- المصدر: عنب بلدي
- 4978 قراءة
سوريون مجنّسون يستعدون للمشاركة في الانتخابات البلدية التركية
يتوجه الأتراك وعدد من السوريين الذين يتمتعون بحق المواطنة، بتاريخ 31 من آذار المقبل، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية التي تجريها تركيا لاختيار رؤساء البلديات، وأعضاء المجالس، ومخاتير القرى والأحياء.
تتميز الانتخابات البلدية التركية هذه المرة بمشاركة سوريين مجنسين بأعداد صرح عنها رسميًا للمرة الأولى، بعد مشاركتهم الأخيرة بانتخابات الرئاسة التركية.
ويبلغ عدد السوريين في تركيا ثلاثة ملايين و585 ألفًا و738 شخصًا، حصل 79 ألفًا و820 شخصًا منهم على الجنسية التركية، وفقًا لبيانات صدرت عن دائرة الهجرة في وزارة الداخلية التركية.
وتأتي أهمية هذه الانتخابات بأنها الأولى منذ انتقال تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي عام 2018، بقيادة رئيس الحزب الحاكم في البلاد “العدالة والتنمية”، رجب طيب أردوغان.
وكان حزب “العدالة والتنمية” أعلن أسماء 74 مرشحًا لرئاسة البلديات، من بينهم المرشحون لرئاسة بلديات أنقرة وإزمير واسطنبول.
وتحمل الانتخابات المحلية أهمية كبيرة بالنسبة إلى الأحزاب السياسية الموجودة، التي يؤثر نجاحها أو فشلها على الانتخابات الرئاسية في البلاد.
التجربة الديمقراطية الأولى
خلال اجتماع “أمن الانتخابات المحلية” في ولاية ماردين جنوب شرقي تركيا في 19 من كانون الثاني الحالي، قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إن عدد السوريين الذين يتمتعون بحق المشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة بلغ 53 ألفًا و99 شخصًا.
الشاب أويس عقاد البالغ من العمر 28 عامًا، وهو صحفي سوري يحمل الجنسية التركية، سيشارك في الانتخابات المقبلة، وهو ما يعتبره مسؤولية وواجبًا على كل مواطن سوري مجنس، “لأنها تحدد طريق البلد”.
يقول أويس لعنب بلدي إنه لم يشارك أبدًا في انتخابات من قبل في سوريا، لأن النتيجة “معروفة ومحسومة سابقًا”، فهي من نصيب “حزب واحد”.
كما تصف المعلمة إيناس شعباني، البالغة من العمر 34 عامًا، والتي تحمل الجنسيتين السورية والتركية، مشاركتها في الانتخابات المحلية المقبلة بأنها “التجربة الديمقراطية الأولى لها” بعد خروجها من سوريا.
فلم تستطع في أثناء وجودها في بلدها الأم، أن تشارك “بحرية” في الانتخابات المحلية السورية بسبب “التزوير والفساد” والنتائج “غير النزيهة”.
وتضيف إيناس وهي أم لثلاثة أطفال أنها تريد “تعليم أولادها وتزيد إدراكهم لمعنى الانتخابات الحرة التي تحصل في البلدان التي تحكمها المؤسسات المنتخبة من قبل الشعب”.
في استطلاع أجرته عنب بلدي سابقًا عبر موقعها الإلكتروني، طرحت على قرائها السؤال التالي: “هل سبق وأن شاركت في انتخابات الإدارة المحلية في سوريا؟”.
شارك في الاستطلاع قرابة 450 شخصًا، وكانت نسبة 83% من الإجابات “لا” و17% “نعم”، الأمر الذي يشير إلى عدم ثقة قسم كبير من السوريين بنزاهة الانتخابات وجدوى المشاركة فيها.
رئيس منبر الجمعيات في اسطنبول، باسل هيلم، تحدث لعنب بلدي، عن الانتخابات في تركيا مقارنة مع انتخابات النظام السوري، التي تختلف اختلافًا كبيرًا قائلًا “هنا توجد معركة انتخابية حقيقية مليئة بالشفافية والمصداقية”.
وتابع، “هناك شريحتان من المجنسين، شريحة منهمكة في أمور العمل وضغوط الحياة وسيكون تفاعلها قليل بنسبة 20%، مقارنةً مع شريحة الأكاديميين والمثقفين وأصحاب الشركات، الذين سيبلغ تفاعلهم 80%”.
وينصح هيلم جميع السوريين المجنسين بالمشاركة و”اختيار الأفضل والأصلح”، إذ ينطبق على السوريين ما ينطبق على الأتراك أن تكون مشاركتهم “متوافقة مع مصالح الدولة”.
أحزاب تركية معارضة لسياسة “التجنيس”
أثار موضوع تجنيس السوريين ومشاركتهم في الانتخابات التركية، موجه غضب وانتقادات للحكومة بين شريحة من الأتراك وسط استنكار الأحزاب المعارضة لسياسة “تجنيس السوريين”.
وأطلقت بعض الأحزاب المعارضة لسياسة حزب “العدالة والتنمية” تجاه الملف السوري، شائعات تحذر من تأثير أصوات السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية، على الانتخابات.
تزامن ذلك مع نشر رئيس بلدية هاتاي، لطفي سافاش، تغريدة عبر حسابه في”تويتر”، قال فيها إن “السوريين في مقاطعات الولاية، بعد تجنيس عدد كبير منهم، باتوا قادرين على الفوز في الانتخابات المحلية”.
وردًا على هذه الشائعات، أوضح رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعد غوفان، أن إجمالي عدد الناخبين الأتراك لغاية إعداد التقرير، بلغ 57 مليونًا و93 ألفًا و985 ناخبًا، وهذا لا يشمل العسكريين، والمحكومين وغير المؤهلين، ما يجعل نسبة السوريين الذين يحق لهم الانتخاب لا تتجاوز واحدًا بالألف من الناخبين، وهي “نسبة منخفضة جدًا لا تستطيع التأثير في الانتخابات إطلاقًا”.
بشر بطل، طالب سوري يبلغ من العمر (24) عامًا، لا ينوي المشاركة في الانتخابات المقبلة لأنه “لا يعلم كثيرًا عن المرشحين لرئاسة البلديات” بحسب ما قاله لعنب بلدي.
ويضيف أنه يجب عليه الاطلاع على الوضع الانتخابي ومعرفته بشكل أكبر كي يتمكن من الإسهام في تحديد من يمثله في البلديات.
وفي هذا الإطار وجه رئيس منبر الجمعيات في اسطنبول، باسل هيلم، عدة نصاح للسوريين خاصةً للمواطنين غير المجنسين، منها الابتعاد عن النقاشات السياسية بسبب “وجود تجاذبات وأمور حساسة بالملف السياسي الداخلي”، وعدم المشاركة بالتجمعات السياسية.
وحذر السوريين من “رفع الشعارات أوعلم الثورة السورية”، لوجود أحزاب تركية معارضة لوجودهم في تركيا.