- المصدر: اورينت نت
- 7490 قراءة
تفاصيل جديدة حول إجراءات الكمليك في ولاية هاتاي
تداولت مصادر إعلامية قبل أيام أخباراً مفادها توجه ولاية هاتاي التركية لإعادة فتح باب (منح الكمليك) لغير الحاصلين عليها في خطوة اعتبرت بالنقلة النوعية على صعيد الموجودين في الولاية أو العائدين إليها (قسراً) من إسطنبول في ظل الحملة الأخيرة التي تشنها السلطات التركية على المخالفين هناك.
ومنذ شهرين تقريباً أجبرت السلطات التركية في إسطنبول الآلاف من السوريين على العودة إلى الولايات التي استخرجوا منها الكمليك فيما كان نصيب البعض هو الترحيل إلى سوريا (إدلب)، وذلك بسبب عدم امتلاك هؤلاء (كمليك) أو حملهم لهويات صادرة من ولايات أخرى.
ما حقيقة البصم في هاتاي؟
انتشر الخبر لأول مرة نقلاً عن (الجالية السورية في مدينة أنطاكية) وسرعان ما اتخذ طابعاً تأكيدياً على غرار غيره من القرارات التي تنشر على أنها طرح أو دراسة وسرعان ما تتحول لخبر مؤكد وربما أنه حيز التنفيذ، حيث تم تداول الخبر في العديد من الصفحات على أن (ولاية هاتاي فتحت البصم على الكمليك لمن لم يحصل عليها من قبل).
يقول أحد الموظفين في مديرية الهجرة بولاية أنطاكية التركية في حديث لـ "أورينت نت"، إن "مسألة فتح البصم وردت خلال مناقشات بين وفد سوري مع والي هاتاي ومدير أمن أنطاكيا وممثلين عن الجهات المعنية بأمور السوريين، وقد وعد الوالي بدراستها لحل مشكلة غير الحاصلين على كمليك بعد، ولكن لم يصدر قرار رسمي بذلك ومنح الكمليك حتى الآن مقتصر على ولاية غازي عنتاب ومرسين وولايات أخرى في الشمال التركي"، لافتاً إلى أن العشرات تهافتوا إلى مديرية الهجرة بعد هذه الأخبار ولكن كانت الإجابة (لا يوجد قرار رسمي).
يضيف: "منح الكمليك محصور حتى اللحظة على المواليد الجدد الذي يملك أحد والديهما (الأب أو الأم) كمليك صادر عن ولاية هاتاي حصراً بغض النظر عن المدينة سواءً كانت (أنطاكيا أو اسكندرون أو الريحانية أو كركخان)، كما أن الولاية أعادت عمليات المنح لمن (سلم الكمليك على المعبر) ومضى على عملية التسليم 5 سنوات حصراً، وسوى ذلك لا يوجد استصدار للكمليك أبداً.
قانون (الحرمان) يفشل طلب الاسترحام
ويعاني المئات من السوريين من ظاهرة (الكمليك المعطل) أو (رقم TC متوقف)، ويعود السبب في ذلك هو قيام هؤلاء بالخروج إلى سوريا عبر المعابر الحدودية وقيامهم بتسليم (الكمليك) والبصم على أنهم يريدون العودة (الطوعية)، وبذلك تسقط (الحماية المؤقتة التركية) عنهم وتتوقف أرقام الكمليك الخاصة بهم التي تبدأ بـ (99)، إلا أن السلطات ومنذ عامين أتاحت للعائدين منهم إلى تركيا فرصة استعادة هوياتهم عبر معاملة يطلق عليها اسم (طلب استرحام)، إلا أنه وبعد الحملة التي شنتها السلطات التركية في إسطنبول، أعلنت ولاية هاتاي فتح عملية (استعادة الكمليك) لمن قام بتسليمها
وبحسب الموظف ذاته فإن "الولاية وضعت شرطاً وهو إتمام مدة الحرمان المفروضة على من خرج منهم وهي خمس سنوات، حيث لم يكن هذا الشرط مطبقاً من قبل رغم وجوده ولكنها اليوم أعادت تطبيقه من جديد حيث لا يحق لمن سلم الكمليك ويرغب باستعادتها تقديم طلب استرحام قبل مضي 5 سنوات اعتباراً من تاريخ تسليم الكمليك"، مشيراً إلى أن القانون موجود منذ زمن وكان هناك تساهل كبير بما يخص مدة الحرمان إلا أنه وبسبب زيادة أعداد العائدين إلى الولاية بدأ التدقيق على هذه القرارات وتطبيقها بكاملها.
عمليات إرجاع إلى سوريا
ويروي السوري "مصطفى الأحمد" في حديث لـ "أورينت نت" قصته مع طلب الاسترحام وما تبعها من ترحيل له إلى سوريا قائلاً": "سلمت الكمليك في شهر نيسان عام 2015 وغادرت تركيا إلى سوريا ولكن مع اشتداد القصف مؤخراً وزحف النظام إلى إدلب قررت العودة إلى تركيا بمفردي أولاً لترتيب منزل ومن ثم أقوم بجلب عائلتي، ولكني صدمت عندما توجهت لاستعادة (الكمليك) عبر طلب استرحام، أخبروني اني ممنوع من دخول تركيا حتى تاريخ شهر نيسان 2020 ومن ثم تم ترحيلي إلى سوريا مجدداً ضمن حافلة تقل سوريين تم القبض عليهم في اسطنبول".
الجدير بالذكر أن مسألة (الكمليك) شكلت عقدة كبيرة لدى السوريين لا سيما في ظل إيقاف منحها من قبل العديد من الولايات، والتي بررت عملية المنع بأنها (الولايات) باتت غير قادة على استيعاب المزيد من اللاجئين على أراضيها.