- المصدر: اقتصاد مال و اعمال السوريين
- 11332 قراءة
من عامل في الجلّي والتنظيف إلى طبّاخ في إحدى شركات الترويج للمأكولات
لا يمر يوم إلا ونسمع ونقرأ عن نجاح الشباب السوري في بلدان اللجوء، حيث تعددت المجالات التي أثبت بها الشباب السوري قدرته على الإبداع والتميز متغلباً على الظروف ومتجاوزاً العقبات والمصاعب بالتصميم على تحقيق أهدافه قاهراً معاناة اللجوء والتهجير.
نوار خدام، هو أحد الأمثلة على تفوق الشباب السوري، والذي استطاع خلال فترة قصيرة تحقيق جزء من أحلامه التي راودته يوماً في بلاده، إلا أن ظروف الحرب حالت بينه وبين تحقيقها، ونقلته من مطبخ والدته الذي أحبه إلى مطابخ مطاعم مدينة غازي عينتاب التركية، عاملاً في جلي الأطباق والتنظيف لتأمين لقمة عيشه والتغلب على مصاعب الحياة، كما ذكر في حديثه لـ "اقتصاد"، مفصّلاً عن عشقه للمطبخ ومهنة الطبخ.
خدام، المولود عام 1996، والذي ينتمي لعائلة من مدينة بانياس الساحلية، أقامت في مدينة جبلة القريبة، قال في حديثه لنا: "بدأ عشقي للطبخ عندما كنت طفلاً صغيراً أرافق أمي في المطبخ وأراقبها وهي تحضر الطعام، وخصوصاً عندما كانت تقوم بتحضير طبق (الملوخية)، على الرغم من تحذير والدتي لخطورة ذلك، وخصوصاً الاقتراب من غاز الطبخ والطعام الساخن، كما كنت في كثير من الأحيان أحاول تقليدها في الطبخ باستعمال بعض أواني المطبخ الصغيرة".
وأضاف: "سرعان ما كبرت أحلامي، والتي كان منها السفر على متن أحد السفن التجارية، والفرار منها لإحدى الدول الأوروبية والاستقرار فيها وفتح مطعم يقدم الأطباق السورية التقليدية، إلا أن ذلك لم يكن بالنسبة لي أكثر من أمنيات، لذلك فضلت البقاء في سوريا ومتابعة دراستي والحصول على الشهادة الثانوية على أمل التسجيل في المعهد الفندقي، إلا أن الظروف بعد الثورة وما رافقها في مدينتي جبلة، حالت دون ذلك، واضطرتني كما الكثير من الشباب السوري إلى المغادرة والسفر إلى تركيا في العام 2015".
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 720x720px. |
"وفي تركيا وضعت رحالي في مدينة غازي عينتاب، تائهاً من سكن شبابي إلى آخر، وباحثاً عن عمل، حتى وجدت ضالتي في أحد مطاعم المدينة التي عملت بها داخل المطبخ في التنظيف وجلي الأطباق، حيث كنت أعمل يومياً بحدود 12 ساعة باستراحات قليلة ودون إجازات، وبراتب بسيط لم يتعدى 600 ليرة تركية".
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 720x568px. |
"وعلى الرغم من التعب والإرهاق نتيجة طول ساعات العمل إلا أني وجدت عملي كعامل بسيط في المطعم قد يكون ربما الطريق لي لتحقيق حلمي أن أصبح طباخاً، وهذا ماحصل فعلاً، فبعد أربعة أشهر أتقنت العمل على السكين في تقطيع اللحوم والخضار وأصبحت مساعداً للطباخ وتغيرت مهامي من جلي الأطباق إلى المساعدة في تحضيرها، لأنتقل بعد ذلك إلى مدينة استانبول، وهو ما حفزني لتطوير مهاراتي والتدرب على الطبخ أكثر من خلال طبخ كميات كبيرة من الطعام لأصدقائي في السكن الشبابي بعد البحث عن أصل ومصدر وطرق التحضير لكل طبق من الطعام، إلى أن استلمت بمفردي مطعماً شعبياً في مدينة استانبول يقدم عدداً من الأطباق المشهورة والمفضلة عند كل من الأتراك والسوريين".
"ولحبي وولعي في المطبخ غالباً ما كنت أشارك على صفحتي الشخصية على موقع انستغرام لحظاتي في المطبخ من خلال صور وفيديوهات للأطباق التي كنت أقوم بتحضيرها، مع ذكر طريقة التحضير ليستفيد الجميع من المحتوى الذي أقدمه، وليس فقط من اجل التصوير، ليفتح لي ذلك باباً جديداً في عالم الطبخ حيث تعاقدت مع إحدى شركات الترويج للمأكولات العربية والسورية والتي أعمل بها اليوم في الطبخ لكن ليس لتقديمها للزبائن وإنما من خلال تصوير فيديوهات تحضير المأكولات والحلويات وعرضها والترويج لها على صفحات الشركة على فيسبوك ويوتيوب بشكل مميز واحترافي لتصل إلى أوروبا والعالم".
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 720x854px. |
"إلا أن حلم السفر والهجرة إلى أوروبا وتحديداً بريطانيا يعتبر اليوم لي أولوية، للوصول إلى الاحتراف في الطبخ وافتتاح مطعم فيها وإيصال رسالة من خلال ما أقدمه لزبائني أن المسلمين عموماً والسوريين خصوصاً، ليسوا فقط لاجئين بل شعب مسالم ومبدع ومحب للآخرين".
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 720x581px. |