- المصدر: تركيا بالعربي
- 16508 قراءة
أهم المساعدات المالية المقدمة للسوريين في تركيا؟ وهل تغطي احتياجاتهم؟
تستفيد عشرات آلاف العائلات السورية المقيمة في تركيا من المعونات والمساعدات المالية المقدمة لها بدعم من الاتحاد الأوروبي، لكن البعض منهم يواجه مشاكل تتجسد في توقف المساعدة بشكل مفاجئ أو عدم الإلمام بتفاصيل وشروط الحصول عليها.
وتتنوع المساعدات المقدمة للسوريين بين كرت الهلال الأحمر وكرت المساعدة الشتوية إضافة لمنح مالية وخدمات مجانية تقدم للاجئين السوريين بتركيا.
ورغم أن المساعدات المالية التي توفرها مراكز الهلال الأحمر التركي للسوريين متاحة، لكن غالبيتهم يواجهون عقبات ومشاكل أثناء التسجيل للحصول عليها بينما ألغي تفعيل المساعدات للكثير من اللاجئين لأسباب محددة.
كرت الهلال الأحمر
يعتبر كرت الهلال الأحمر التركي المقدم للاجئين بناء على دعم من الاتحاد الأوروبي من المساعدات المالية المهمة، حيث يستفيد منه أكثر من 1،3 مليون لاجئ، وفق تأكيدات رئيس الهلال الأحمر التركي، كرم قنيق.
وقال قنيق، أيار الفائت: إن “هناك مليون و301 ألف و900 لاجئ سوري يستخدمون كرت الهلال الأحمر الالكتروني الذي يقدم 120 ليرة تركية لكل لاجئ شهرياً”.
ويحق لكل لاجئ سوري أن يسجل لطلب كرت الهلال الأحمر التركي عبر المراكز المتوزعة في عدة ولايات تركية، لكن لابد من تحقيق شروط وإجراءات محددة بأربع مراحل وهي:
-المرحلة الأولى: إحضار بطاقات حماية اللاجئ للعائلة والتي تبدأ بالرقم 99.
-المرحلة الثانية: مراجعة دائرة النفوس التابعة للمنطقة التي سجلت بها البطاقات لتسجيل العنوان
-المرحلة الثالثة: الذهاب إلى مركز sosyal yardımlaşma ve dayanışma vakfı المتوفر في منطقتك وتقديم قيد النفوس وتعبئة أوراق مكونة من 14 صفحة وتتطلب تدوين معلومات العائلة.
-المرحلة الرابعة: إعادة الأوراق للمركز وانتظار إجراء مقابلة مع العائلة للتحقق من حقيقة ما كتب بالأوراق ومن ثم سيرسل الهلال الأحمر التركي رسالة إلى رقم الهاتف المحمول المقيد لديهم.
ولابد من توفر عدة شروط وعدم مخالفة قواعد معينة لضمان الحصول على كرت الهلال الأحمر، كعدم وجود معيل بالعائلة أو وجود أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة أو وجود أفراد بالعائلة كبار بالسن.
أما عن القواعد التي لابد من اتباعها فأبرزها عدم تغيير العنوان المقيد في دائرة النفوس دون إبلاغ الجهات المعنية، ووجود أكثر من ثلاثة اشخاص بالغين في كل طلب، والحصول على الجنسية التركية، ففي هذه الحالات يُلغى تفعيل كرت الهلال الأحمر التركي.
وفي حال تم إيقاف الكرت تصل رسالة للعائلة المسجلة على الشكل التالي:
(تم إيقاف المساعدة الخاصة ببطاقتكم لدى الهلال الأحمر للتضامن الاجتماعي للأجانب – بسبب حدوث تغيير في سجل عائلتكم)
ومن بين عشرات آلاف العائلات السورية المستفيدة من كرت الهلال الأحمر، التقينا بكفاء (42 سنة) وهي لاجئة سورية تقيم مع أولادها في عنتاب، تقول لموقع الحل: “لدي خمسة أطفال وسجلت في كرت الهلال الأحمر التركي، لكنه بصراحة لا يكفي إلا لسد تكلفة إيجار المنزل وتغطية بعض الاحتياجات الأخرى، لو يتم رفع قيمة المساعدة سيكون أفضل بالنسبة لنا”.
في المقابل، رفضت العديد من طلبات اللاجئين الذين قدموا للحصول على ذات الكرت ومن بينهم عائلة الشاب حسين المكونة من أربعة أفراد، حيث يقول لموقع الحل: “قدمت للحصول على كرت الهلال الأحمر وبعد نحو شهر وصلتني رسالة منهم تعلمني بأن عائلتي غير مؤهلة للحصول على المساعدة”.
كرت الـPTT
تقدم مراكز التضامن الاجتماعي في تركيا بالتعاون مع الأمم المتحدة كرت الـPTT وهو يدفع لمرة واحدة كمساعدة شتوية للاجئين السوريين، وتتراوح قيمته بين 600 إلى 900 ليرة تركية حسب عدد أفراد العائلة.
ويحصل اللاجئون السوريون المسجلون على كرت المساعدة الشتوية من مركز البريد التركي PTT وهو مخصص للاجئين السوريين المستقرين خارج المخيمات، أما عن الأوراق المطلوبة فهي ذاتها المطلوبة من الهلال الأحمر التركي.
ولا يؤثر الحصول على كرت الـ PTT حصول العائلة مسبقاً على كرت الهلال الأحمر التركي، وهذا ما أكده الهلال الأحمر عبر معرفاته الرسمية.
كرت IOM
ويتم تقديم هذه المساعدة من قبل المنظمة الدولي للهجرة، حيث تعتبر كمساعدة مالية للسوريين بتركيا ممن يقطن خارج المخيمات خلال فصل الشتاء، أما عن طريقة التسجيل عليها فيجب مراجعة مراكز الـIOM المنتشرة في عنتاب وإسطنبول وأنقرة.
ويستفيد السوريون من منح ومساعدات إضافية مثل المنح الدراسية والمعونات المقدمة من الجمعيات والمنظمات المحلية للسوريين بتركيا.
القتينا بمحمد الحاجي، وهو أحد السوريين المستقرين بتركيا والمستفيدين من كرت الهلال الأحمر التركي، يقول لموقع الحل: “نعرف أن هذه المساعدة مؤقتة وليست دائمة، لذا علينا نحن السوريون أن نبتكر طرقاً وسبلاً أخرى للعيش بتركيا في المستقبل لمن أراد أن يستقر بشكل دائم، فالمصاريف هنا مرتفعة مقارنة مع الدخل المنخفض”.
ويضيف: “أستفيد من كرت الهلال بتغطية إيجار منزلي والفواتير وما أجنيه من عملي في مجال الإنشاءات أوفره لتغطية تكاليف المعيشة الأخرى، وكل شهر يمضي لا أوفر منه أي ليرة، فإن توقف تفعيل الكرت فأنا في أزمة مالية”.
وكان مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أعلنوا عن إجراء عملية تدقيق ومراقبة لمآل الأموال المخصصة لتركيا لإنفاقها على اللاجئين السوريين، وقالت إحدى أعضاء ديوان المحاسبة الأوروبي: “يمكننا ملاحظة أن الأموال تخصص للاجئين لكننا غير متأكدين إن كان تصل إليهم”.
في سياق آخر، أعلن الاتحاد الأوروبي عن بدء مناقشة تركيا حول الدفعة الثانية من حزمة المساعدات المقدمة لتركيا كي يتم إنفاقها على اللاجئين السوريين بعد استكمال تسليم الدفعة الأولى المقدرة بثلاثة مليارات يورو.