تقرير رسمي يفنّد الإشاعات المتداولة بين الأتراك عن السوريين: وسائل إعلام تؤجج الكراهية

تقرير رسمي يفنّد الإشاعات المتداولة بين الأتراك عن السوريين: وسائل إعلام تؤجج الكراهية

فنّد تقرير أعدته أكاديمية الشرطة في تركيا، بعض الشائعات المنتشرة بين المواطنين الأتراك عن اللاجئين السوريين، وعرض التقرير تأثير المعلومات الخاطئة المنتشرة عن السوريين، مشيراً إلى تلك المعلومات تتسبب بكراهية بين أفراد المجتمع.

والتقرير أعده عدد من الأكاديميين الأتراك(link is external)، منهم الدكتور "جوكسون طاشان" والدكتور " إبراهيم اردمير" وغيرهم من الباحثين، وتم نشره م قبل مركز أبحاث الهجرة والأمن الحدودي في أكاديمية الشرطة التركية، كنتاج  لمؤتمر الأمن والهجرة المنعقد في أنطاليا التركية عام 2017، وحمل الكثير من المعلومات المهمة عن الصورة النمطية التي يحملها الكثير من الأتراك حول السوريين.

ونشرت صحيفة "تي ري تي خبر(link is external)" نص التقرير، قبل يومين، وترجمته "السورية نت"، وشمل البحث الذي أجرته أكاديمية الشرطة استبياناً نُفذ بشكل مقابلة شخصية مع 400 شخص، وتركزت الأسئلة حول مواضيع مرتبطة بالسوريين اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً وثقافياً، وحاول التقرير الناجم عن البحث معرفة الأسباب التي تخلق التصورات المسبقة حول السوريين لدى الأتراك، والتي لا تتطابق مع الواقع  ولا الأرقام الرسمية.

صورة نمطية سلبية

التقرير أشار إلى أن المجتمع شكّل مشاعر سلبية وحالة من العداء للسوريين الهاربين من الظلم والقهر، بسبب كم المعلومات الخاطئة التي تلقاها، والأكاذيب التي تُشاع عنهم.

وأضاف التقرير أن وسائل الإعلام وبسبب الأخبار المغلوطة التي تنشرها تجهز الأرضية لحالة من عداء الأجانب، وتساهم بقدح شرارة العداء ضد اللاجئين، حيث أكد القائمون على البحث أنهم اختاروا المشاركين فيها من سكان المدن، لأن السوريين ككل يسكنون في المدن، بهدف الحصول على فهم أفضل للوضع بحكم ظروفها.

وتحدث التقرير عن النسب الواردة في الإجابات على الأسئلة التي يفهم منها الصورة النمطية المبنية حول السوريين بسبب الإعلام، حيث قال 87 بالمئة من الأشخاص أن السوريين رفعوا نسبة البطالة بعد قدومهم، في حين ردّ التقرير على هذه المعلومة الخاطئة، وقال إن نسبة البطالة بين الأتراك لم تشهد أي تغير في المناطق التي يتركز فيها السوريون؛ وخاصة غازي عينتاب وهاتاي وكهرمان مرعش والعثمانية في الفترة بين 2014 و 2017.

كما قال 70 بالمئة إن الخدمات الاجتماعية انخفضت بعد قدوم السوريين، في حين أكد التقرير أن الخدمات الاجتماعية في العديد من المجالات ارتفعت بما يتناسب مع الزيادة السكانية.

جرائم قليلة

وأكد التقرير أيضاً على أن الأموال التي استثمرها السوريون في تركيا، وعدد الشركات التي أنشأوها وصل للمركز الأول في تركيا بالنسبة للأجانب، يعتبر مساهمة في الاقتصاد التركي، مفنداً بذلك الإشاعات عن تسبب السوريين بضغط على الاقتصاد.

وقال 45 بالمئة من المبحوثين الأتراك، إن السوريين تسببوا بتخفيض جودة التعليم، ليرد عليهم الأكاديميون القائمون على التقرير؛ أن عدد الطلاب السوريين في المدارس التركية  155 ألف طالب فقط (عام 2017)، وهذا العدد لا يشكل سوى 1 بالمئة من عدد الطلاب في المدارس التركية ككل.

أما بالنسبة للفكرة المتداولة بين الأتراك حول الجرائم التي يرتكبها السوريون، فقد أكدت نسبة 62 بالمئة من المبحوثين، أن السوريين تسببوا برفع نسبة الجرائم المختلفة والسرقات،  في حين قال 60 بالمئة أن السوريين تسببوا برفع نسبة جرائم الاعتداء والضرب والجرائم الجسدية ككل.

وردّ التقرير على المعلومات الخاطئة بإحصائية رسمية، تؤكد أن نسبة القضايا التي تورط فيها سوريون بين 2014 و2017 لا تتجاوز 1.32 بالمئة من نسبة القضايا في تركيا ككل.

ويعيش في تركيا قرابة 3.5 مليون لاجئ سوري، يعيش معظمهم في ولايات أبرزها إسطنبول، وغازي عينتاب، وأورفا، وأضنة، وكيليس، وأنقرة، وإزمير.