- المصدر: عنب بلدي
- 5123 قراءة
امرأة في الأخبار.. نوجين مصطفى تسعى لـ”غد أفضل” لأصحاب الإعاقة
“الغد الأفضل” الذي تؤمن به نوجين مصطفى، تحقق لها حين تقف في كل مؤتمر تدافع عن حقوق المصابين بالإعاقة وتتحدث عن آلامهم وهمومهم، وفي كل وقفة تلتفت لها الكاميرات والصحفيون ليعرفوا الغد الذي تؤمن به، فمن جائزة “نانسن” للاجئين لعام 2017 وأحداث “تيدكس الدولية” في المملكة المتحدة إلى جنيف، وقفت اللاجئة السورية وتحدثت عمن ضاعت حقوقهم أيام السلم، فكيف بأيام الحرب السورية الطويلة.
نوجين مصطفى واحدة من اللاجئين السوريين الذين تحدثوا في عدد من المؤتمرات رفيعة المستوى، آخرها، أمس الأربعاء 24 من نيسان، فتحدثت من كرسيها المتحرك عن مئات الآلاف من الأشخاص المصابين بإعاقات في سوريا، تم نسيانهم في أوقات السلم وهم يكافحون للبقاء في الحرب السورية الطويلة، حيث “بقوا غير مرئيين”.
حثت نوجين مجلس الأمن خلال اجتماعه لبحث الوضع الإنساني في سوريا على ضمان تلبية الاحتياجات العاجلة للأشخاص المتضررين من النزاع، وخاصة المعوقين، وقالت إن الكثيرين “يكافحون” من أجل الوصول إلى الأماكن التي يمكنهم الحصول فيها على المساعدات.
ترى نوجين أن المصابين بالإعاقة “غير مرئيين”، بسبب قلة البيانات حول عددهم في سوريا والبلدان المجاورة، فهم يحتاجون لتلبية احتياجاتهم، وخاصة النساء فـ”هذا ليس معروفًا، ليست صدقة، هذه هي حقوقنا”.
رحلة نوجين من سوريا إلى ألمانيا كانت ملهمة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فحينما كانت في السادسة عشرة من عمرها، قامت برحلة بطول 5600 كيلومتر، على كرسي متحرك.
ولدت نوجين مصابة بالشلل الدماغي، في حلب وتعود أصولها إلى كوباني (عين عرب)، وعند اندلاع الحرب السورية أجبرت وعائلتها على مغادرة سوريا إلى مسقط رأسها كوباني، ومن ثم إلى تركيا، لم يكن حينها لدى أسرتها ما يكفي من المال لإكمال الطريق، فأقام والداها في تركيا، بينما انطلقت مع أختها عبر البحر المتوسط، للحصول على فرصة بحياة طبيعية وإكمال التعليم.
التأثير الذي تمتعت به نوجين دفع الممثل والإعلامي البريطاني جون أوليفر، من خلال برنامجه “Last week Tonight” لتخصيص حلقة من برنامجه لنوجين، إذ طلب إعادة تمثيل المشهد الأخير من المسلسل الأمريكي المفضل لدى الشابة “Days Of Our Lives”، وتغيير المشهد الأخير الذي أحزن نوجين بسبب وفاة البطل، فأعيد البطل إلى الحياة لتكون نهاية سعيدة وتدخل الفرحة إلى قلبها.
ويقول البطل في المشهد التمثيلي الأخير من المسلسل، ” ليس صعبًا أن تعود من الموت إلى الحياة، لكن الأصعب أن تأتي من سوريا إلى ألمانيا عبر ثماني دول وعلى كرسي متحرك”، ويتابع البطل المشهد قائلًا “لكنني قرأت كتاب نوجين مصطفى التي ألهمتني وحثتني على المقاومة والعودة إلى الحياة”.
تحولت قصة اللاجئة السورية إلى كتاب، ونشر حول العالم بـ 13 لغة عالمية، واختيرت ضمن قائمة الهيئة العامة للإذاعة البريطانية (BBC) لأكثر 100 امرأة تأثيرًا وإلهامًا حول العالم لعام 2018.
وسردت قصة نوجين في كتاب شاركت في تأليفه الصحفية كريستينا لامب باسم “الفتاة من حلب”.
تقول نوجين المقيمة في ألمانيا، “يحتاج العالم إلى بعض التفاؤل، لطالما اعتبرت أن الجميع ولدوا لهدف ما، لكنني لم أجد هدفي بعد، أصبح صوتي مسموعًا، اليوم صرت قادرة على مساعدة الناس”.
عندما وصلت نوجين إلى اليونان، بالقرب من جزيرة ليسبوس اليونانية قالت لمصور مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إيفور بريكت، “أصبحت مشهورة بعد وصولي إلى أوروبا بخمس دقائق”.
نوجين، البالغة وقتها من العمر 16 عاماً، محمولة بعد أن تم إنقاذها من قارب هش قرب جزيرة ليسفوس اليونانية (UNHCR)
وقالت للمفوضية، “نحن نخضع لاختبار دائم ويجب أن نثبت أننا سفراء جيدون لبلادنا، لا يدرك الآخرون الجهود التي نبذلها لإعادة بناء حياتنا من الصفر، وأقول لهم: حاولوا التعرف علينا، ففي داخلنا وداخلكم شيء مختلف عما يراه الجميع”.