الخبز السوري في إسطنبول.. ارتفاع سعر، وانخفاض وزن

الخبز السوري في إسطنبول.. ارتفاع سعر، وانخفاض وزن

أعلنت أفران الخبز السورية في ولاية إسطنبول التركية عن رفع سعر ربطة الخبز مع خفض وزنها، ما أثار موجة انتقادات واسعة في أوساط السوريين وأصحاب المحلات والمطاعم.

ورصد موقع "اقتصاد" في زيارة لمحلات عدة، ارتفاع سعر ربطة الخبز من 2 إلى 2.5 ليرة تركية مع خفض وزنها من 600 إلى 500 غرام.

"مصطفى أوزجان"، صاحب دكان تركي في بلدية السلطان أيوب، أخبر موقع "اقتصاد" بأن صاحب الفرن الذي يشتري منه أعلمه بارتفاع السعر يوم الخميس الموافق لـ 4 تشرين الأول/ أكتوبر وأنه سيبدأ الجمعة 5 تشرين الأول / أكتوبر بشكل رسمي.

وأضاف أوزجان: "السوريون والأتراك في هذا الحي يشترون مني ولكن بعضهم اشتكى من رفع السعر، رغم أن أغلب أسعار المواد الأساسية في تركيا قد ارتفعت".

أسباب الارتفاع
 
في منتصف الشهر الثامن ارتفع سعر صرف الدولار في تركيا بشكل كبير متجاوزاً عتبة الـ 6.54 ليرة لكل دولار واحد في ظل التوتر الذي تشهده العلاقات بين أنقرة وواشنطن. وعاد سعر الصرف للاستقرار عند 6.12 ليرة لكل دولار.

تسببت تلك الأزمة في الليرة التركية بارتفاع سعر الخبز التركي بعد أيام قليلة من 1 إلى 1.25 ليرة تركية، وكذلك ارتفاع أسعار بعض السلع الرئيسية في متاجر كبرى منتشرة في تركيا مثل "بيم" الذي يعد من أرخص المتاجر في أسعار سلعه.

الأفران مضطرة
 
تواصل موقع "اقتصاد" مع "مجد أبو علي" مسؤول التسويق في "مجموعة زينة للصناعات الغذائية"، والتي تمتلك أحد أضخم الأفران في ولاية إسطنبول، وقال إن "الأفران صبرت لأكثر من شهرين حتى أقدمت على خطوة رفع أسعار الخبز وهي مضطرة".

وأوضح "أبو علي" أن سعر الدولار رفع كل شيء معه وصار أصحاب الأفران يخسرون، "لقد ارتفعت فواتير الكهرباء والغاز وأسعار الطحين والخميرة، ناهيك عن أن اليد العاملة في الأفران تطالب بزيادات الرواتب. هي سلسلة مرتبطة ببعضها البعض".

ويوجد في إسطنبول أكثر من 20 فرناً تغطي حاجة السوريين من الخبز ويصل إنتاج الفرن الواحد يومياً بين 9 و12 ألف ربطة خبز.

وأشار "أبو علي" إلى أنه "لم تصل أي شكاوى من الناس حول ارتفاع سعر الخبز بل إن أصحاب المحلات السورية هم من أضربوا عن الشراء لأنهم يريدون ربحاً أكبر، فمن كان يشتري الربطة بـ 1.75 كان يبيعها بـ 2.00 ليرة تركية والحال كذلك اليوم ولكنهم يريدون أن يربحوا 0.50 ليرة تركية".

وبيّن "أبو علي" أن "أصحاب المحلات التركية لم تشتكي أبداً على العكس تماماً بسبب إضراب المحلات السورية ازداد مبيع الأتراك من 8 ربطات إلى 400 ربطة في اليوم".

هل يوجد رابطة للأفران السورية؟ 

لا يوجد في إسطنبول حتى اليوم أي رابطة قانونية تجمع أصحاب الأفران إنما يجتمعون فقط كأشخاص ويقيّمون وضع السوق لضبطه منعاً للاحتكار أو الخسارة، بحسب "مجد أبو علي".

وأفاد "أبو علي" بأن "اجتماعات دورية جرت وتجري من فترة لأخرى بهدف دراسة التكلفة وضبط أسعار السوق وتسهيل حركة البيع في ولاية كبيرة جداً وفيها عدد هائل من السكان".

رأي الشارع السوري

"أبو عمر"، مهنته الخياطة ويعمل في مصنع تركي، ولديه عائلة مؤلفة من طفلين وأمهم. "كل شيء ارتفع سعره"، هكذا أخبرنا "أبو عمر" الذي يقطن في بلدية الفاتح، أكبر تجمع للسوريين في إسطنبول، "بصراحة كنت مستغرباً لعدم رفع أسعار الخبز حتى الآن، إذ أن كل السلع الأساسية وغير الأساسية قد ارتفعت أسعارها، إلا رواتبنا ما زالت كما هي".

وأضاف "أبو عمر"، "الأسوأ من ذلك أن المطاعم السورية قد ترفع أسعارها مجدداً إذ أنني أذهب وعائلتي مرة في الأسبوع وفي كل مرة نجد أسعاراً مختلفة".

من جانبها قالت سحر شاكر لموقع "اقتصاد": "إننا سنشتري الخبز مهما غلا سعره لا حل آخر لدينا، كنا في سوريا متأقلمين مع ارتفاع الأسعار التي يفرضها النظام ثم الأسعار التي فرضها حصاره، لقد اعتاد السوريون على ذلك".

فيما يطالب آخرون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بمقاطعة الخبز السوري والاعتماد على الخبز التركي حتى يتراجع تجار الخبز عن جشعهم، وفق وصف بعضهم.

ليبقى السؤال بين أوساط السوريين: هل إذا انخفض الدولار سينخفض سعر الخبز؟