- المصدر: شبكة بلدي
- 5187 قراءة
العود السوري من حلب إلى إسطنبول يعزف لحن البقاء
تواصل صناعة آلة العود رحالها الطويلة منذ آلاف السنين، ما بين الشرق والغرب، لتنتقل من مدينة حلب السورية، إلى إسطنبول التركية.
ودفعت حرب الأسد على الشعب في سوريا، الشاب عبد العزيز محمد جميل حداد، وشقيقه عز الدين، للانتقال إلى تركيا، لمزاولة المهنة التي ورثاها عن والدهما، وفتح أسواق جديدة، بعد أن ضاقت الأمور في حلب.
وفر السوق التركي الكبير، لعبد العزيز وأخيه فرصة كبيرة من أجل الوصول للمواد الأولية اللازمة، لتحول أناملهما، بطريقة فنية مبدعة، تلك الأخشاب الصماء، إلى آلات تعزف عبر أوتارها، نغمات الشوق والحنين والحب.
وتحدث عبد العزيز للأناضول عن رحلته إلى تركيا، وبدء العمل في تصنيع الآلات الموسيقية يدويا في إسطنبول، بالقول: "والدي يصنع آلتي القانون والعود وعندما كنت صغيرا اكتسبت الخبرة منه وتعلمت المهنة".
وأضاف "عندما كبرت ووجدت التطورات في سوريا، جئت إلى تركيا، وباشرنا في العمل باسطنبول، والحمدلله هناك تصدير للدول العربية وهناك متاجر تركية تشتري منا الآلات".
وأوضح "عندما كنت في حلب قررت العمل في هذه الصنعة، وكنت أتقنها، في البداية كانت الأمور صعبة، من خلال إيجاد الأدوات اللازمة والمطلوبة، ولكن بعدها تيسرت الأمور".
وتابع مضيفًا "ما جعلني أباشر في العمل أيضا هو السوق العربي، حيث إن العرب يرغبون بالعود الشرقي (السوري)، خاصة مع رغبتهم عزف أغنيات أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز، فيجدون الشرقي مناسبًا له".
ولفت إلى أن "العود التركي يركز على التكنيك، فهناك طلب للعود الشرقي، ويزورنا الزبائن العرب، نعزف سوية وندردش معهم ويشترون، وهناك طلب دفعني ذلك كله للبدء بهذا العمل".
وحول ما يميز العود السوري، أوضح "تتميز بصوتها الشرقي المتميز، وحنية العود، والزند أيضا عياري، أي إذا خرب الدوزان (الضبط) يعود لوضعه، والقياسات صحيحة دقيقة".
وتطرق إلى مراحل صناعة العود، بالقول: "هي صناعة يدوية، يصل الخشب ويتم تشريحه، ثم ثنيه، ليجمع عبر القوالب، ويفك منها، ويتم صقله وتطعيمه، وإضافة الزند وبخه، ووضع الفوجه والفرس والطبشة والمناوي والأوتار، ليتم الدوزان أخيرا".
وبشأن توافر المواد والأخشاب بتركيا، قال عبد العزيز: "هناك توافر كبير لكافة أنواع الأخشاب، أكثر من سوريا، مثل السيسم، والورد، في سوريا موجودة ولكن بشكل نادر جدًا، والمواد هنا مختلفة وأفضل".
وبيّن أن "هناك مواد في تركيا تساعد العود ليكون أفضل من الأوتار الأمريكية، والألمانية، مثل مفاتيح الأبانوس، فهذه غير موجودة في سوريا".
وختم بالقول "هناك إقبال من الأتراك على العود العربي، لأنه مختلف عن التركي، العود التركي تكنيك وفيه رخامة، فبعض الأتراك من العازفين والأساتذة جاؤوا لزيارتنا، واستمتعنا بالعزف، ووجدوا الصناعة السورية رائعة".