- المصدر: اقتصاد مال و اعمال السوريين
- 11388 قراءة
شقيقان سوريان يؤسسان شركة لنقل البريد والطرود في ألمانيا
لم يشأ الشقيقان "ابراهيم ورياض" الجيران" أن يعيشا قانعين بامتيازات اللجوء والمعونات الاجتماعية التي تُمنح للاجئين السوريين في ألمانيا التي لجأا إليها قبل ثلاث سنوات هرباً من الحرب في سوريا، بل سعيا لإثبات ذاتيهما بصورة تليق بطموحهما ورغبتهما بتحقيق النجاح والتميز في مجتمعهما الجديد فأنشأا شركة لشحن ونقل الرسائل والطرود أطلقا عليها اسم "الياس ترانس"، وتمكنت الشركة التي يقع مقرها في منطقة "باد كان شتات" بمدينة شتوتغارت (جنوب ألمانيا) بعد أشهر قليلة من تأسيسها أن تنافس شركات عريقة وكبيرة في هذا المجال داخل ألمانيا.
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 720x960px. |
ينحدر الشقيقان إبراهيم 24 عاماً، ورياض 23 عاماً، من مدينة منبج. ونظراً لظروف الحرب لجأا من تركيا ومنها إلى ألمانيا بتاريخ 26/ 11/ 2015 في رحلة عبر القوارب غير الشرعية لم تخل من المجازفة والمخاطرة ليعيشا بداية في كامب Ellwangen للاجئين، وبعد ثلاثة أشهر انتقلا إلى قرية صغيرة عديمة الحياة لا تتوفر فيها فرص للعمل أو الدراسة أو أي مجال آخر، وانتقلا فيما بعد إلى مدينة "شتوتغارت"، وبعد أن أنهيا كورس اللغة الألمانية بدأ الشقيقان المنبجيان بالبحث عن عمل لتأمين لقمة العيش.
وروى الشقيق الأكبر ابراهيم لـ"اقتصاد" أنه عمل كموزع في البريد الألماني deutsche post على دراجة هوائية في بداية لجوئه، وكان مكلفاً بتوصيل الرسائل والطرود لـ 1200 منزل في المدينة، ولكنه لم يلبث أن ترك العمل عندما شعر أنه أدنى من طموحه في تحقيق النجاح، وتوجه للبحث عن عمل آخر في المجال ذاته، وتابع محدثنا أنه تعرف مع شقيقه على صاحب شركة ايطالي وعملا كسائقين لنقل البريد لديه.
وتدخل الشقيق الأصغر رياض في الحديث ليشير إلى أنهما تعرفا خلال هذه التجربة على طبيعة العمل الذي لم يكونا يملكان أدنى فكرة عنه قبل قدومهما إلى ألمانيا، ومما أفادهما –كما يقول- إتقانهما للغة الالمانية الذي هو مفتاح النجاح لأي قادم جديد.
بعد ستة أشهر من العمل قرر الشقيقان افتتاح شركة خاصة بهما، وبدأا بتنفيذ مشروعهما مطلع العام الماضي، ولفت "ابراهيم الجيران" إلى أنه تمكن من شراء ثلاث سيارات (فان) مع شقيقه بواسطة الاقتراض من البنوك، وبسبب مشاكل الترخيص والضرائب اضطرا لإلغاء المشروع بعد أن خسرا حوالي 13 ألف يورو وأعادتهما هذه الخسارة إلى مرحلة الصفر-حسب قوله-وبعد أن أوشكا على الوصول إلى حالة اليأس زارهما عمهما "جودت جيران" وبث في داخلهما الأمل من جديد بتشجيعهما على النهوض ومعاودة الوقوف على قدميهما.
وتابع المستثمر الشاب أنه تمكن مع شقيقه من افتتاح شركة جديدة بمدينة شتوتغارت في الشهر الثامن من العام الماضي 2018 أطلقا عليها اسم "الياس ترانس" وتمكنا من التعاقد الدائم مع شركة البريد الألماني كأصغر شابين لاجئين يعملان في هذا القطاع.
هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 714x960px. |
ولفت رياض الجيران إلى أن عمل الشركة يتمثل في نقل الرسائل والبريد من المركز الرئيسي إلى المحافظات، ولدى الشركة حالياً-كما يؤكد- خطان، أحدهما ضمن مدينة شتوتغارت (تور بلان) والثاني من هذه المدينة إلى فرانكفورت بشكل يومي.
وبدوره أشار ابراهيم إلى أن مؤسسة البريد الألماني أعطت الشركة عقداً تجريبياً (بروفا ستايت) لمدة شهر، وعندما أثبتت جدارتها حصلت على عقد دائم، وأردف أن هناك منافسين للشركة في السوق الألماني ولكن البريد في ألمانيا يعطي عروضاً سنوية-كما يقول- وهناك ثلاثة خطوط يتم عرض كل واحد منها على شركة، ويتم أخذه بأقل سعر ممكن كما هو معتاد في المناقصات المعروفة في بلادنا العربية.
وكشف محدثنا أن قطاع عمله في توزيع البريد والطرود يتركز ما بين مدينة salach الى Esslingen am Neckar في مدينة شتوتغارت وهي مدينة كبيرة نسبياً مشيراً إلى أن سر النجاح في عمله مع شقيقه هو سرعة حفظ المواقع والتعامل اللبق مع الزبائن لأنهما في المحصلة-كما يقول- يمثلان بلدهما سوريا ويسعيان لتقديم صورة ناصعة عن همّة السوريين ونشاطهم وتفانيهم في العمل رغم ظروف الحرب واللجوء.
ولم ينفِ محدثنا وجود صعوبات في سوق العمل الألماني وخاصة بالنسبة للاجئين السوريين ومنها-كما يقول- عدم وجود تسهيلات أو دعم لذوي المشاريع من اللاجئين السوريين من قبل الحكومة الألمانية، بل على العكس هناك عرقلة في إجراءات الترخيص وفرض المخالفات بسبب وبدون سبب وتضييق الخناق على أصحاب المشاريع، إلى جانب العنصرية ضد كل ما هو غير ألماني وبالذات ضد العرب.