- المصدر: تركيا الآن
- 35485 قراءة
تعرفوا على عادات و تقاليد مراسم الزواج في تركيا
تختلف تقاليد الزواج من بلد لآخر، باعتبار هذه التقاليد انعكاس لكثير من ثقافة الشعوب. ومن الطبيعي أن يكون ذلك الاختلاف في العادات والتقاليد. ويعد الزواج من أهم المناسبات التي تعكس الكثير من ثقافة الشعوب، ومن عاداته وتقاليده. وإذا أردنا أن نلقي الضوء على تقاليد الزواج في تركيا، علينا أن نعرف أولاً بعض الأسباب التي لعبت دورها في تشكيل عاداتهم وتقاليدهم في الزواج، أبرزها:
-بما أن تركيا تتميز باتساع مساحتها الجغرافية، فإن تقاليد الزفاف المتبعة فيها تختلف من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب أيضًا.
-يتكون المجتمع التركي من خليط من الشعوب، التي بدأت من ايام الإمبراطورية العثمانية التي كانت تضم عشرات الدول من آسيا وأوروبا وإفريقيا.
-أن الطبيعة الجغرافية المختلفة لتركيا تؤثر في العادات، خاصةً وأن جزء منها يقع في آسيا وجزء آخر يقع في أوروبا.
الخطوة الأولى: الطلبة
تأتي خطوة الطلبة بعد أن يكون تم الاتفاق بين الشاب والصبية على الارتباط، وهذا عادةً يحصل في المدن، حيث يكون الجو منفتحًا أكثر من بقية المناطق، فيلتقي الشاب مع الصبية بحريّة، على عكس القرى أو المناطق الداخلية. وعندما يتقدم الشاب مع أهله إلى بيت العروس للخطبة، يقوم كبير عائلة الشاب كالأب أو الجد بطلب يد الصبية للشاب على سنة الله ورسوله قائلاً: "نريد بنتكم فلانة لابننا فلان بشرع الله وسنة نبيه"، وهذه العبارة بالتركي هي (Allah’ın emri peygamberin kavli ile kızınız ayşeyi oğlumuz emreye istiyoruz).
وفي هذه الحالة يكون هناك موافقة مسبقة بين العائلتين، ويتم قبول الطلب على الفور. أما إذا تم التقدم لخطبة الصبية من قبل عائلة شاب ليسوا على معرفة بأهل العروس، فإنهم يطلبون مدة للتفكير وللسؤال عن العريس، قبل إعطاء الرد بعد أسبوع. وفي تركيا ليس هناك ما هو متعارف عليه في الكثير من البلاد، وهو ما يعرف بالمهر، أي المعجل والمؤجل، وكل ما يقوم به العريس هو إحضار طقم رمزي من الذهب لإلباسه للعروس في يوم الزفاف.
"مستلزمات العرس تكون مقسمة على الطرفين. فالعريس يوفر البيت والعروس تجهزه”
الخطوة الثانية: الخطبة
قبل الخطبة يزور أهل العريس بيت العروس، ويحضرون معهم باقة ورد وشوكولا، للاتفاق على تفاصيل يوم الخطبة. ومن المتعارف عليه أن تحضّر العروس القهوة للضيوف، وتكون جميع فناجين القهوة عادية، باستثناء فنجان العريس، حيث يقومون بوضع الملح بدلاً من السكر فيه، وسيكون عليه أن يشربه دون أن تظهر على وجهه أي من علامات الاستغراب أو الانزعاج.
وحينها تقرأ الفاتحة ويتم الاتفاق على تفاصيل الخطبة، فإما تتم في بيت العروس أو في صالة الأفراح، وتتم دعوة الأصدقاء والأقارب إلى الخطبة، حيث يقف العريس والعروس جنبًا إلى جنب وإلى جانبهم الأمهات، ويأتي أحد الأقرباء من جهة العريس أو العروس، وعادًة ما يكون عم العريس، ليلقي كلمة صغيرة فيقول فيها " الضيوف الكرام، لقد اجتمعنا في هذا اليوم الخاص لنبارك لهؤلاء الشباب يومهم البهيج، وها أنتم تشهدون أول يوم يخطونه سويًا، وأتمنى لهم حياة سعيدة طوال العمر، وألف مبروك ". ثم يقوم المتحدث بإلباس خاتم الخطوبة.
وتوضع خواتم الخطوبة إلى جانب مقص على صينية مزخرفة تسمى "صينية الخطبة"، ويُربط الخاتمان ببعضهما بشريط أحمر، ويقوم المتحدث بقطع الشريط وإلباس الخواتم. ثم يقوم والدا العريس بإلباس العروس "الشبكة"، ويبدأ الاحتفال بعدها رقصًا وغناءً.
الخطوة الثالثة: ليلة الحناء
تسبق ليلة الحناء ليلة الزفاف، وهي مخصصة للنساء فقط، ويجتمع فيها الأقارب من النساء والصديقات في بيت العروس، ويحتفلن بالعروس غناءً ورقصًا، وتلبس العروس الزي الخاص بالحناء وهو يسمى بالتركي (bindallı) أو (yöresel kıyafet)، وتجلس على الكرسي وتتم تغطية رأسها بغطاء أحمر مزخرف ومزين، ويجتمع النساء حولها على شكل دائرة، ويغنوا الأغنية الخاصة بالحناء، وعندما يحين الوقت لوضع الحناء في يد العروس تغلق العروس يدها، فتأتي أم العروس، وتضع قطعة ذهب في يدها فتفتح العروس يدها للحناء، ويتم وضع الحناء للعروس بشكل دائرة في كف اليد، وعلى العقدة الأخيرة من كل إصبع، وبهذا الشكل تنتهي ليلة الحناء.
الخطوة الرابعة: الزواج
يكون حفل الزواج في اليوم التالي لليلة الحناء، وفي هذا اليوم يذهب العريس والعروس وأمهاتهم إلى السوق لشراء مستلزمات العرس من ثياب لكليهما، حيث يكون هذا العبء مقسمًا على الطرفين. فيقوم العريس بشراء ما يلزم العروس من مستلزمات، ويكون العروسان قد جهزا خلال فترة خطوبتهما البيت ومستلزماته بالتساوي، فالعريس يوفر البيت والعروس تجهزه. أما حفل الزفاف فإما يقام في الصالات كما هو متعارف عليه في المدن، أو في البيوت كما هو متعارف عليه في القرى
ومن العادات التركية أيضًا رمي الملبس أو النقود المعدنية أو المكسرات لجلب البركة للبيت. كما أن العروس التركية تكتب داخل حذائها أسماء صديقاتها، والاسم الذي يمحى عند نهاية الحفلة تتزوج صاحبته أولاً. وتقام مراسم الزواج بحضور المأذون وهو بالتركي ويتم عقد القران وتبدأ مراسم الاحتفال (Nikah Memuru)