- المصدر: تلفزيون سوريا
- 6614 قراءة
الليرة السورية تهبط إلى مستوى قياسي.. ما الأسباب؟
هبطت الليرة السورية إلى مستوى قياسي في السوق السوداء متأثرة بعدم تدخل البنك المركزي، وتضرر الاقتصاد بسبب تشديد العقوبات الغربية على نظام الأسد في العام الماضي.
وقالت وكالة رويترز إن سعر الدولار في السوق السوداء وصل إلى 650 ليرة يوم الثلاثاء الفائت. وبلغ سعر الليرة يوم الأربعاء 652 ليرة للدولار بعد تراجع تدريجي منذ نهاية تشرين الثاني تسارعت وتيرته في الشهر الماضي.
وهبط سعر العملة هبوطا حادا خلال السنوات الماضية بسبب العقوبات الدولية على نظام الأسد وكذلك الأضرار التي لحقت بصناعة البلاد جراء العمليات العسكرية فضلا عن إرسال السوريين المذعورين أموالهم إلى الخارج.
وقال تجار عملة لوكالة رويترز إنه رغم بلوغ الليرة مستوى 660 مقابل الدولار لفترة وجيزة في عام 2016، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تحوم فيها قرب تلك المستويات القياسية المنخفضة لأيام.
واستقرت الليرة نسبيا على مدى قرابة عامين بعدما تدخلت موسكو والميليشيات المدعومة من إيران لصالح قوات الأسد التي سيطرت على مساحات كبيرة من الأراضي في غرب وشرق سوريا.
وشددت أميركا وأوروبا العقوبات منذ تشرين الثاني لتشمل رجال أعمال سوريين مقربين من الأسد وتستهدف غير الأميركيين الذين يتعاملون مع النظام، وهو ما ردع الشركات الدولية عن الاستثمار في إعادة الإعمار بعد الحرب، مادام الأسد متمسكا بالسلطة.
ويقول مستثمرون محليون إن العملة تأثرت أيضا بتبدد الآمال في أن تشجع مكاسب النظام في المعارك الأثرياء السوريين في الخارج على البحث عن فرص في الاقتصاد المدمر، والذين أثار تشديد العقوبات مخاوفهم.
وذكر رجال أعمال محليون أن العملة تعرضت لضغوط أيضا بعدما تخلى البنك المركزي إلى حد بعيد عن جهوده في الأشهر الأخيرة لدعم قيمة الليرة وذلك من أجل حماية احتياطياته النقدية الأجنبية المتبقية.
وقال مصرفي مقيم في دمشق لـ رويترز، طلب عدم الكشف عن اسمه "البنك المركزي لا يتدخل، هذا ما جعل الناس يشعرون بالذعر، إذ يعتقدون أنه قليل الحيلة وليس بوسعه فعل شيء لوقف التراجع".
وأوضح مصرفيون وتجار عملة جرى الاتصال بهم في دمشق أنه لطالما غضَّ البنك المركزي الطرف عن قيام متعاملين رسميين في العملة بالبيع بأسعار السوق الأعلى بكثير من السعر القياسي اليومي الذي يحدده البنك. وبلغ ذلك السعر يوم الأربعاء 438 ليرة مقابل الدولار.
وذكر المصرفي المقيم في دمشق أن البنك المركزي لا يزال يوفر العملة الأجنبية اللازمة لاستيراد 40 سلعة أساسية بسعر تفضيلي أقل بكثير من سعر السوق، لكن بخلاف ذلك فإن البنك يترك الأمر إلى حد بعيد لقوى السوق.
ويقول مصرفيون إنه برغم الدمار الواسع الناتج عن الأعمال العسكرية والعقوبات الغربية، فإن العملة تجنَّبت حتى الآن الانهيار التام وأرجعوا ذلك إلى تحويلات المغتربين السوريين لأقاربهم وتدفق المساعدات من إيران، حليف النظام الإقليمي.
ورجح مصرفيون مطلعون على قطاع البنوك السوري إيداع إيران في السنوات الأخيرة مئات الملايين من الدولارات في احتياطيات البلاد الناضبة حاليا والتي كانت تبلغ 17 مليار دولار قبل عام 2011.
وتسبب الهبوط الحاد لليرة السورية في ارتفاع التضخم كما زاد الأوضاع شدة، حيث يواجه كثير من السوريين العاديين صعوبة في تحمل تكاليف الأشياء الأساسية مثل الغذاء والكهرباء.