- المصدر: تركيا الآن
- 6252 قراءة
في مكاتب السماسرة بين بطاقة الكامليك والفيزا السياحية
بعد القرارات الأخيرة التي أصدرتها الحكومة التركية فيما يخص موضوع هوية التعريف والإقامة السياحية، باتت تنتشر مكاتب السماسرة وبكثرة في مدينة اسطنبول والتي تعمل على تسهيل استخراج الإقامات ولكن بمبالغ مالية كبيرة في استغلال واضح للسوريين.
تجارة على حساب السوريين
يتجه قسم كبير من السوريين لاستخراج الإقامات السياحية وذلك بتقديم طلب عبر الانترنت وهذا الأمر لا يكلف شيئا ولكن يعطى للمراجع موعد بعد عدة أشهر، أو عبر الذهاب لمكاتب السماسمرة، حيث أشار الناشط أحمد خليل: ” لا يجد السوريون أمامهم سوى الذهاب إلى مكاتب السماسرة للحصول على موعد قريب لاستخراج الإقامة السياحية وهذا الأمر يكلفهم لمجرد تقديم موعد 100 ليرة تركية، وفي حال أراد المراجع أن يقوم المكتب باستكمال إجراءات المعاملة فهذا يكلفه المزيد من الأموال، فالعملية أصبحت تجارة رابحة لمكاتب السماسرة والتي تحاول إقناع الأشخاص بعدم فائدة هويات التعريف واستخراج إقامات سياحية بدلا منها لتحقيق المزيد من الربح حتى وإن كان ذلك على حساب السوريين”.
وتابع أحمد خليل: ” هوية التعريف “الكمليك” تمنح السوريين العلاج في المشافي التركية، وتسجيل الأطفال في المدارس الحكومية، إضافة لاستخراج عقود وغاز وكهرباء وانترنت وغيرها من الأمور التي باتت تتزايد أهميتها مع مرور الوقت، ولكن مكاتب السماسرة تحاول إقناع السوريين بعدم فائدة هذه البطاقة وتقوم بإقناعهم أن الإقامة السياحية هي الأفضل رغم أنها لا تخول حاملها العمل في تركيا عكس بطاقة الكامليك والتي تقدر بموجبها العمل في مهن محددة”.
سخرية في مواقع التواصل الاجتماعية
واشتكى عدد من السوريين على صفحات التواصل الاجتماعي من انتهازية عمل هذه المكاتب وتقديمهم معلومات خاطئة في العديد من الأحيان الأمر الذي يكلفهم مبالغ مالية إضافية، وكتب وسام على صفحة الجالية السورية في اسطنبول: ” تواصلت مع أحد السماسرة فيما يخص موضوع استخراج إقامات عمل لأفراد أسرتي رغم انتهاء إقامتهم السابقة “الدفتر الأزرق” منذ شهرين واذا ما كان يترتب عليهم دفع غرامة مالية في المطار، ولكن السمسار أكد أنه خلال 3 الأشهر الأولى من الانتهاء الإقامة السابقة لا تدفع أي مخالفه مالية، وعند ذهابي إلى المطار تفاجأت أنه يترتب علي دفع مخالفات، فلماذا يقدم هذا السمسار معلومات مغلوطة في حال لم يتأكد منها، رغم إصراره أنه متأكد من معلوماته”.
وجاءت الردود ساخرة بعمل السماسرة وأن هدفهم الوحيد الحصول على الأموال بأي طريقة ممكنة.
الإقناع بأهمية الإقامة السياحية
وعند اتصالنا بشخص يدعى أبو طلال لسؤاله عن إمكانية استخراج هوية التعريف بأسرع مدة ممكنة على اعتبار أن مدة انتظار الموعد قد تصل إلى 3 أشهر في بعض مراكز اسطنبول، حيث جاء رد السمسار أنه سيستخرج لي هوية تعريف في يوم واحد مقابل 200 ليرة تركي، وعند سؤالي عن سبب دفع هذا المبلغ الكبير برر الأمر بذهابه معي إلى المركز والتحدث للموظفين الأتراك، رغم أن هذا الأمر يمكن للشخص العادي لقياد به دون دفع اي مبلغ وذلك بالذهاب إلى مركز لا يوجد به أعداد كبيرة من السوريين.
وخلال محادثتنا حاول السمسار إقناعي باستخراج الإقامة السياحية بدلا من هوية التعريف والتي قال عنها بأنها بلا فائدة.
واستغرب الناشط أحمد خليل من استغلال بعض السوريين لأخوانهم، على اعتبار أن القائمين على هذه المكاتب سوريون يتكلمون اللغة التركية بإتقان، فلماذا يتجهون لتحقيق الربح السريع على حساب معاناة الآخرين، فالأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل يقوم بعضهم بتقديم معلومات خاطئة، مستغلين ضعف اللغة التركية عند الكثير من السوريين وعدم قدرتهم على التفاهم مع الموظفين الأتراك لإقناعهم بالتعامل معهم.