- المصدر: Daily Sabah
- 5315 قراءة
التنقل يجعل الوصول إلى الخدمات الاجتماعية صعبًا للاجئين السوريين
تشير الأبحاث، وفق نتائج مسابقة البيانات الضخمة حول اللاجئين لمعالجة مشكلاتهم، إلى أن تنقل اللاجئين السوريين يشكل عقبة أمام حصولهم على الخدمات الاجتماعية، مثل الصحة والتعليم.
وتهدف المسابقة التي تنظمها جامعة "بوغازايتشي" ومجلس البحث العلمي والتكنولوجي في تركيا، إلى الاستفادة من البيانات الضخمة لتحليل احتياجات اللاجئين، مثل الصحة والتعليم والأمن والتكامل الاجتماعي، وتعالج المخاوف مثل البطالة. وقد تنافس في هذه المسابقة حوالي 110 مشروعات من 157 باحثًا من داخل تركيا وخارجها.
وقد تمكن الباحثون من الوصول إلى مجموعات البيانات الكبيرة من خلال استخدام الهاتف المحمول بعد إغفال الاسم من قبل شركة اتصالات تركية تغطي 200 ألف لاجئ سوري.
وقد أظهرت الدراسات المتعددة التي تم تقديمها في المسابقة أن العوامل الثقافية لعبت دوراً رئيسياً في تنقل السوريين في تركيا، بينما كان للوظائف الموسمية تأثير أقل على سفرهم إلى مدن أخرى. وهذا يشكل تحديًا أمام حصولهم على التعليم والخدمات الصحية.
يقول الأستاذ المشارك "سميث توومن"، أحد الباحثين في دراسة حول كيفية تحسين فرص التعليم من أجل تقدم اندماج اللاجئين السوريين، إن غالبية السوريين في تركيا من الجيل الصغير أو الجيل الشاب، ويعتبر التعليم أساسياً لهم لاستعادة ما فقدوه عندما غادروا وطنهم.
وقال إن الاندماج الجيد ضروري حتى لا يتم إعاقة تعليم السوريين. قال "تومن" إنهم ركزوا على المعدل المدرسي للسوريين في دراستهم ووجدوا أن التعليم كان أقل في المناطق التي يندمج فيها السوريون بدرجة أقل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
ويقول تومن: "بالرغم من أنهم يحصلون على معدل تعليمي أفضل من سوريا قبل الحرب، خاصة في التعليم المدرسي، لكن معدل الحضور في المدارس انخفض إلى 20٪ في بعض الأماكن. إن تنقل اللاجئين للعثور على عمل يؤثر على تعليم أطفالهم المستمر".
وأضاف أن تركيا يجب أن لا تسمح للاجئين بالعيش في أحيائهم الخاصة المغلقة أمام أفراد المجتمع الآخرين وعليها دمجهم أكثر وكذلك خلق سياسات تعليمية جديدة لهم.
وقال "هارالد ستريلي" من جامعة بون، والذي كان ضمن فريق من ستة باحثين من ثلاثة بلدان درسوا حركة تنقل اللاجئين، إنه من المكلف بالنسبة إلى دولة مضيفة توفير خدمات التعليم والصحة والتوظيف للاجئين إذا كانوا متنقلين باستمرار.
و علق قائلاً: "هناك جزء من اللاجئين يذهبون إلى أي مكان يمكنهم العثور فيه على وظائف، ولكن هناك أيضا شريحة من اللاجئين يفضلون البقاء مستقرين. معظم الذين يتنقلون، يسافرون إلى أنقرة وإسطنبول"، وأضاف:
"إن أعلى معدل للتنقل يحدث خلال الأعياد الدينية"، مشيرا إلى أن الأسباب الثقافية لعبت دورا أكثر أهمية من العمل في التنقل.
جدير بالذكر أن تركيا تعد موطناً لأكثر من 3.5 ملايين لاجئ سوري. حيث تستضيف عشر مدن نحو 2.8 مليون لاجئ، بينما تنتشر بقية الأعداد في مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد. منذ عام 2011، تلقت تركيا تدفقاً مستمراً من النازحين السوريين الفارين من النزاع، وازدادت أعدادهم من مجرد آلاف إلى ملايين. وحتى الآن، أنفقت تركيا أكثر من 30.2 مليار دولار على هؤلاء اللاجئين.
وقد أدى الصراع في سوريا، والذي بدأ في عام 2011 إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وإجبار أكثر من 5 ملايين شخص على الفرار، بينما نزح أكثر من 7 ملايين شخص داخليًا. وقد لجأ الفارّون بشكل رئيسي إلى تركيا والأردن ولبنان حيث استضافت تركيا أكبر عدد من اللاجئين. سعى البعض للوصول إلى أوروبا عبر بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، لكن المئات ماتوا في طريقهم إلى اليونان وغيرها من البلدان المطلة على البحر.
وقادت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا "آفاد" الجهود المبذولة لإيواء اللاجئين وإنشاء المخيمات والوحدات السكنية الجاهزة الحديثة للاجئين في العديد من المحافظات الحدودية.