- المصدر: السورية
- 4891 قراءة
عمر لاجئ سوري يروي حكايته مع الموت: فيسبوك أنقذنا
قذفهم الموج إلى جزيرة صخرية غير مأهولة، رأوا فيها الموت بأعينهم، حتى أنقذتهم استغاثة أرسلوها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
هذا ما قاله عمر اللاجئ السوري من محافظة إدلب لصحيفة " الشرق الأوسط"، راوياً مغامرته مع الموت في رحلة لجوئه إلى اليونان من تركيا، وعمر كان طالبًا في كلية الحقوق، درس حتى السنة الثالثة، لكن الحرب جعلته يترك تعليمه، كما تشتت أسرته داخل سورية وخارجها، ويطمح الآن في الوصول إلى السويد وإتمام دراسته هناك.
روى عمر (22 عامًا) كيف ظل، مع سبعة آخرين، لنحو 40 ساعة في عداد الموتى بعد أن ضلوا طريقهم وانقطعت بهم السبل في البحر، يقول عمر: "اتفقنا مع رجل تركي لنقلنا من تركيا إلى اليونان بطريقة غير شرعية وكان عددنا ثمانية، خمسة من سورية واثنان من العراق وباكستاني، فوافق التركي على نقلنا إلى جزيرة كوس اليونانية بقارب بلاستيكي منفوخ بالهواء ومزود بمحرك صغير مقابل ألف دولار، إلا أن المفاجأة كانت أن التركي اتفق مع مرافقنا الباكستاني لقيادة القارب، والذي لا يملك أي خبرة أو معرفة بقيادة القارب، ما كاد يودي بنا إلى الموت".
وتابع عمر روايته: "بعد نصف ساعة من انطلاقنا من الحدود التركية، نفد الوقود، وشعرنا للحظات أننا نواجه الموت المحتم، فقررنا أن نجدف بأيدينا، كل أربعة من جانب، لكن الرياح جرفتنا إلى جزيرة صغيرة صخرية نائية لم نجد فيها أثرًا للحياة، حيث بقينا 28 ساعة نفكر في مستقبلنا المجهول، ونرسل إشارات عبر واتساب وهواتفنا المحمولة قبل أن تنفد بطارياتها، فلم يستجب لنا أحد، ويضيف عمر أننا ذهبنا إلى حافة الجزيرة لساعات طويلة نلوح بملابسنا البيضاء التي خلعناها، لعل سفينة تقترب من المكان، لكن دون جدوى". أنقذنا "فيسبوك"
جلس عمر ومرافقوه في الجزيرة الصخرية 40 ساعة يفكرون بالموت الذي ينتظرهم في هذا المكان النائي، من دون أن يكتشفهم أحد، وبدأ يتسلل إليهم الشعور بالإعياء، ولم يكن معهم ماء أو طعام في ظل حرارة مرتفعة، حتى شربوا من ماء البحر.
روى عمر: "بدأت أتحدث مع نفسي عن الموت وماذا سألاقي بعد الموت، حتى بدت لي الحياة مجرد رحلة وهذه نهايتها، وفي خضم هذا التفكير، طرأت فكرة لصديقي حسين الذي رافقني في الرحلة، وهو أن يرسل نداء استغاثة عبر موقع "فيسبوك"، طالبًا من أصدقائه إجراء الاتصالات اللازمة بعد تحديد موقعنا، وبالفعل نجحت الفكرة، وجاءت بعد 12 ساعة من وضع الاستغاثة فرقاطة تابعه للبحرية اليونانية أنقذتنا وأجرت لنا الإسعافات الأولية ونقلتنا إلى جزيرة "كوس"، لنستكمل المأساة والمعاناة، حيث مرت أربعة أيام بانتظار وثيقة للسفر إلى أثينا ثم إلى الحدود مع مقدونيا لاستكمال الرحلة".