- 4543 قراءة
“ملالا سوريا” بين النساء المئة الأكثر تأثيرا في العالم
أعلنت مؤسسة “بي بي سي” عن أسماء 100 امرأة هن الأكثر إلهاماً في العالم لعام 2015، وجاء ضمن القائمة ميسون المليحان (16 عاماً) وهي لاجئة سورية في الأردن بات يطلق عليها “ملالا” سوريا إثر إطلاقها حملة لضمان حصول الفتيات السوريات في المخيمات الأردنية على التعليم.
وتقيم ميسون في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن منذ عامين ونصف، بعد أن أجربتها ظروف الحرب في سوريا على ترك قريتها في محافظة درعا واللجوء إلى الأردن مع والديها وثلاثة من أخوتها، تدرس ميسون الإنكليزية وتتلقى دروسًا عن الحاسوب وتحلم بأن تصبح صحافية.
تطوف ميسون كل صباح على الخيام في المخيم لتشجع الفتيات السوريات للذهاب إلى المدرسة، مما جعل بعض المتابعين يطلقون عليها لقب “مالالا اللاجئين السوريين” تيمناً بالفتاة الباكستانية “مالالا” التي حصلت على جائزة نوبل للسلام العام الماضي لوقوفها في مواجهة جماعة طالبان لنيل حقوقها في التعليم.
تتشارك ميسون وعائلتها الإقامة في صندوق معدني معتم مساحته 76 مترًا مربعًا، صمم خصيصًا للمخيم حيث يتوافد 60 مهجرًا يوميًا، ليس هذا ما يشغل ميسون حاليًا؛ في صف مؤقت في الأزرق، تستند على حافة مكتب وتتساءل كم من زملائها في الصف سينضمون للمدرسة.
ارتفعت حالات الزواج المبكر بشكل حاد بين اللاجئين السوريين في الأردن على مدى السنوات الثلاث الماضية، من 18% عام 2012 إلى قرابة الثلث من إجمالي زيجات اللاجئين في 2014 بحسب اليونيسيف.
تعتقد ميسون أنهم يرتكبون خطأ فادحًا، وعلى مدى عامين كانت تدور من باب إلى باب، وتقوم بحملة بمفردها لإقناع الأهالي للإبقاء على فتياتهم في المدراس، بدلًا من الضغط عليهن للزواج.
“تعتقد عديد من العائلات أنهم يحمون فتياتهم بتزويجهن في عمر مبكر؛ لا يعلمون أن شيئًا ما قد يسير على ما لا يرام، وبحال فشل الزواج ستكون الفتيات في موقف ضعيف”.
“التعليم مهم جدًا لأنه الدرع الذي بإمكاننا استخدامه لحماية أنفسنا في الحياة، وهو طريقتنا لحل مشكلاتنا”، وتضيف ميسون “لا نستطيع الدفاع عن أنفسنا بدون تعليم”.
وتؤكد ميسون على حق الفتيات اللاجئات في الذهاب إلى المدرسة، وصرحت أنها تشعر بمسؤوليتها تجاه مجتمعها وأنها كفتاة يمكنها أن تجد طرق ودية لإقناع الفتيات على مواصلة دراستهن.
أطلق على ميسون لقب “ملالا سوريا” إثر الحملة التي أطلقتها للإبقاء على الفتيات في المدرسة، في إشارة إلى الشابة الباكستانية الناشطة في مجال التعليم ملالا يوسف زاي، التي نجت من هجوم طالبان على باصها المدرسي عام 2012.
زارت ملالا يوسف زاي مخيم الزعتري في شباط 2014، وسافرت ميسون إلى أوسلو لتشهد تسلّم ملالا يوسف زاي جائزة نوبل للسلام في كانون الأول الماضي.
وتشرق ملامح ميسون عند حديثها عن صداقتها مع الناشطة الأشهر في العالم في مجال التعليم. تقول:“إنني فخورة جدًا بأن أنادى “ملالا سوريا”، وتضيف “ملالا شخص قوي ومتفانٍ جدًا، وواجهت صعوبات جمة في حياتها محاوِلةً نشر العلم، هذا يعطيني دافعًا قويًا لتقديم المزيد”.