ما "المكاسب" التي يحصل عليها اللاجئ السوري في كندا؟

ما "المكاسب" التي يحصل عليها اللاجئ السوري في كندا؟

وضع "مجلس الهجرة واللاجئين الكندي" مؤخراً نظاماً جديداً لمعالجة طلبات اللجوء "للحالات الأقل تعقيداً من بلدان معينة" الأمر الذي يعفي طالب اللجوء من جلسة استماع أمام القاضي للحصول على حق اللجوء، ومن ضمن هذه البلدان التي شملها قرار العمل بالنظام الجديد كان سوريا، وذلك لاعتبار أن المخاطر التي يواجها طالبو اللجوء "موثقة جيداً".
وبالرغم من "التسهيلات أو المكاسب" التي يحصل عليها اللاجئون السوريون في كندا، إلا أن بعضهم يعاني من بعض الصعوبات بعد وصوله في جوانب عدة، لا سيما ممن يصلون بطرق غير شرعية أو ما يسمى "التهريب".
نوعان من اللاجئين
وبحسب الإحصائيات الأخيرة للحكومة الكندية، فقد أعادت كندا توطين أكثر من 40 ألف لاجئ سوري، يقسمون إلى قسمين، أولهما وصل عن طريق التسجيل في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بلدان لجوئهم (الأردن - مصر - تركيا - لبنان وغيرها) وهؤلاء إما أن تقوم الحكومة الكندية برعايتهم حال وصولهم أو عن طريق منظمات أو ما يعرف بنظام "كفالة أو رعاية خاصة" وأما القسم الثاني ممن يصلون الحدود الكندية ويطلبون اللجوء بتسليم أنفسهم للسلطات.
كفالة حكومية
تقول "غادة .م" وهي لاجئة سورية وصلت إلى كندا مؤخرا عن طريق مفوضية اللاجئين في الأردن، إنه بمجرد وصولهم، بدأت الحكومة بمساعدتها هي وأفراد عائلتها في العثور على السكن المناسب، وتحسين مهاراتهم اللغوية، وتعزيز مشاركتهم المدنية، وحصولهم على الدعم العاطفي والنفسي، وتأمين دخل شهري لهم لمدة عامٍ كامل بهدف مساعدتهم في الإندماج بالمجتمع الكندي.
وبحسب "غادة" فإن الحكومة تساعد لتوفير في البحث عن عمل مناسب لها، حيث هناك الكثير من التدريبات المهنية للنساء في مراكز الخدمات المدنية، عدا منحهم حق الحصول على "المساعدة الاجتماعية" (مرتب شهري) وذلك بعد انتهاء الدعم الذي تقدمه الحكومة أو الجهة الراعية بعد عام من وصولهم، وهذا في حال عدم تمكنهم من الحصول على عمل مناسب.
لجوء بالتهريب
وعدا عن برنامج إعادة التوطين الذي ترعاه الحكومة الكندية، هناك عشرات اللاجئين السوريين الذين يصلون إلى البلاد عبر المعابر غير النظامية أو بطرق "غير شرعية"؛ إلا أنه وبالرغم من دخولهم بهذه الطريقة، فالحكومة تضمن لهم "حق الحماية" ضمن القوانين الكندية، وتزودهم بالإجراءات القانونية التي يجب عليهم اتباعها، فبمجرد وصول اللاجئ إلى الحدود ودخوله الأراضي الكندية - وفقاً للاجئين سوريين - يستمع المسؤولون هناك لادعاءاتهم وأسباب طلبهم للحماية، وإذا كانت ادعاءاتهم "غير صحيحة" يقومون بإعادتهم فوراً، وأما اذا تأكدوا من حاجتهم للحماية فإنهم يحصلون عليها بشكل فوري "حماية مؤقتة". 
وحول هذا الجانب، يؤكد (براء .س) وهو لاجئ سوري وصل إلى كندا منذ حوالي شهرين، أنه بمجرد دخوله الأراضي الكندية، اعتقله حرس الحدود، وهو إجراء شكلي للتأكد من أنه لا يحمل أي مواد ممنوعة أو مهربة، وأنه خضع للتحقيق لمعرفة سبب قدومه إلى كندا، ومن ثم تمت إحالته إلى مركز خدمات الحدود الكندية، حيث تم إجراء مقابلة معه وأخذ بصمات وصور، والتحقق من سجله الأمني، وهذ إجراء يقومون باتباعه مع كل المهاجرين القادمين بطريقة غير شرعية، وفقاً للاجئ السوري.
وبحسب "براء" فإنه وبمجرد انتهاء التحقيق والتأكد من أهلية طالب اللجوء، يتم إحالته إلى "قسم حماية اللاجئين" في "مجلس الهجرة واللاجئين"، ليحصل على "هوية مؤقتة" وتأمين صحي فيدرالي، يمكنه من الحصول على المساعدة الطبية المجانية، ثم يتم إرساله إلى سكن مخصص لطالبي اللجوء، في حال لم يكن لديه مكان يذهب إليه.
ويشير اللاجئ السوري إلى "نقطة هامة" على حد وصفه، وهي بمجرد ثبوت أهلية اللاجئ بالحصول على الحماية، وقبل صدور القرار بالموافقة على حصوله على اللجوء، يمكنه الحصول على المساعدة الاجتماعية وتعلم اللغة، كما يمكنه التقدم للحصول على تصريح عمل، وبإمكانه الحصول على المساعدة القانونية المجانية من أجل جلسة الاستماع الخاصة بطلبه الحصول على الإقامة الدائمة في كندا.
صعوبات
بالمقابل، تؤكد "منى" التي لاتزال فيما يسمى "الشلتر" وهو اسم يطلق على مكان إقامة اللاجئين الجدد، وكانت وصلت إلى كندا منذ 6 أشهر عبر الحدود الأمريكية الكندية، أنها ما تزال غير قادرة على التأقلم مع حياتها الجديدة، قائلةً: "لم أكن أعرف أنها ستكون صعبة إلى هذه الدرجة لا سيما درجات البرد المنخفضة، عدا عن غلاء المعيشة".
وتضيف "المساعدة الاجتماعية المقدمة تعتبر مبلغاً صغيراً جداً بالمقارنة مع غلاء المعيشة، والتي لا تكفي إلا للمعيشة اليومية وأقل أيضاً" مشيرةً إلى أنها تسكن في "الشلتر" ضمن غرقة مع 6 فتيات من بلاد وجنسيات مختلفة، الأمر الذي يعدم كل خصوصية للإنسان، إضافة إلى أنه لا يمكنها الحصول على سكن منفرد، لأن مساعدة السكن التي تحصل عليها من المساعدات الاجتماعية لا تكفي لاستئجار غرفة واحدة، جراء ارتفاع سعر الاجارات في كندا.
وتنوه اللاجئة السورية والتي وصلت بطريقة التهريب إلى أنه لا يمكنها الحصول على أي وظيفة إلى الآن، لأنها تتطلب اتقان اللغة بشكل تام، الأمر الذي يضطرها للانتظار حتى تتمكن من انتهاء "المدرسة" لتبدأ بالبحث عن عمل، دون مساعدة الأمر الذي قد يطول أو يقصر بحسب الفرص، على حد وصفها.