لاجئ سوري ينتصر على إعاقته ويصبح مختصا تقنيا بشركة ألمانية

لاجئ سوري ينتصر على إعاقته ويصبح مختصا تقنيا بشركة ألمانية

انتصر الشاب السوري حسام اللاجئ الذي يعيش في النمسا منذ ثلاث سنوات، على حالته البدنية منذ ولادته بأنه أصم وأبكم، عندما أتيحت له الفرصة لنيل تدريب مهني في شركة سيمنس الألمانية، لصبح أحد مختصي التنقية فيها. 
وولد حسام الذي يبلغ 23 عاما في سوريا، وهو مصاب بتشوهات خلقية، وتيقن ذويه أن حسام لا يسمع عندما بلغ سنة ونصف من عمره، ومن وهنا بدأت "معاناة طويلة" لتأهيل حسام من أجل أن يتمكّن من فهم ما يُقال له.
ظروف الحرب في سوريا أعاقت تحسن وضع حسام الصحي الذي كان بحاجة إلى اصلاح جهازه السمعي الذي تعطل خلال الحرب في سوريا، ولم تستطع حينها أسرته الذهاب إلى دمشق لشراء جهاز جديد أو إصلاح القديم.
حافز للتغلب على الإعاقة
واضطرت عائلة حسام للهروب إلى لبنان، بسبب تفاقم الوضع في حمص، على أمل العودة خلال أيام، لكن عدم تحسن الأوضاع في حمص حال دون ذلك. فقررت العائلة اللجوء إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا.
وصل الأب وحيداً في البداية، ثم قام بلم شمل العائلة والذي لم يشمل ابنه البكر حسام الذي كان قد تجاوز الثامنة عشر من العمر، ليلحق حسام بعائلته أثناء موجة اللجوء "المليونية" إلى أوروبا عبر البحر عام 2015.
رغم أن حسام ولد مصابا بالصمم والبكم، إلا أن والديه لم يتوقفا عن بذل أقصى ما بوسعهما، من أجل تعليم ابنهما وتطوير خبراته حسبما يؤكد والده مضيفا بالقول: "لديه طموح كبير ويحب الدراسة جداً كما أنه جريء ويحب التخطيط والرسم الهندسي".
وعندما وصلت العائلة إلى النمسا لم تكن تدري في البداية ماذا يمكن أن تفعل من أجل مساعدة ابنها البكر، كما يقول الأب، ويضيف: "كان يفاجئنا ويبحث بنفسه على الإنترنت عن منظمات تقدم المساعدة، كما أنه قام بالتسجيل في المدرسة بنفسه".

طموح مستمر
تمكن حسام من تعلم لغة الإشارة في النمسا خلال أربعة أشهر، كما حصل على شهادة المرحلة الإعدادية والتي كانت شرطاً من أجل البدء بالتدريب المهني لدى فرع شركة سيمنس، عملاق الصناعات الإلكترونية الألمانية، في النمسا.
ويدرس اللاجئ السوري حالياً في السنة الثانية من التدريب المهني الذي يستغرق أربع سنوات، من أجل أن يصبح مختصاً في التقنية الكهربائية. وخصصت له الشركة مترجماً للغة الإشارة من أجل أن يشرح له ما يصعب عليه فهمه. يقول حسام: "ألاقي صعوبات في التدريب المهني لكن المشكلة الأساسية ليست في الفهم، بل بضيق الوقت وقصر مدة إقامتي في النمسا مقارنة بزملائي".
وقد شهد وضع حسام تحسناً كبيراً عندما خضع لعملية أخرى لزرع حلزون الأذن العام الماضي. وقد سجل نفسه لدى الجمعية النمساوية لمترجمي لغة الإشارة من أجل مساعدته عندما تكون لديه مواعيد لدى الدوائر الرسمية.
لكن طموح حسام لا ينتهي بإكمال التدريب المهني، بل يطمح للحصول على شهادة البكلوريا بعد التدريب المهني من أجل أن يدرس الهندسة الطبية ويتخصص بتركيب حلزونات الأذن والأجهزة السمعية. يقول حسام: "أريد أن أساعد في تخفيف معاناة الأشخاص الذين يواجهون معاناة شبيهة بمعاناتي"