في تجربة ناجحة.. سوريّ ينقل الضيافة الشامية إلى هولندا

في تجربة ناجحة.. سوريّ ينقل الضيافة الشامية إلى هولندا

لجأ الشاب "أحمد فرواتي" مع عائلته إلى هولندا نهاية العام 2014 بسبب الحرب السورية التي تركت آثاراً مؤلمة في حياته وأدت لخسارة تجارته في استيراد وبيع قطع تبديل السيارات في مدينة الرقة.

 غير أن "أحمد" لم يستسلم لليأس والإحباط، إذ سرعان ما تمكن من إعادة بناء حياته وإنشاء مصنع لمواد الضيافة بعد أشهر قليلة من وصوله إلى هولندا، وأصبح المصنع الذي أطلق عليه اسم Orient Sweets يوزع منتجاته السورية في كل دول أوروبا من خلال موقعه على "الويب سايت" وموزعين ميدانيين رغم أن المصنع لا زال في مراحله التجريبية.

 

هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 960x960px.


 ومما شجعه على إقامة هذا المشروع-كما يروي  عدم وجود مثيل له في هولندا وامتلاك خاله المغترب في هولندا تجربة تمتد لثلاثين عاماً في صناعة الحلويات الشرقية كالنوجا والراحة والمن والسلوى.

وتصل الطاقة الانتاجية للمصنع الذي يقع في بلدة روسيندال-جنوب هولندا-إلى نصف طن في اليوم ولكنه يعمل حالياً حسب الطاقة والتمويل بحدود 50 الى 100 كغ في اليوم كي يشتهر المنتج.

 

هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 960x720px.


 ولفت الشاب القادم من ضفاف الفرات إلى أنه يواجه بعض الصعوبات حالياً كون المنتج غير معروف إلى حد ما بالنسبة للأوربيين وكان التحدي –كما يقول- إثبات وجوده في بلد غريب وشعب ولغة جديدين عليه فأراد تغيير الصورة النمطية الملتصقة باللاجىء السوري، إذ يُعتقد البعض أنه "عالة على المجتمع".

ولفت محدثنا إلى أنه يقطن في منطقة هولندية تنظر نظرة سلبية تجاه اللاجئين ويمتلك سكانها حساسية حيالهم، ومع ذلك -كما يقول- تمكن من كسب ودهم ودعا العديد منهم إلى افتتاح مصنعه فغيروا وجهة نظرهم كلياً حيال اللاجئين وانبهروا -حسب تعبيره– بالمشروع. 

 

هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 960x720px.


ويعمل أحمد على تطوير منتجاته من مواد الضيافة الشامية حسب أصولها مستخدماً مواد تصنيع طبيعية مثل السكر والنشاء والمسكة والهال والفستق والكلولكوز وملح الليمون وماء الزهر وماء الورد، مبتعداً -كما يقول- عن السمن أو الزيوت التي لا يحبها الهولنديون ولا يحبذونها في أغذيتهم وحلوياتهم.

ويقتصر عدد عاملي المصنع على ثمانية أشخاص هم من أسرة فرواتي، وفق ما أفاد محدثنا الذي أكد أنه سيسعى حال توسيع انتاجه إلى زيادة عدد العمال وإيجاد فرص عمل لسوريين وصلوا إلى هولندا للاستغناء عن مساعدات الـ"جوب سنتر".
 

 

هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 720x960px.

وينتج مصنع Orient Sweets أغلب المنتجات السورية للضيافة-كما يقول فرواتي- ومنها "المن والسلوى" وهي نوكا بيضاء من أشهر الحلويات الدمشقية وكذلك الغريبة والأسطنبولية والنوجا والراحة وهريسة اللوز، مضيفاً أنه يحرص على تقليل السكر وفي نفس الوقت الحفاظ على المذاق الأساسي والابتعاد عن السمون والزيوت في صناعته.

 واعتاد -حسب قوله- على تذويق أصدقائه الهولنديين منتجاته لأخذ رأيهم.

 وأردف مدير المشروع أن هدفه كان إشهار منتجه وإثبات اسمه في عالم الحلويات والسكاكر مستغنياً–كما يقول– عن الأرباح في الأشهر الأولى.

 ولدى "أحمد" فكرة لتصنيع الحلويات بالسكرين لمن يعاني من مرض السكري، وكذلك شراب اللوز فهي المرة الأولى التي يتم فيها انتاج هذا الشراب في هولندا.

 وامتدح فرواتي هولندا فهي–حسب قوله-بلد مفتوح تسوده العدالة والمساواة بين المواطنين واللاجئين على حد سواء، مضيفاً أن "قيمة الإنسان هنا بما يعمله وليس من خلال جنسيته أو دينه أو عرقه".

وتضاعفت في الآونة الأخيرة أعداد الشركات السورية المسجلة في غرفة التجارة الهولندية إلى 2,200 شركة حتى نهاية العام الماضي، لما يتميز به هذا البلد من صناعة واقتصاد مستقرين رغم الصعوبات التي يعانونها كونهم لا يتحدثون الهولندية. كما تزايدت أعداد السوريين الحاصلين على الإقامة والذين يعملون بمشاريعهم الخاصة خلال العامين الأخيرين، ونقلت قناة “RTL Z” الهولندية عن خبيرة الاندماج "إيفون روليارت" قولها إن السوريين يقبلون بشكل متزايد على إنشاء مشاريعهم الخاصة في هولندا.