الطلاب السوريون في تركيا ضائعون بين السات و التومير و المعاهد الساعية للربح فقط

الطلاب السوريون في تركيا ضائعون بين السات و التومير و المعاهد الساعية للربح فقط

بعدما اشتدت وتيرة المعارك في حلب كان من بين من نزح حسام، الذي لم يكد يبدأ دراسة اللغة الإنجليزية بجامعة حلب حتى اضطر للجوء إلى تركيا.
وبدأ حسام رحلة العمل ليسد نفقات عائلته، ومضت ثلاث سنوات من عمره ولم يتسلل اليأس إلى قلبه، والتحق منذ حوالي شهرين بدورة لتعلم اللغة التركية، تحضيرا لاختبار اللغة عند التقدم للدراسة الجامعية.
أما الطالب يامن، فقد بدأ دراسة منهاج اللغة التركية المعروف باسم “تومير” (TOMER)، آملا إكمال مستوياته الخمسة قبل دخوله الجامعة.
ويقول لقناة الجزيرة، إن أساتذته نصحوه بدراسة منهاج “سات” (SAT) باللغة الإنجليزية، ويشمل مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية.
ويضيف أنه “يحق للحاصل على شهادة “سات” التقدم بالتفاضل للجامعات التركية، لهذا قمت بالتسجيل ولكني لم أتمكن من الاستمرار بسبب قدراتي في المجال الأدبي، “ولأنه لا أساس لدي في المجال العلمي أيضا، فقد انتقلت لدراسة “تومير” وضاع ما ضاع من وقتي”.
ومحمد العيسى طالب آخر من ريف حلب، لجأ إلى تركيا بعد أن اضطر إلى ترك دراسته الجامعية بجامعة الفرات في دير الزور بسبب اشتداد الصراع هناك.
ويقول : “لم أكمل سنتي الجامعية الأولى حتى تأزمت الأوضاع الأمنية فتركت الجامعة نازحا إلى تركيا”، بحسب ما جاء على الموقع الالكتروني للقناة.
وأضاف “أدرس اليوم منهاج “تومير” استعدادا لدخول الجامعة مباشرة دون سنة تحضيرية، وأتابع في الوقت نفسه المنح الجامعية، لكن أعداد المتقدمين تكون عادة كبيرة والمقاعد محدودة”.
وكثرت المعاهد التعليميّة السورية في بعض المدن التركيّة بعد ازدياد أعداد اللاجئين، خاصة أنّها أصبحت مشاريع ربحية.
ورغم توافرها، فإن الطلبة ظلوا تائهين وهم يتابعون قرارات وزارة التعليم التركية إضافة إلى النصائح المختلفة التي يسمعونها من معاهد مختلفة.
ويساعد مراد حسن -وهو شاب تركماني- الطلبة السوريين بالتسجيل في الجامعات وترجمة قرارات وزارة التعليم، ويقول للجزيرة نت إن “أكبر عائق يواجه الطلبة السوريين بالجامعات هو الاختلاط بالأتراك، فالطالب السوري لا يرافق إلا السوري وهذا خطأ، إذ يحتاج تعلم اللغة إلى الممارسة العملية”.
ويؤكد حسن أن “الأفضل للطالب دراسة “تومير” رغم تكلفته المادية، ولكن يمكن للطلبة الدراسة في المعاهد الخاصة للالتحاق به”.
وعن ازدياد عدد المعاهد التعليمية يجيب مراد “مستويات اللغة بمنهاج “تومير” تحتاج إلى متخصصين وليس هواة، وهذا ما يحصل للأسف في بعض المعاهد السورية المهتمة بالربح أكثر من تعليم الطالب”.
وأضاف “هناك منح جامعية بشكل دوري للطلبة الأجانب، وإذا تمكن الطالب من متابعتها والحصول على منحة فإنه سيتخلص من تكاليف دراسة اللغة التحضيرية ويكسب تسهيلات كثيرة”.
يذكر أن مؤسسة المنح الدراسية التركية أعلنت منذ نحو شهرين منحة شاملة للأجانب، وتقدم إليها مئات الطلبة السوريين وهم بانتظار النتائج التي لم تظهر بعد.
وفي المقابل، أعلن رئيس مجلس أمناء جامعة “بهجة شهير” في وقت سابق نية الحكومة إنشاء جامعة للطلبة السوريين تحمل اسم “جامعة السلام” بتكلفة تصل إلى مائة مليون دولار أميركي.