عنصرية بروفيسور ألماني تحرم طالباً سورياً من منحة جامعية في مصر

عنصرية بروفيسور ألماني تحرم طالباً سورياً من منحة جامعية في مصر

تواصل عدد من الطلاب السوريين المسجلين بجامعة برلين التقنية فرع الجونة (مصر)، مع موقع "اقتصاد"، متحدثين عما وصفوها بأنها معاناتهم مع مدير قسم الهندسة المائية بالجامعة المذكورة، وهو أ. د. أوي تروغر.

من البداية.. رفض البروفيسور وجود لاجئين بالجامعة
 
"اقتصاد" تحدث مع عدد من الطلبة السوريين بالجامعة للوقوف على حقيقة الأمر، وأكد لنا أحد الطلبة أنه منذ حصولهم على المنحة المقدمة من مفوضية اللاجئين وهيئة التبادل الأكاديمي الألمانية ومنظمة ساويرس للتنمية المجتمعية، وفي كل مناسبة كان يتحدث أ.د. أوي تروغر عن رفضه لوجودهم في ماجستير الهندسة المائية, وأن إدارة الجامعة ألزمته كمدير للقسم بذلك، رغم رفضه للاجئين منذ أن كان في ألمانيا، بشكل عام.

وقال الطالب الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، "هو يقوم بانتقادنا بشكل حاد ومستمر وبدون مبرر أمام زملائنا، إضافة إلى محاولاته تضخيم أي خطأ يصدر عن أي طالب (لاجئ)، لتكون العقوبة مضخمة كنوع من الانتقام منهم".

فصل طالب سوري من المنحة
 
"عمر المسالمة"، مهندس وحقوقي سوري مستفيد من المنحة المذكورة وقد صدر قرار بإلغاء منحته الدراسية بقرار من رئاسة الجامعة- فرع الجونة بتاريخ 12 أيلول / سبتمبر 2018. "اقتصاد" حاور "عمر"، فقال "يبلغ عدد الطلاب السوريين بالمنحة المذكورة بقسم الهندسة المائية 7 طلاب ومعنا لاجئ من جنسية افريقية أيضاً، وقد بدأت معاناتنا بسبب الموقف السلبي والعدائي من قبل البروفيسور تروغر تجاهنا وهذا كان واضحا ًوجلياً منذ أول لقاء به، واتسمت جميع لقاءاته بنا وحواراتنا معه بالسلبية بسبب تمييزه بيننا وبين زملائنا من الجنسيات الأجنبية حيث كان يمنحهم الأولوية بكل الفرص المتاحة، وبخاصة موضوع السفر في الفصل الدراسي إلى ألمانيا حيث سمح لجميع الطلبة إلا اللاجئين منهم، ولم يرسل لنا أساتذة إلى القسم لـ 6 أشهر كاملة وكنا نتابع المحاضرات عبر الانترنت ولم يرسل لنا مدرسين إلى الجامعة لتدريسنا أسوة بزملائنا بقسم هندسة التنمية الحضرية، مما تسبب بانخفاض معدلاتنا ونتائجنا بالامتحانات وكان مدير القسم يستغل ذلك ليرسل تقاريره إلى إدارة الجامعة بأن مستوى الطلبة السوريين سيء، كي يبرر رفض قبولنا بالقسم".
 
ويكمل عمر: "وقد وصلت عملية التمييز من البروفيسور إلى عدم دعوتنا كسوريين لحضور لقاءات أو نقاشات علمية يقوم بها بالجامعة أسوة بباقي زملائنا، ويحاول التقليل من مستوانا وقدراتنا أمام زملائنا ويمنح الأولوية للطلبة الألمان والأوروبيين، ويتبع أسلوب التهديد والوعيد بإلغاء المنحة والحرمان منها والفصل من الجامعة، وهو ما نتج عنه إشكاليات عديدة داخل المحاضرات، مع محاولته الدائمة إفشالنا دراسياً عبر اختيار توقيتات غير ملائمة للاختبارات ومزعجة للطلبة وبشكل مقصود في رمضان وبأول يوم من أيام العيد، إضافة إلى صعوبة التصحيح لنا كطلبة والتساهل مع الطلبة الأوروبيين بهدف دفعنا للرسوب في مادته، وهذا ما حصل فعلاً حيث رسب 6 طلبة منا من أصل 8 طلبة سوريين، ونجّح اثنين حتى لا يُتهم بأنه يتقصد ذلك. وعندما شاهدت ورقة إجابتي وجدت أنه وضع لي علامة الصفر على أكثر من سؤال بشكل تعسفي علماً أن إجاباتي صحيحة وهنا طلبت بشكل رسمي نموذجاً لسلم التصحيح لإنصافي ولكن الدكتور رفض ذلك".

يتابع عمر: "خلال هذه الفترة كنت قد أرسلت لإدارة الجامعة بالجونة ثلاثة شكاوى أشرح لهم ما نتعرض له من قبل البروفيسور من تمييز وإساءة بما يخالف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية الأمم المتحدة للاجئين وجميعها تكفل لكل إنسان ولاجئ الحق في صون كرامته الإنسانية والحماية من أعمال الاضطهاد والتمييز العنصري والمساواة في فرص التعليم".

وعن قرار فصله يقول عمر: "بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول تفاجئت بوصول القرار بشكل مفاجئ ولم يتم الرد على الشكاوي المقدمة من قبلي وتضمن قرار الفصل من المنحة أربعة أسباب: عدم احترام الكادر التدريسي –الغش- عدم حضور المحاضرات- والتحايل بوضع اللاجئ، وهو ما أعتبره انتهاكاً آخر بحقي عبر الاهانة بتوجيه هذه التهم حيث أنني ناجح بكل المواد ما عدا المادة التي ذكرتها ولم توجه لي أية ملاحظة أو خطاب أو غيره بشأن الغش وحضوري أكثر من 60 بالمئة، وأنهي كافة خطاباتي ورسائلي للجامعة بتأكيدي على احترام الكادر التدريسي، وبخصوص وضعي كلاجئ فأنا مسجل لدى مفوضية اللاجئين وأحمل بطاقة صفراء سارية الصلاحية وبالتالي القرار بفصلي من المنحة تعسفي، مع عدم ترك أية وسيلة لدي للاعتراض على القرار المذكور أو الطعن به وهذا ظلم وانتهاك آخر أتعرض له، وأطالب إدارة الجامعة والجهة المانحة بفتح تحقيق شفاف بالحادثة وإنصافي وإعادتي للمنحة وتقديم اعتذار عن التهم الجزافية التي وجهت لي".

حالة خوف بين باقي الطلبة
 
"للأمانة صرنا خايفين ع حالنا بعد يلي صار مع عمر"، هكذا يبدأ طالب سوري آخر من زملاء "عمر"، حديثه معنا، ويتابع: "من السهل على الجامعة بيوم وليلة أن تطردنا من المنحة دون مقابلة حتى وعبر خطاب من ورقة واحدة ودون أن يكون لنا حق بالاعتراض والدفاع عن أنفسنا، ومطالبنا واضحة بالرجوع عن قرار طرد زميلنا لأنه قرار ظالم ومجحف ونطالب الجهة المانحة بالتدخل والدفاع عنا عندما يقتضي الأمر ذلك".

وقد علم "اقتصاد" من مصادر خاصة أن البروفيسور تروغر تربطه علاقة مميزة ووطيدة مع نظام الأسد، حسب تصريحاته هو شخصياً، حيث زار سوريا أكثر من مرة، والتقى شخصيات أمنية، كما زار مواقع مائية حساسة "نبع وادي بردى". يضاف إلى ذلك، حسب المعلومات التي وصلت إلى "اقتصاد" أن المساعدة الشخصية للبروفيسور في الجامعة، تحمل الجنسية السورية، وهي من مؤيدي نظام الأسد، وربما هذا ما يفسر عداءه للاجئين السوريين عامة.

 وبهذا الصدد علم "اقتصاد" بتحرك قامت به هيئة التنسيق الوطنية، المعارضة، لمساندة الطلاب المتضررين في مواجهة عنصرية هذا البروفيسور، وذلك عبر خطاب رسمي تم توجيهه لوزير الخارجية الألماني، مطالبة إياه بفتح تحقيق بالحوادث التي استهدفت الطلبة السوريين.

 وختاماً ننوه إلى أن "اقتصاد" راسل إدارة جامعة "برلين التقنية"، طالباً تصريحاً من مسؤوليها، وذلك منذ أكثر من أربعة أيام، وعلى أربعة عناوين بريد الكتروني مختلفة، وحتى الآن، لم يصل "اقتصاد" أي رد من الجامعة.