البيع والشراء عبر الانترنت.. تجارب لشباب سوري في تركيا

البيع والشراء عبر الانترنت.. تجارب لشباب سوري في تركيا

بعد الانتقال إلى تركيا، وجد الكثير من الشباب السوري نفسه في بلد تأمين فرص العمل فيه ليس بالسهولة المتوقعه، لعوائق كثيرة منها اللغة, فاتجهوا نحو البيع والشراء والعمل عن طريق الانترنت لكسب لقمة عيشهم، منهم من نجح ومنهم من تعثر.

حول هذا الموضوع حاور "اقتصاد" الشاب السوري أحمد عمر، الذي أكد أنه فور وصوله لاسطنبول ذُهل بالمساحات الشاسعة للمدينة والاكتظاظ السكاني فيها، والأهم هو صعوبة إيجاد فرصة عمل، وبعد شهرين من العناء توصل من خلال تجوله في الأسواق إلى فكرة جديدة وهي البيع والتجارة عبر الانترنت.

يضيف أحمد أنه بدأ بالبحث عن المنتجات الأكثر مبيعاً بين السوريين على الانترنت وأخذ ينزل للسوق ويصور هذه الأشياء من ساعات وفناجين شاي تصدر موسيقا وغيرها، ومن ثم يضع هذه الصورة على النت ويشاركها في المجموعات الكبيرة وهناك يطلع عليها الزبائن ويتواصلوا معه ليرسلها لهم من خلال شركة شحن تعاقد معها.
 
يتابع أحمد حديثه لـ "اقتصاد" بأن فكرة شركة الشحن مفيدة، فهو يفتح حساب لدى الشركة ويقوم بتسليمها الأغراض بفكرة ما يسمى ضد الدفع، وهي تقوم بإرسالها للزبون، يدفع الزبون ثمنها ويأخذ سلعته وفي آخر الشهر يمر أحمد ليستلم قيمة مبيعاته مخصوماً منها الأجور، وهذه خدمة رائعة تحفظ لكل شخص حقه، حسب وصفه.

ويلفت أحمد إلى أن هذه الطريقة لا تُوفّر مصروفاً يغطي احتياجاته كاملة، لكنها أهون عليه من القعود من دون عمل، وهو يحاول تطويرها لتكون مهنة يعيش منها بشكل جيد.

وفي قصة أخرى عن موضوع البيع عبر الانترنت توضح أحلام السعيد لـ "اقتصاد" أنها بدأت العمل بالألبسة في سوريا منذ زمن ثم انتقلت إلى اسطنبول فلم تعلم من أين تبدأ. لاحقاً، بدأ زبائنها يتصلون بها من خارج تركيا ويطلبون منها بضائعاً، فقامت بالتسوق وإرسال البضائع لهم عن طريق الشحن، لكن بعد فترة ضعف الطلب من الخارج، فالتجأت إلى فكرة مجموعات الفيسبوك وأصبحت تتسوق البضاعة وتنشر صور الملابس على الانترنت في المجموعات داخل وخارج تركيا، فاصبح الطلب عليها كبيراً.

تردف أحلام قائلة إن دائرة زبائنها توسعت بالعمل من خلال الانترنت لكن دخول الكثيرين لهذا السوق الافتراضي أدى إلى التبخيس بالأسعار وجعل الموضوع غير مجدٍ، لذلك قررت أحلام افتتاح محل مفرق والبيع فيه. 

وقد نوهت أحلام إلى أن الذين يعملون في العالم الافتراضي منهم من كبُر عمله وأصبح معروفاً كثيراً، ومنهم من تعثر وتخبط في المنافسة المحمومة لكسب الزبائن. لكن المتميز بقطعته وسمعته هو من سيستمر حسب رأي أحلام.

إلا أن الأسوأ هو دخول المتطفلين على هذا السوق، فهم يقومون بعمل السمسار وليس التاجر، يأخذون من التاجر عمولة ويشترون له وهذا ما يضر بالسوق وبالتجار على المدى الطويل، لأن هؤلاء يبيعون بسعر لا يستطيع التاجر البيع به للزبون، وبهذا يخرّبون على التجار عملهم.

وتختم أحلام حديثها لـ "اقتصاد" بأن هؤلاء السماسرة قد تفشوا في مواقع التواصل وأساؤوا للمهنة كثيراً، وهذا ما أدى إلى تراجع الأرباح. لكن برأيها، يبقى العمل في العالم الافتراضي فرصة تُغني سوق العمل، ولربما يكون له الغلبة في الأيام القادمة.