- المصدر: عكس السير
- 3613 قراءة
روسيا تعتبر أنه لا يوجد ما يستدعي على السوريين اللجوء ... ومصير اللاجئين في روسيا معلق
بعد فترة انقطاع عن الدراسة استمرت ثلاث سنوات وجد خمسون طفلا سوريا من اللاجئين في روسيا مكانا لمواصلة تعليمهم حيث تبرع عدد من رجال الأعمال العرب باستئجار مبنى في مدينة ناغينسك قرب العاصمة موسكو وتحويله إلى مدرسة كما تطوع عدد من أبناء الجالية السورية لتدريس هؤلاء الأطفال، لكن هذا الحل لا ينفي حقيقة معاناة نحو ألفي لاجئ سوري في روسيا.
يقول اللاجئ السوري أبو محمد القادم من حلب إنه قرر الرحيل من هناك عام 2013 “هربا من جحيم الحرب”، وكانت روسيا واحدة من الوجهات القليلة التي ما زالت متاحة فاشترى تاشيرة سياحية وسافر إلى روسيا بصحبة زوجته وأطفاله الثلاثة.
وعن طبيعة المشاكل التي تواجهه هنا في روسيا قال، بحسب ما جاء في تقرير لقناة “الجزيرة” القطرية : “المشاكل بدأت منذ وصلنا المطار فقد احتُجزنا لساعات طويلة قبل إطلاق سراحنا، ومنذ يومنا الأول انتابنا شعور بالخوف والضياع، وتمنينا لو كان باستطاعتنا العودة، ولم أكن أعرف إلى أين أذهب، فكلفة العيش هنا مرتفعة، لم يكن في جيبي سوى 1600 دولار”.
وبمساعدة قريب له يعيش في روسيا وبعد مراجعة المفوضية السامية للاجئين، حصل عام 2014 على ما يعرف بـ”اللجوء المؤقت” لكنه يقول “طوال تلك الفترة لم نتلق أية معونة من أي جهة كانت، فيما بقي أطفالي بدون مدرسة لعام ونصف إلى أن تسنى لي إدخالهم إلى مدرسة روسية”.
ويعمل أبو محمد حاليا نادلا في أحد المطاعم العربية، ويتقاسم شقة صغيرة من غرفة وصالة مع أسرة سورية لاجئة تتألف من زوجين وطفل، ويقول إنه بالكاد يستطيع سداد الحد الأدنى من احتياجاته، ويأمل أن يتمكن من اللجوء إلى إحدى الدول الإسكندنافية حيث يلقى اللاجئون معاملة أفضل.
أما معز أبو الجدايل -عضو “اللجنة المدنية للمساعدات الإنسانية” لدى مفوضيه اللاجئين في موسكو- فيقول إن دور اللجنة لا يخرج عن نطاق تقديم الاستشارات والنصائح القانونية للاجئين وتسجيلهم في سجلات المفوضية ومنحهم رسائل للتوجه للسلطات الروسية.
ويرى أبو الجدايل أن اللاجئين السوريين في روسيا “يعانون أوضاعاً صعبه فهم لا يتلقون أية مساعدات مادية من السلطات الروسية ولا من أية جهة أخرى ويتركون لمواجهة صعوبات اللجوء لوحدهم، بل أكثر من ذلك يتعرضون للابتزاز في دوائر الهجرة الروسية للحصول على اللجوء المؤقت”.
ويضيف “بالرغم من التعليمات الصادرة لدائرة الهجرة الروسية بمنح السوريين حق اللجوء المؤقت، وتوصيات الأمم المتحدة بعدم طرد الرعايا السوريين من بلدان اللجوء، فإن هذا لا يطبق بالكامل ففي أحسن الأحوال يخضع اللاجئون لإجراءات بيروقراطية طويلة، وهناك الكثير من طلبات اللجوء تُرفض، مما يضطر الكثيرين للإقامة في روسيا بصورة غير شرعية وهذا يحرمهم من الاستفادة من الخدمات الأساسية كالتعليم والعلاج”.
ويوضح أبو الجدايل أن تصنيف وزارة الخارجية الروسية للأوضاع في سوريا على أنها “غير مستقرة وليست حربا يوجد غطاء قانونيا لرفض الكثير من طلبات اللجوء، ومن يتقدمون بطلبات اللجوء في المطار قد يُتركون لعدة أيام في ظروف صعبة لحين النظر في طلباتهم، أو يعودون من حيث أتوا بحجة أن تأشيرة الدخول مزورة مع أنها صادرة من السفارة الروسية في دمشق”.
وعن أعداد اللاجئين السوريين المدرجين في سجلات مفوضية اللاجئين قال إن عددهم يتعدى الألفين والسلطات الروسية خصصت ثلاث معسكرات لاستيعابهم في ثلاث مدن روسية هي سراتوف، وتفير، وبيرم” لكن الطاقة الاستيعابية لهذه المعسكرات مجتمعة لا تزيد عن 150 عائلة أضف لذلك أن ظروف المعيشة في المعسكرات صعبة جدا فهي أقرب ما تكون إلى السجن، ولهذا فإن الكثير من اللاجئين يتطلعون للهروب إلى دول أوروبية”.
واختتم كنا نأمل أن يكون لروسيا دور أكبر في تخفيف معاناة اللاجئين السوريين ولا سيما أن روسيا دولة تقدم نفسها كحليفة لسوريا وصديقة للشعب السوري، وذلك بتسريع الإجراءات الروتينية للحصول على اللجوء، وإيجاد أماكن لاستقبالهم وبرامج لاستيعابهم، والعمل على تقديم بعض المساعدات المادية لهم لحين حصولهم على فرصة عمل.