- المصدر: أورينت.نت
- 7867 قراءة
ضرب اللاجئين في أسبانيا وعنصرية في بلغاريا ورواية تجارب مريرة.. فأين المفر؟
تتوق العديد من العائلات السورية والشباب السوري الوصول إلى أوربا بحثا عن ملجأ آمن وهربا من ويلات الحرب في بلادهم، معتقدين أن أوربا هي الحل الأمثل، وطوق النجاة، والجنة التي تنتظرهم بمجرد وضع أرجلهم داخل حدود هذه البلاد، لكن… ما يلبث أن يصدم هؤلاء بواقع مختلف عن تلك الروايات، التي تتحدث عن احترام فرنسا للإنسان وحب إسبانيا للعرب وتقديس السويد للعائلات واشتياق المدن الألمانية للغرباء وجسر بلغاريا للعبور إلى أوربا لن نتكلم اليوم عن إيطاليا التي أجمع الكثيرون أنها تحتمل فوق طاقتها ولم تؤذ السوريين بقدر ما أنقذتهم من أمواج البحر القاتلة.
إسبانيا ضرب مبرح للاجئ سوري ومخيمات بواقع أسوأ من الزعتري!
تعرض الشاب السوري أ- ق للضرب المبرح على أيدي الحرس الإسباني لمخيم (السيتي) في مدينة (مليلة) الإسبانية وقام رئيس الحرس بضربه على رأسه بالعصا الكهربائية قبل أن يتم ركله من قبل باقي أفراد الحرس وسلبه ماله.
يروي الشاب الهارب من جحيم الحرب لأورينت نت ماحدث معه قائلا: “بدأت القصة في صباح الخميس في الساعة الثامنة والنصف على بوابة مطعم (السيتي) عندما تركت طابور الازدحام وتقدمت لأحادث أحد الأصدقاء، فرآني الحارس وسحبني بعنف إلى مكتب رئيس الحرس حيث قام رئيس الحرس بضربي على رأسي بعصا كهربائية، وأسقطني أرضا ثم تم تقييدي وتناوبوا على ضربي حتى وقعت مني أشيائي، فسلبوا مالي وبطاقتي الشخصية التي تثبت أني طالب لجوء من قبل حارس مغربي أنكر تحدثه للغة العربية.
ولم يكتف رئيس الحرس بضرب الشاب السوري أ- ق بل أصدر قرارا بطرده خارج السيتي “المخيم”، يتابع الشاب بألم: “هؤلاء نازيين وعنصريين ضربوني فقط لأني سوري فقط كي لا يواجهوا حقيقة أن العالم تركنا نموت في بلادنا… بشار الأسد قتلنا وهدم منازلنا وتوعدنا بالذل الذي يمارس علينا من قبل هؤلاء”.
ويضيف: “أوروبا التي تتغنى بالدفاع عن حقوق الإنسان لم تستطع الدفاع عنا لا في بلدنا وها هم يحرمونا حقوقا وقعوا عليها الاتفاقيات في بلادهم”.
أما عن خدمات المخيم يقول أ-ق إن الخدمات تفتقر إلى الحد الأدنى من احتياجات الإنسان فلا يوجد حمامات ولا غذاء جيد ولا أسرّة وغرف كافية ما دفع العديد من السوريين إلى العيش خارج المخيم.
ويعزو البعض إهمال السلطات الإسبانية للاجئين السوريين خوفا من اليمين المتطرف داعين للوقوف يدا واحدة بوجههم والتصدي لهم بالاعتصامات السلمية والأضراب عن الطعام تحت شعار “لا نريد طعامهم في السيتي ولا شرابا نريد العدالة وحماية أبنائنا السوريين”
من شمال المغرب من إقليم الناضور وتطوان يعبر السوريون إلى مدينتي سبتة ومليلية التابعتين إداريا لإسبانيا ويفصل بينهما وبين المغرب سياج شائك، وإذا نجحوا في التسلل يحصلون على حق الإيواء في مركز الإيواء (السيتي) وهو مخيم للاجئين يتسع لخمسمئة سرير ويحوي خمسة آلاف لاجئ ثلثهم من السوريين إلى جانب أفارقة وفلسطينيين ومغاربة ليتم بعد ذلك بفترة ترحيلهم إلى إسبانيا
يذكر أن عدد اللاجئين السوريين الذين يطلبون اللجوء في مدينة مليلية المحتلة من طرف إسبانيا فاق وللمرة الأولى عدد المهاجرين الأفارقة، ويرغب السوريون بمجرد وصولهم إلى المدينة الانتقال لاحقا إلى إسبانيا ومنها إلى دول أوربية عدة حيث توجد عائلات لهم هناك.
ومن المقرر أن يعتصم اليوم الأحد ناشطون أمام المخيم المذكور.
عصابات بلغاريا تقتل وتجرح بدوافع عنصرية!!
إن كنا نتحدث عن سوء الأداء في مخيمات إسبانيا المجاورة للمغرب العربي، فذلك قد يكون مقبولا مقارنة بسجون بلغاريا المتاخمة لتركيا، ناهيك عمن فقد أثره نهائيا بعد دخوله بلغاريا كما حدث مع الشابين عبد الله وزيد قيروز من سكان مدينة حلب السورية، وناهيك عمن أكلته الوحوش في غابات بلغاريا أثناء عبوره إلى بلدان أوربية أفضل، إذ أن بصمة بلغاريا لا تسقط في الدول الأوروبية.
هناك من توفي في المخيمات أو السجون حسب ما يصفها السوريون؛ بسبب سوء الخدمات والإهانات المستمرة بحق الشباب والعوائل على حد سواء، فلم يكن الشاب السوري (خالد وليد حسن) الذي قال أصدقاءه لأورينت نت أنه توفي “كمدا” و”قهرا” بعد إهانته من قبل البوليس البلغاري وبعد أن رفضت دول أوربية عدة لجوءه إليها.
يقول (علي عز) عضو الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: “للأسف الشديد وصلنا الى نقطة اصبح فيها اللاجئ السوري في وضع لا يحسد عليه ولا احد يهتم بمعاناته ومشاكله فمن جهة يعاني من جشع المهربين وتجار الدم والمتسلقين ومن جهة اخرى الحرب النفسية التي تمارس ضده واسلوب التخويف والرعب ومهاجمة العنصريين ومحاولة تهميش الحقيقة المرة التي يعاني منها ووصلنا درجة قصوى من الخوف بان نخاف نقل ما يحصل وسط تهميش اعلامي متعمد فقط لان الضحايا لاجئين سوريين ، وهناك تفنن في الممارسات الرخيصة لكتم الأفواه”.
وعن بعض الممارسات التي يتعرض لها السوريين من قبل العامة
البلغار يقول علي عز: “منذ فترة قصيرة فقط توفي المواطن السوري عبد العزيز ابو حسين في المشفى العسكري في صوفيا نتيجة اهمال في علاجه، وكان طعن قبل يومين من قبل المجموعات العنصرية اثناء عودته الى كامب افشو كوبل حيث يقيم، ولكن وللأسف تم دخول لاجئ سوري اخر الى نفس المشفى كان قد تعرض للاعتداء والضرب بالهراوات من قبل العصابات نفسها، والسؤال الى متى”.
ويتابع المسؤول عن صفحة اللاجئين السوريين في بلغاريا بعد أن تحدث عن محاولة اعتداء على لاجئة سورية كانت في باص النقل الداخلي في طريق عودتها الى كامب افشو كوبل: “هناك اشارات استفهام كثيرة حول من يقف وراء هذا التصعيد ولماذا الان وما ذنب هؤلاء اللذين هربوا من الارهاب والقتل والدمار في بلادهم ليطلبوا الحماية والامان نطالب كل الجهات المعنية الرسمية والمنظمات المعنية بأمور اللاجئين العمل لتامين الحماية للأخوة اللاجئين ولكشف من يقف وراء هذه المؤامرة الخسيسة، كما نطالب وسائل الاعلام والاخوة والاخوات المهتمين بشؤون اللاجئين تسليط مزيدا من الضوء حول هذه الاعتداءات”.
تأتي هذه الاعتداءات كردّ فعل متطرف بعدما حصل في فرنسا ضدّ صحيفة شارل ايبدو ودعوة جماعات متطرفة بلغارية في شبكات التواصل الاجتماعي الفيس بوك لشن هجمات ضد اللاجئين.
هؤلاء هم عصابة تسمى (حليقي الرؤوس) تتجاوز أعدادهم 4000 شخص اغلبيتهم من اصحاب السوابق والمجرمين ومشجعين كرة القدم يتواجدون عادة في صوفيا ومنحدر منطقة العسكرية حول مسجد بانيا باشي، وفي ماريا لويزا” ومربع “خريستو بوتيف” ومناطق السنتر قرب شارع فيتوشا يقول ناشطون.
هذا ما دعا السوريين بالخروج بمظاهرة أمس مطالبين فيها بحقوقهم وبحمياتهم من هؤلاء العصابات وتسريع أوراق لجوئهم وإقاماتهم.
فرنسا بيروقراطية وجمعيات “فارغة”!
فرنسا من الدول الجيدة مقارنة ببلغاريا وإسبانيا ولكن يواجه السوريون صعوبة بالغة في تسيير أوراق اللجوء، فهنا حتى الحاصل على فيزا من نوع (D) وهي فيزا تقدمها السفارات الفرنسية للاجئين في دول جوار سوريا تركيا لبنان الأردن حتى هؤلاء سوف يعانون قبل حصولهم على اللجوء، فمثلا لن تساعدك الحكومة الفرنسية في دفع أجار سكنك في غالب الحالات وخصوصا إذا كنت أعزبا إلا بعد ستة أشهر كمدة وسطية، وتشترط بنفس الوقت امتلاكك لعنوان سكن حتى تستطيع تقديم طلب اللجوء!
أيضا لن تتلقى أية مساعدة من الحكومة الفرنسية قبل أشهر من وصولك فرنسا ولا يحق لك العمل إلا بعد حصولك على الإقامة المؤقتة.
لا صحة لما يشاع عن أن لا أحد ينام في الشارع في فرنسا، فمنذ مدة وصلت عائلة سورية من الرقة ونامت في الشارع عدة أيام رغم أن البرد القارص في العاصمة باريس يجعل حتى الحيوانات تأوي إلى أنفاق المترو.
وفي فرنسا لا تضيع وقتك في الذهاب إلى الجمعيات والمنظمات غير الحكومية فهي بالغالب جمعيات مرتزقة، يقول أحد الواصلين إلى باريس: “قالوا لي أن جمعية (Revivre) وهي خاصة بالسوريين فقط، ستساعدك في تأمين سكن ومصروف يومي وتسيير أوراق لجوئك، ولكن فوجئت بأن السيدة صابرين وهي المشرفة على الجمعية لم تفعل شيئا سوى تصوير جواز سفري _على حسابي طبعا_ واستجوابي ومن ثم اعتذرت عن تقديم أية مساعدة حتى عنوان سكن أستطيع من خلاله البدء بأوراق لجوئي، ونصحتني بالذهاب إلى جمعية (فرنسا أرض اللجوء) وهي منظمة حكومية تساعد ولكن ببطء قاتل، لأعلم لاحقا أن تصوير الجواز هو ربما من أجل (الشحاذة) على اسمي”.
وفي حال تجاوزت كل تلك العقبات؛ فحتى يصدر قرار لجوئك وتنتهي من كافة أوراقك في فرنسا فالمدة المتوقعة هي ما بين اثني عشر وأربعة عشر شهرا.
يلخص أحد الصحفيين السوريين الذي وصل فرنسا منذ عامين أوضاع اللاجئين هناك بالقول: “في فرنسا هناك حريات ولكن لا كرامة في هذه البلاد”.
هولندا مخابرات تتجسس حتى على (واتس اب) والسويد منازل نائية
تقوم السلطات الهولندية بمراقبة اللاجئ السوري بطريقة قد تثير العجب، يقول اللاجئ السوري في هولندا هادي- ب أن الأمن الهولندي اعتقل صديقه فقط لأنه ذكر كلمة (تهريب) (وداعش) خلال محادثة على الواتس أب مع أصدقائه في تركيا.
والسلطات دائما ما تذكر اللاجئين السوريين بالترحيل في حال توقفت الحرب في سوريا خصوصا وأنها فعلت ذلك قبلا مع العراقيين.
أما رئيس حزب (الحرية) الهولندي خيرت فيلدرز طالب أمام البرلمان
الهولندي بإرغام دول الخليج لاسيما قطر والسعودية والإمارات٬ على استقبال اللاجئين السوريين على أراضيها٬ ومساعدتهم٬ متسائلاً عن “الاسباب التي تدعو هولندا والدول الاوربية لاستقبالهم وإيوائهم في حين ان لدى دول الخليج العربية٬ القدرة المالية واللوجستية والجغرافية على ذلك.
وحتى السويد إن عرجنا عليها قليلا فهناك يشتكي السوريون أن الحكومة تتقصد وضعهم في منازل بقرى بعيدة عن المدن الرئيسة وتكاد تكون مقطوعة وغالبية سكانها من العرب.