معالج فيزيائي سوري لا يتجاوز العشرين من عمره.. يُبهر الهولنديين

 معالج فيزيائي سوري لا يتجاوز العشرين من عمره.. يُبهر الهولنديين

أبهر شاب سوري لا يتجاوز العشرين من عمره، الهولنديين، حينما عكف على استغلال مهاراته في مجال المعالجة الفيزيائية، لعلاج زملائه من اللاجئين في دار الإقامة المؤقتة، منذ بدايات وصوله إلى هولندا.

نائل شامي، يخبر "اقتصاد" أنه هاجر إلى هولندا أملاً في تطوير مهاراته في مجال المعالجة الفيزيائية وصقلها، والحصول على شهادة أكاديمية مرموقة في هذا المجال، ومن ثم، العودة إلى سوريا، لاستخدام هذه المهارات في علاج المصابين جراء الحرب.

كانت بداية نائل في مجال المعالجة الفيزيائية، غير مقصودة، فقد انخرط الشاب، الذي كان حينها في الـ 16 من عمره فقط، في المظاهرات المعارضة للنظام في حلب، في بداياتها، وأخذ يعمل في مجال الإسعافات الأولية بعد أن تلقى تدريبات في هذا المجال.

وحينما تحولت الثورة إلى حراك مسلح، ساهم في علاج المصابين، وتحول تدريجياً من الإسعافات الأولية إلى العلاج الفيزيائي.

يقول نائل لـ "اقتصاد": "تعلمت تحت يدي طبيب عصبية، فعلمني المساج، والحالات التي تتطلب علاجاً فيزيائياً".

حالما وصل نائل إلى هولندا، أُودع في دار الإقامة المؤقتة، فشاهد عشرات الحالات للاجئين سوريين، ومن جنسيات أخرى، يعانون مشكلات صحية يمكن أن تُعالج فيزيائياً، لكن المعونة المالية المقدمة لهم من السلطات الهولندية، لا تكفيهم لتلقي العلاج الفيزيائي في العيادات المتخصصة.

فاستغل نائل مهاراته وخبرته في هذا المجال، وبدأ يساعد اللاجئين السوريين ويجري جلسات للعلاج الفيزيائي لكل من لديه مشكلات يمكن التخفيف منها، عبر هذا النوع من العلاج.

نشاطات نائل في علاج زملائه من اللاجئين، أبهرت المشرفين الهولنديين في دار الإقامة.

يقول نائل لـ "اقتصاد": "أريد أن أرسل رسالة للشعب الهولندي، أن السوريين لم يجيئوا إلى هولندا كي يعيشوا على المساعدات، بل جاؤوا كي يطوروا من مهاراتهم وخبراتهم".

يؤكد نائل أنه يريد العودة إلى سوريا حالما تصبح الظروف مواتية، وبعد أن يكون قد حصل على شهادة أكاديمية مرموقة في مجال المعالجة الفيزيائية، من هولندا.

"أريد أن أخدم بلدي سوريا، وأهلها المصابين جراء الحرب".

تداول هولنديون قصة نائل، وسلطت صحيفة هولندية شهيرة، "دي فولكسرانت"، الضوء على قصته في تقرير خاص.

لم يحصل نائل حتى الآن على الإقامة في هولندا، فهو لم يقضي فيها أكثر من 3 أشهر.

يأمل نائل أن يدرس الطب في إحدى الجامعات الهولندية، وأن يختص في مجال المعالجة الفيزيائية، ويؤكد: "هذا كان هدفي من الخروج إلى أوروبا".

مسيرة نائل ما تزال طويلة، فهو عليه أن يُتقن الهولندية، ومن ثم سيجتاز دورة توازي "البكالوريا" في سوريا، وبعد ذلك، يستطيع دخول الجامعة.

اندهش الهولنديون لمهارات نائل في مجال المعالجة الفيزيائية، فهو لا يتجاوز العشرين من عمره، كما اندهشوا من إصراره على العمل منذ لحظات وصوله الأولى إلى هولندا.

ويختم نائل مرة أخرى مؤكداً: "لم نأتِ إلى هولندا كي نعيش على المساعدات".