- المصدر: عنب بلدي
- 5476 قراءة
سيدات يؤمّنّ دخلهن الشهري من مصنع صغير في إدلب
تعمل السيدة وليدة بإنتاج المواد الغذائية في مصنع صغير، حتى تعود على أطفالها بمرود مالي يساعدها في تربيتهم، إلى جانب إتقانها لحرفةٍ أصبحت ترى نتاجها في الأسواق المحلية في إدلب.
“انضممت إلى معمل التصنيع الغذائي في كفرنبل (جنوبي إدلب) قبل عام، بعد إعلان للمجلس المحلي لتشجيع النساء المعيلات لأسرهن واللواتي فقدن أزواجهن في متاهات الحرب السورية”، تقول السيدة المعروفة بـ “أم علي”، لعنب بلدي.
أم علي لديها ستة أطفال بينهم طفل مريض، تقوم بتربيتهم وحدها بعد أن فقدت زوجها المعتقل منذ ستة أعوام دون أي معلومات عنه، وتعرض منزلها للقصف مرات عدة، ليساعدها بعض الجيران في إصلاح جزءٍ منه.
وتقدر الأمم المتحدة في تقييم احتياجاتها الإنسانية لعام 2018 أن 69% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
المشروع الذي تعمل فيه السيدة، بدأ قبل عام في كفرنبل برعاية منظمة “إحسان” السورية للإغاثة والتنمية، وضم نحو 20 سيدة ضمن قسمين للإنتاج، ويقوم على تصنيع المواد الغذائية “الكونسروة”، مثل مشتقات الحليب وبعض المنتجات الزراعية.
تصف السيدة وضعها الحالي بأنه جيد، مقارنة بحالها قبل العمل، بعد أن عانت كثيرًا من تأمين احتياجات عائلتها ومنزلها وغياب الدخل المادي عنها، لترى نفسها اليوم امرأة فعالة ومنتجة، باتت تصرف على أسرتها من خلال دخل شهري من نتاج عملها، لكنه لا يكفي بشكل كامل، بحسب وصفها.
“أصبحت اليوم أملك خبرة كبيرة وجيدة في إنتاج المواد الغذائية من مشتقات الحليب والمربيات وغيرها، بعد أن قام الفريق المشرف بتعليمنا تلك المهنة وكل تفاصيلها وتصنيعها بسرعة ودقة عالية”، تقول “أم علي”.
مدير مشروع التصنيع الغذائي في المنظمة، المهندس نضال خطيب، يقول لعنب بلدي إن “الهدف الأول من المشروع تأمين فرصة عمل لشريحة تعتبر ضعيفة في المجتمع، وهي فئة النساء المعيلات للأسر من الأرامل والمطلقات وزوجات ذوي الإعاقة والأسرى”.
تم تدريب النسوة ورفع كفاءاتهن في إنتاج بعض المنتجات الغذائية، وخلال هذا المشروع تم تصنيع العديد من المنتجات مثل مشتقات الحليب كالزبدة والقريشة واللبن والجبن والسمن العربي، بالإضافة إلى المربيات والمخلل والزيتون بأنواعه.
ينقسم هذا المصنع البسيط إلى مركزين، الأول يسمى مركز الغوطة، والثاني مركز الجبل، ويضم 20 سيدة من أهالي المنطقة والنازحات استندت المنظمة في اختيارهن إلى مدى حاجة أسرهن.
وتسعى المنظمة للعمل على توسيع المشروع من خلال الأرباح البسيطة التي تعود عليه، بعد أن توزع النسب الأخرى بين العاملات واللجنة الإدارية، بمثابة رواتب شهرية رمزية.
ويوضح خطيب، “المستفيدات يحصلن على نسبة 30.7% من قيمة المبيعات، بينما تحصل لجنة الحوكمة على 16%، والباقي وهو ما نسبته 53% يعود على صندوق المعمل سعيًا لاستمرار عمله”.
ويغطي المشروع مناطق كفرنبل وما حولها، جنوبي إدلب، وتقول المنظمة إنه حتى في حال توقف الدعم فإن الإنتاج كفيل بتوسيع العمل أو استمراره على الأقل، وهذا ما يخطط له فريق المشروع عبر الأرباح البسيطة.
ونفذت “إحسان” خلال العام عددًا من المشاريع التي تسهم في تأمين دخل للنساء المعيلات لأسرهن، كان آخرها تمويل مشاريع تجارية صغيرة نفذتها سيدات خلال الشهر الحالي.