تشكيل فريق لكرة القدم من اللاجئين في ألمانيا

تشكيل فريق لكرة القدم من اللاجئين في ألمانيا

في نادي إس فاو بابلسبيرغ بمدينة بوتسدام، لا تتاح لطالبي اللجوء فرصة لعب كرة القدم فحسب، وإنما إنشاء فريق كرة قدم خاص بهم حتى يتمكنوا من دخول باب الاحتراف، وذلك في فترة في غاية التعقيد ينتظرون فيها قرار السلطات الاتحادية حول طلبات اللجوء تقدموا بها. وبدون تأكيد أن مرحلة الانتظار هذه من أصعب الفترات التي يمر بها هؤلاء الوافدون، لكن ولحسن الحظ، كما يقول النيجيري جونسون أجيك، في حوار مع DW : "عندما نأتي لحصة التدريبات ونتحدث مع بعضنا البعض، نشعر بالارتياح. وعندما نلعب ننسى جميع التحديات التي نواجهها والمشاكل التي تركناها ولو لفترة قصيرة". أما محمد أبرزبخار من صوماليا الذي لم ير عائلته منذ سبعة أعوام، فيجد في كرة القدم المتعة التي يفتقدها: "الوضع صعب جدا. وكرة القدم تؤنسني لساعات على الأقل".
لكل رجل في مركز إيواء اللاجئين في بوتسدام قصة، لكن القاسم المشترك بينهم هو عشق كرة القدم، ما دفع نادي بابلسبيرغ 03 الذي يلعب بدوري الدرجة الثالثة الإعلان عن فريق جديد خاص بمقدمي اللجوء، باسم وليكومن يونايتد 03 أو "مرحبا" يونايتد 03. وسرعان ما كانت الاستجابة قوية أدهشت حتى إدارة النادي صاحبة الفكرة نفسها، كما يقول توماس هونتسه المتحدث الرسمي عن النادي الذي أوضح لتلفزيون DW "أن الإدارة لم تكن تتوقع هذا العدد الكبير من طلبات الانضمام للفريق الجديد".
ويعتزم النادي اللعب على النقاط في الموسم القادم، وكما هو معهود عليه أن يبدأ على نطاق المناطق السكنية أولا. وهنا تكمن المعضلة!. فلدخول هذه المنافسة على كل لاعب الحصول على بطاقة اللعب، كما تنص على ذلك لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ومن ثمة يتوجب على الإتحاد الألماني لكرة القدم البحث أولا لدى اتحادات الدول الأصلية للاعبين عما إذا ما كان هؤلاء مسجلين في أحد النوادي أم لا. وهي إجراءات قد تستغرق أشهرا، هذا إذا حدث تجاوب أصلا من قبل الدوائر المعنية في البلدان الأصلية التي تدور في بعض منها حروب أهلية طاحنة.
وحول ذلك يقول المتحدث توماس هونتسه: "نحن نعرف تماما أنه عندما يقوم الإتحاد الألماني لكرة القدم بطلب للدوائر الليبية على سبيل المثال حول لاعب قد يكون في بلده ملاحقا لأسباب سياسية، فإن ذلك أمر غير منطقي ويجب إلغائه". الفريق الجديد، ويلكومن يونايتد 03، تابع إداريا لاتحاد الكرة بولاية برلين-براندنبورغ، وهناك يقرر المسؤولون أن الاتحاد الألماني لم يتلق يوما ردا من أية دولة، ورغم ذلك "يجب تطبيق لوائح الفيفا بصرامة"، حتى يتم "التأكد من أن أحد من هؤلاء اللاجئين مرتبط بعقد من أحد أندية بلاده ما قد يخالف تعليمات الفيفا في حال تمّ السماح له بالانضمام لأحد الأندية".
بالنسبة للاجئين الذين يريدون ممارسة كرة القدم كهواة، فإن ذلك أمرا يثير الغضب بسبب ما يصفونها "بيروقراطية ألمانيا المعقدة". بطاقة اللاعب أمر ضروري لمن يرغب اللعب في أحد الأندية الألمانية حتى بالنسبة للهواة، أما المحترفون فبحاجة إلى أكثر من ذلك. ويوضح النيجيري جونسون أجيك أن لا أحد يمكنه احتراف كرة القدم في ألمانيا إذا لم يكن لديه سكن ثابت. وهذا غير متوفر بالنسبة لمقدمي طلب اللجوء الذين يوضعون في مراكز مؤقتة لإيوائهم. ويحمل اللاعب النيجيري الاتحاد الألماني لكرة القدم مسؤولية تعقيدات الوضع، متهما إياه أنه ليس وفيا لشعارات يرفعها الاتحاد حول دعم الاندماج حين يجري الحديث عن المنتخب الألماني لكرة القدم وعناصره من ذوي الأصول المهاجرة. وليس هو فقط بل إن رئيس مشجعي نادي بابلسبيرغ ألكسندر بوش، اتهم الإتحاد الألماني بقصر النظر وعدم التحرك إلا بعد ضغط من القوى المدنية والرياضية. ويتابع أن الاتحاد لا يطور أفكارا من الداخل تقضي بتطوير الاندماج. وعلى أرض الواقع، يتوجب على أعضاء فريق ويلكومن يونايتد 03 الانتظار إلى غاية الحسم في أمر أوراقهم، حتى يتمكنوا من المنافسة على النقاط، هذا طبعا إذا سمح لهم البقاء في ألمانيا كلاجئين، ولم يرحلوا إلى بلدانهم الأصلية.