 مصنعاً في الأرض المخصصة للصناعيين السوريين عقب المصادقة التي وقّعت من قبل مديرية المنطقة الصناعية في شانلي أورفا، ما زالت مستمرة على قدم وساق، مضيفا: "سنحاول من خلال هذه المصانع الإسهام في الاقتصاد التركي بشكل عام، واقتصاد أورفا على نحو خاص".

 

وتابع (بابلي) أنّ إجمالي تكلفة إنشاء المصانع وحدها سيبلغ ما يقارب 80 مليون ليرة تركية، لافتاً إلى أنّ الاستثمارات هذه تهدف إلى إتاحة فرص عمل واستخدام ما يقارب 1500 شخص، منوهاً إلى أنّ الغاية من الاستثمارات السورية في تركيا هو تخفيف العبء والمسؤوليات الملقاة على عاتقها حيال اللاجئين السوريين، قائلا: "من خلال توفير فرص عمل للسوريين نسعى إلى تخفيف العبء عن تركيا، إذ لدينا في عموم البلاد ما يزيد عن 300 شركة متوزّعة في مختلف الولايات التركية".