- المصدر: اورينت نت
- 12830 قراءة
روتها الغارديان..قصة ملهمة للاجئ سوري نذر حياته لمساعدة المحتاجين
عام 2015 في مشفى داخل لبنان وقع "خالد وكاع" وزوجته دلال في محنة حيث كانت الزوجة تعاني من الهزال واليرقان، فمنذ مغادرته سوريا وعلى مدى عامين من الزمن وصل الزوجان إلى شفير الهاوية، إذ كانا ينامان في الشارع أو على أسطح منازل الأصدقاء.
يقول خالد لصحيفة غارديان: "لقد شارفنا أنا وزوجتي على الموت.. أراد المشفى 500 دولار، تركتها في غرفة الانتظار وذهبت للتسول في المساجد والكنائس.. لم يساعد أحد".
نشر بعض الأصدقاء عن وضع خالد المزري على فيسبوك وبدأ نظراؤه اللاجئون في بيروت الاتصال. يقول خالد: "تلقيت مكالمات هاتفية من أشخاص ليس لديهم أموال لكنهم أرادوا مساعدتي"
أعطوه كل ما تمكنوا من جمعه معاً (200 دولار)، في البداية، رفض المستشفى قبول المبلغ، لكنه رضخ بعد الكثير من المفاوضات، وتم قبول دلال.
يبكي الوكاع كلما تذكر تلك الأوقات، ليس بسبب عدم اكتراث مديري المشفى، بل بسبب مبادرة السوريين من أجله وتقديمهم جلّ ما كان باستطاعتهم رغم عدم معرفتهم به.
عندما مُنح الوكاع وزوجته حق اللجوء في المملكة المتحدة في عام 2017 ، تذكر تلك اللحظات وكل الأشخاص الآخرين الذين أحدثوا فرقا. "ميدل" العاملة في مجال الإغاثة هي إحدى أولئك الذين قدموا المساعدة، بعد أن وفرت للوكاع عملاً مدفوع الأجر في مخيم للاجئين على الحدود وساعدته كذلك في تأمين اللجوء في المملكة المتحدة. يقول الوكاع: "كانت السيدة ميدل بمثابة الباب الكبير الذي فتح في حياتنا".
لهذا السبب، منذ وصوله إلى إنكلترا في عام 2017 ، أمضى وكاع كل وقته في التطوع. تقول روث أونيل، التي تعمل مع الوكاع في بنك طعام محلي للمشردين: "لقد اخترت خالدا، لأنه عمل بلا كلل من أجل المجتمع سواء في الطبخ ، أو دروس التمارين الرياضية، والمساعدة في المسجد.. إنه رجل محبوب، ويصنع قهوة سورية لذيذة".
في معظم أيام الأحد، يخرج الوكاع لتوزيع وجبات نباتية سورية مطبوخة في المنزل على المشردين في وسط المدينة. يقول: "أتفهم شعور الجوع. "كان لدي نفس الشعور مع عائلتي في لبنان."، يدير الوكاع كذلك دروسا رياضية مجانية في الحديقة .
هرب الوكاع وزوجته من سوريا في عام 2013. ويقول: "أرادت الحكومة أن أقاتل معهم، وكذلك فعلت داعش. لم أرغب في سفك الدماء. طلبت منهم بضعة أيام للتفكير في الأشياء، وغادرت ".
ولد خالد في قرية قرب دير الزور على ضفاف نهر الفرات شرق سوريا. عاشت عائلته في منزل من طابق واحد وسط حقول ليست بعيدة عن النهر. كان هناك حديقة نباتية خلف المنزل، وجدول من المياه المالحة. في الربيع، كان كل شيء أخضر، يمكنك رؤية النهر القديم من الشرفة
بعد خروج وكاع قصفت قوات نظام أسد القرية فيما بعد هرب الأشخاص باستخدام الإطار الداخلي للعجلات من أجل الطفو وعبور النهر، لكنه يعرف عائلة مكونة من سبعة أفراد غرقت.
اتجه خالد ودلال إلى لبنان حاملين حقيبة ملابس فقط، وهناك عمل في مزارع الكروم، وكعامل بناء وحلاق، ولكن مع عبور المزيد من اللاجئين عبر الحدود، أصبح من الصعب العثور على عمل. في النهاية انتهى الأمر بالزوجين في أحد المخيمات حيث تم تخصيص منزل مهجور لهما وكانا ممتنين لوجود مكان ينامان فيه، حتى لو غمرته مياه الأمطار في كثير من الأحيان.
أعادت منظمة اليونيسف توطينهم في المملكة المتحدة قبل أربع سنوات، وخصصت لهم شقة من غرفتي نوم في منطقة إكستر. سأل المسؤولون بداية دلال عما تحتاجه، فأجابت: "فقط سرير".
يفتقد خالد عائلته في سوريا ويضيف: "يقول الناس، لماذا أنت لاجئ هنا؟ عد إلى بلدك، إنهم لا يفهمون. ليس خيارنا المجيء إلى هذا البلد".
لكنه الآن في المملكة المتحدة ، وهو مصمم على المساهمة في المكان الذي وفر له ملاذاً، وبيتاً لبناته الصغيرات. يقول: "لقد جئت للمساهمة بتقدم هذا البلد، وليس لأخذ المال والجلوس في المنزل. من الصعب عليّ الحصول على وظيفة. لكنني أساعد طوال الوقت لأقول شكرا".
الوكاع طباخ ماهر. حلمه هو أن يفتتح شاحنة طعام سورية ومطعماً يوماً ما. لقد وضع خطة قرض لإطلاق مشروعه، لكن تم رفضها بسبب جائحة كورونا. حاز الوكاع على عضوية مجانية في منظمة "NCASS" التي تمثل شركات طعام الشوارع في جميع أنحاء البلاد وهو ما مكنه من الحصول على مؤهلات السلامة الغذائية الضرورية للعمل في هذا المجال.
كذلك ربطته المنظمة مع شركة "Alex Rogers of Street Dogs" ، وهي إحدى شركات طعام هوت دوغ مقرها في الجنوب الغربي، من أجل اكتساب خبرة في العمل والتوجيه.
يقول خالد عن يومه في العمل مع الشركة : "لقد كان جيدا حقا"، تعلم وكاع خدمة العملاء الأساسية، وكيفية إدارة قائمة الانتظار والتعامل مع الطلبات.
في وقت لاحق ، ستساعد منظمة NCASS الوكاع في وضع خطة عمله بالشكل الصحيح حيث التحق بدورة تدريبية في إدارة الأعمال لتحسين إدارة الجانب المالي للعمل .
يقول وكاع: "كدت أستسلم، فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجائحة كورونا هاجموا خطتي. لكن الأمر تغير الآن وأنا متحمس جدا للبدء".