ما الذي يزعجكم من اللاجئين السوريين؟

ما الذي يزعجكم من اللاجئين السوريين؟

ما الذي يزعجكم من اللاجئين السوريين؟
مع تزايد أعداد المظاهرات المنددة بتواجد السوريين في تركيا بالآونة الأخيرة، استطلاع رأي لدى الشارع التركي لمعرفة الأسباب التي تزعجهم من تصرفات وأفعال بعض السوريين المنتشرين في كافة المدن التركية والوقوف على حلول لمعالجتها.
عبد الله مواطن تركي يبلغ من العمر 42 عاماً، أشار أن لكل مجتمع عاداته وتقاليده ويجب على العرب والأجانب الذين يأتون من الخارج أن يحترموا هذا الأمر، فعلى سبيل المثال غالبية الشعب التركي ينامون في وقت مبكر من الليل، عكس الشعب السوري الذي يحب السهر لوقت متأخر، مع إصدار البعض منهم أصوات تقلق الجيران وتزعجهم الأمر الذي يتسبب بحدوث مشاكل.
وتابع عبد الله: "في أحد المرات قام الجيران بطلب الشرطة لبيت يتواجد به شبات سوريون، كانوا يلعبون الورق في وقت متأخر ويصدرون أصواتاً عالية، ليقوم الجيران بعدها بإجبار صاحب المنزل على إنهاء عقد إيجار البيت وإخراج الشباب منه، رغم أن الجيران قاموا بالطلب من الشباب السوريين في أكثر من مرة إخفاض صوتهم وعدم وضع موسيقى في وقت متأخر.
وأشارت فاطمة مواطنة تركية: "أن أعداد السوريين في مدينة اسطنبول تجاوز المليون فمن الطبيعي أن يتواجد بينهم الجيد والسيء، فالشعب التركي يقوم بنقل الأمور السلبية التي يفعلها السوريين مع تضخيمها في بعض الأحيان، وهذا الأمر ولد صورة سلبية لدى الشارع التركي اتجاه السوريين ما دفع العديد منهم بالامتناع عن تأجيرهم المنازل وغيرها من الأمور.
وتابعت فاطمة: "نحن نتفهم الأوضاع الصعبة التي يمر بها السوريين ونقف معهم، ولكن على الفئة التي تسيء لصورة السوريين أن تعرف أنها بهذه التصرفات تضر بشعب كامل وليس أنفسهم فقط، فمن غير المنطق مثلا أن تقوم إحدى العائلات السورية بشوي اللحم والدجاج على الفحم في البرندة الخاصة بمنزلهم ما تسبب بوصول الدخان إلى الجيران، فنحن الأتراك نقوم بهذه الأشياء في المنتزهات والحدائق حتى لا نزعج جيراننا، صحيح هذه الأمور تعتبر بسيطة وليست كبيرة ولكنها تتراكم مع مرور الأيام.
والتقتنا بعدد من الأتراك الذين يحملون الجنسيتين السورية والتركية لمعرفة رأيهم بهذا الأمر.
ونوهت ماجيلا أنها عاشت في سوريا لأكثر من 10 سنوات قبل أن تعود إلى بلدها تركيا، فهي تعرف جيدا اختلاف العادات والتقاليد بين الشعبيين، واعتبرت أن الشعب التركي بطبيعته يدقق على أصغر الأمور حتى وإن كانت لا قيمة لها مثل إصدار ضجيج خفيف في المنزل وغيرها من الأمور التي يعتبرها السورييين طبيعية.
وأكدت ماجيلا: "أن غالبية الشعب التركي متضايق من موضوع التضخم الاقتصادي الذي حدث في بلادهم بعد نزوح السوريين، مثل غلاء المنازل وارتفاع أسعار السلع الغذائية وغيرها من الأمور، فعلى الرغم أن السوريين لا علاقة بهذا التضخم باستثناء ارتفاع آجاء البيوت، إلا أن الأتراك يحملونهم جزءا من المشكلة على اعتبار أن قسم كبير من الأتراك الذي يعيشون في الأرياف يأتون إلى المدن الكبرى مثل اسطنبول وأنقرة للعمل، ففي السابق كانوا يستأجرون المنزل في اسطنبول بـ 400 ليرة تركية أما حاليا يستأجرون المنزل بـ 800 ليرة فهذا الأمر أثر عليهم اقتصاديا بشكل كبير.
وأضافت ماجيلا: "أن المتسولين السوريين الذين ينتشرون في الشوارع التركية وخاصة الأطفال منهم ينقلون صورة سيئة عن اللاجئين السوريين، لأن غالبية الشعب التركي يقول أن العراقيين عندما نزوحوا إلى تركيا بعد الغزو الأمريكي لبلادهم لم يشاهدوا منهم هذه الظاهرة السيئة، وهم لا يدركون أن هؤلاء الأطفال والمتسولين كانوا يمارسون هذا العمل في سوريا لينقلوا بعدها عملهم إلى الأراضي التركية.
واعتبر جليل مواطن تركي - سوري أن المعارضة التركية تزيد من نقل الصورة السلبية للاجئين السوريين على وسائل الإعلام الخاصة بهم حتى يشكلوا ضغط على حكومة أردوغان وإظهاره بصورة المخطأ بجلب اللاجئين إلى تركيا، ولكن رغم ذلك تبقى العلاقات بين الشعبين جيدة رغم وجود بعض الحالات الفردية والتي يجب أن لا تعمم على الجميع.
وطالب جليل السوريين المتواجدين في تركيا بالتأقلم مع عادات الشعب التركي، وأن يتفهموا المجتمع الذي يعيشون به، وأن يشكلوا لجاناً في كل منطقة لمحاسبة الشخص المسيء، وهذا الأمر للأسف لم يحدث إلى الآن، حيث شاهدنا حدوث مشكلات كبيرة، قامت على إثرها مظاهرات نتيجة تحرش بعض السوريين بفتيات تركيات وهذا الأمر منافي للأخلاق، لذلك يجب محاسبة المسؤولين لعدم تكرار هذا الأمر في المستقبل!