- المصدر: شبكة غربتنا
- 7765 قراءة
سوريون في مواجهة الغلاء بتركيا.. لا وقت للترف ونضطر للاستدانة
خاص غربتنا - محمد كساح
منذ استقراره في تركيا يحاول "أبو يزن" الموازنة بين تكاليف المعيشة في بلد اللجوء ودخله الشهري الذي يحصل عليه من عمله في معمل للنسيج ببورصة شمالي تركيا. لكن تضخم الليرة التركية وارتفاع أسعار معظم المواد الأساسية إضافة لإيجارات المنازل وفواتير الغاز والكهرباء قلبا البرنامج المعيشي لأبو يزن "رأسا على عقب" كما ردد ل(غربتنا) موضحا أنه يعاني حاليا من "عجز كبير في الميزانية" اضطرته لاستقراض المال من أحد الأصدقاء.
ومنذ أسابيع عديدة ونتيجة لعوامل سياسية وأخرى اقتصادية تضخمت الليرة التركية بنسب تتراوح بين 40 و55 بالمائة. انخفاض قيمة الليرة أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والخضار والفواكه تجاوز 30% بحسب تقارير صحفية.
ورفعت شركة الأنابيب التركية (بوتاس) أسعار الغاز الطبيعي 14 بالمائة للاستخدام الصناعي وتسعة بالمائة للاستخدام المنزلي وفقا لتقرير نشرته رويترز في وقت سابق. الغلاء طال أيضا الكهرباء التي ارتفعت بنسبة 14 بالمائة للاستخدام الصناعي و 9 بالمائة للاستخدام المنزلي.
وانعكس الغلاء على الأوضاع المعيشية لآلاف اللاجئين السوريين. يقول "محمد" وهو سوري يقيم في اسطنبول ل(غربتنا)"قبل هذا التضخم وما نتج عنه من غلاء كنت أحتاج للاستدانة في بعض الأوقات العصيبة. الراتب لم يكن يكفي لدفع أجرة المنزل وفواتير الكهرباء والنت والغاز والطعام. أما اليوم فأظن أنني سأستدين بشكل متواصل وهذا ما يجلب لي الكثير من المتاعب".
ليس محمد هو من تأثر بالغلاء فقط. قبل أشهر تمكن "أحمد" الذي يعمل في مصنع للموبيليا في بورصة أنيكول من توفير بعض المال وذلك بعد خطة وضعها لتقليص النفقات لكن ما تواجهه تركيا من تضخم أدت بأحمد إلى استخدام الأموال التي وفرها.
"الراتب لم يعد يكفي.. كنت أدفع 400 ليرة إيجارا للمنزل. اليوم صار المبلغ 450 ليرة. جميع الخضراوات من بطاطا وبندورة وحبوب وبقوليات و سلع غذائية وخبز وألبسة ارتفعت أسعارها ومع ذلك لم نحصل على أي زيادة على الراتب" والحديث هنا لأحمد.
لاجى آخر يعمل في مجال التطريز اضطرته الظروف المعيشية القاسية إلى التخلف عن إرسال الحوالة المالية التي كان يبعثها كل شهر لأسرته في سورية. يقول "معتز" ل(غربتنا) "راتبي لا يقل عن 2000 ليرة. كنت أصرف 1200ليرة لدفع أجرة المنزل وشراء الاحتياجات الأخرى وأرسل الباقي لأهلي. اضطررت هذا الشهر لدفع 1800 ليرة بسبب صعود الأسعار ولم يتبق معي سوى 200 ليرة"
يتابع أحمد " في الحقيقة أشعر بالخجل في حال قررت إرسال هذا المبلغ الصغير لأهلي!!"