نوبل السويدية تروّج لإبادة المسلمين والإبادة الجماعية للبشر

نوبل السويدية تروّج لإبادة المسلمين والإبادة الجماعية للبشر

في عالم يتصاعد فيه اليمين المتطرف وخطاب الكراهية، يكافح المؤمنون بحقوق وكرامة الإنسان والمساواة بين البشر من أفراد ومنظمات ودول لمواجهة هذا المد الخطير. في الوقت نفسه تُمنح أكبر جوائز الأدب لأحد أشرس المدافعين عن مرتكبي الإبادة الجماعية.

 

منحت الأكاديمية الملكية السويدية جائز نوبل لهذا العام لبيتر هاندكه، الكاتب النمساوي والحاصل على وسام “الفارس الصربي” من سلوبودان ميلوسيفيتش، مجرم الحرب ومرتكب الإبادة الجماعية بحق مسلمي البوسنة.

قبل سنة رفضت الأكاديمية ذاتها سحب جائزة نوبل للسلام من أون سان سو تشي، زعيمة ميانمار، التي أنكرت الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينجا في بلادها، بل دافعت عن الجريمة بتزييف الحقائق، رغم أن عدد من الحكومات والمؤسسات الدولية سحبت جوائزها منها.

أجّلت الأكاديمية جائزة العام الماضي بسبب فضائح جنسية طالت أعضاءها، واليوم تدخل في فضيحة جديدة. هذه الأكاديمية عار شديد على السويد، دولة الإنسانية، وعلى مموليها.

لم يكن هاندكه مدافعًا شرسًا عن نظام الإبادة في تصريحاته العلنية وحسب، بل في كتاباته الأدبية. منحه الجائزة عن أعماله الأدبية بما فيها التي أنكر فيها الإبادة ودافع عن مرتكبيها، يحمل دعمًا صريحًا لهذه الجرائم، ويوجه رسالة بأن تزوير التاريخ يتم تكريمه، ويعزز موقف داعمي اليمين المتطرف والإيديولوجيات الإرهابية. لتطلق الأكاديمية جنسًا أدبيًا جديدًا هو أدب الإبادة الجماعية.

يجب سحب الجائزة من داعم الإبادة، وفصل أعضاء اللجنة الذين قدموا الجائزة لوزير دعاية الإبادة الجماعية، وتقديم اعتذار لضحايا الإبادة الجماعية في البوسنة وتخصيص قيمتها المادية لهم.

زار هاندكه المجرم ميلوسوفيتش في سجنه بلاهاي، وحضر جنازته فيما بعد، وألقى فيها خطابًا وداعيًا، اعتبر فيه أن العالم كله مخطئ بحق المجرم سلوبودان ميلوسيفيتش.

كتب سلمان رشدي الروائي البريطاني الشهير أن هاندكه “أثار استغراب حتى أكثر المعجبين به بشدة من خلال سلسلة تبريراته لنظام الإبادة الجماعية وسلوبودان ميلوسيفيتش”، وأضاف أن هاندكه حصل على وسام الفارس الصربي من ميلوسيفيتش بسبب خدماته الدعائية خلال زيارته لبلغراد.

أنكر هاندكه أن الصرب ارتكبوا الإبادة الجماعية في سربينتشا، وقال إن مسلمي سراييفو ذبحوا أنفسهم ثم اتهموا الصرب بهذه الجريمة، بما يذكر برواية نظام الأسد المجرم بأن أهل الغوطة قصفوا نفسهم بالكيماوي واتهموا الحكومة السورية.

حتى بعد خبر استلامه الجائزة قال هاندكه في تصريح لصحيفة الغارديان: “ليس لدي ما أضيفه اليوم، لكني مصرّ على ما كتبته حينها”.

من الواضح أن تاريخ هاندكه المتطرف ليس سرًا بل قضى عقودًا في الدفاع عن المجرمين وتبرير الإبادة الجماعية، ورغم ذلك تقدم الأكاديمية السويدية على منحه الجائزة ضاربة بعرض الحائط كرامة ودم ضحاياها، ومعززة لإنكار الإبادة الجماعية للمسلمين، والترويج لها، واضعة نفسها في ذات الضفة الشيطانية.

بذات القياس أي إنكار لأي إبادة جماعية مدان، ويجب أن نتفق جميعًا على إدانة الترويج للإبادة الجماعية وتطبيعها بمنح جوائز للمدافعين عنها، لذلك من الضروري اليوم أن يتكاتف ضحايا الإبادات الجماعية، والمدافعين عن حقوق الإنسان من أفراد ومنظمات ودول في إدانة هذه اللجنة وحتمية تراجعها عن الجائزة.

تقديم هذه الجائزة يوجه رسائل بجميع الاتجاهات، بأنه يمكنك إنكار الإبادات الجماعية، ودعم مرتكبيها والترويج لهم، ثم تحصل على جائزة كبرى ومبلغ كبير من المال. كأن تمنح جائزة نوبل للرسم لهتلر مرتكب الإبادة الجماعية لليهود، أو جائزة نوبل للسينما لغوبلز وزير الدعاية السياسية النازية.