الليره التركيه ...استثمار أم انهيار

الليره التركيه ...استثمار أم انهيار

بقلم  هاني الاصفر 


تداولت الليرة التركية عند 7.0 مقابل الدولار ، وهو أدنى مستوى لها منذ أزمة القس الامريكي في خريف 2018, حيث وصلت الليرة التركية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 7.21 مقابل الدولار الامريكي. 
بعد العديد من المطالبات والمراسلات التي وصلتني للحديث حول الليرة التركية وجدت انه يتوجب علي ان اضع امام العديد من المتسائلين حقيقه لن ترى قبولا لدى الكثير من التجار الذين يتحملون خسائر جراء هذا الهبوط الدموي في الربع الاول من عام 2020 
والاغرب في الامر ان الكثير ممن يواسي نفسه بربط التراجع لليره التركية بأزمة الكورونا منتظرا زوال هذه الجائحة ظنا منه ان ذلك سيدفع بالليرة التركية للعودة الى اسعارها السابقة مستويات ال 5.9-5.3 مقابل الدولار.
للأسف الشديد لا يمكنني ترجيح هذا السيناريو الا اذا راهنت على ضعف او تدهور في قوة الدولار وليس على الليرة التركي, فالحقيقة التي يحاول البعض تجاهلها ان الليرة التركية وجدت مسارها نحو الهبوط جراء سلسلة احداث كان اخرها الازمه الصحية العالمية و شخصيا ارى انها الاقل تأثيرا, فهناك عوامل كانت اكثر تأثيرا على اضعاف الليرة التركية كان اهمها التدخل العسكري في شمال سوريا فتح الباب لليره التركية في الهبوط امام الدولار, ليأتي خفض البنك المركزي في البلاد أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس لدعم الاقتصاد المتضرر من فيروس كورونا التاجي, اقتصاديا كان هذا الاجراء سيء جدا على العملة التركية مما ادى الى زيادة تدهورها امام الدولار الامريكي.
و من الجدير بالذكر ان هروب الكثير من المستثمرين الى الملاذات الآمنة كان ايضا احدا العوامل المؤثرة والانهيارات القوية في النفط 
جعل من فكرة 2022 واستخراج النفط التركي المنتظر يظهر بصوره قاتمه بعض الشيء وخاصه امام كبار المستثمرين الذين باتو يؤمنون ان النفط سيحتاج لسنوات عديده ليتعافى سعريا ويعاود ادراج الستينات للبرميل الواحد.
من الناحية الاخرى هو الضربة القوية التي يتعرض لها القطاع السياحي التركي الذي قد يفقده موسم كامل من الايرادات السياحية جراء الاغلاقات الدولية لمواجهة فيروس الكورونا و تبعياته ساهم ايضا في هبوط وتدني مستويات الليرة التركية

ان جميع هذه العوامل المذكورة اعلاه, تجعلني اضع لديكم نظره قد يراها البعض متشائمة بعض الشيء ولكن شخصيا اراها الاكثر محاكاه للوضع الاقتصادي العالمي فإنني لازلت اتوقع ان مزيدا من الهبوط سيحل على الليرة التركية مؤكدا انه بات امر تحصيل حاصل و مسألة وقت لا اكثر لنرى زوج الليرة التركية يتداول عند مستويات 7.21 مقابل الدولار وان هذا الرقم لابد من زيارته خلال شهر مايو تحديدا او قبل نهاية النصف الاول من عام 2020. 

عندها سنقف لنفكر جليا, هل سيستمر الهبوط ام ستعاود الليرة التركية ادراجها نحو 5.8 كما فعلتها في خريف 2018, لا استطيع ان اجزم ذلك فهذا منوط بردة فعل البنك المركزي التركي جراء هذا التراجع ولكني استطيع ان اجزم ان عودة الليرة التركية الى مستوياتها السابقة عند 5.8 هي امر صعب المنال للغاية خلال 2020, وفي حال عدم وجود اي ردود فعل حقيقيه من البنك المركزي التركي فإنني احذر من الرقم 7.6 او ما يليه من الرقم 8.05 و الذي قد نراه ما قبل نهاية هذا العام اذا استمرت هذه الازمه المالية والانهيارات السعرية في موارد الطاقة النفطية وعدم تدخل المركزي التركي في وضع حلول صارمه واعادة التفكير مليا في العودة لرفع معدلات الفائدة من جديد لفتح شهية المستثمرين على اقل تحديد.