رفضوا السوريين من قبل .. كيف غيّرت كورونا نظرة الأوروبيين تجاه اللاجئين؟

رفضوا السوريين من قبل .. كيف غيّرت كورونا نظرة الأوروبيين تجاه اللاجئين؟

تحوّلت دول أوروبية وغربية عدة، وعلى رأسها إيطاليا وإسبانيا، إلى بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد، ما دفع بمواطنيها السيّاح لتمديد فترات إقاماتهم في الدول التي قصدوها، وخصوصا بعد الارتفاع الكبير لأعداد المصـ.ـابين بالفيروس في بلدهم الأم.

وذهب “محمد أوزون” في مقالة نشرتها صحيفة “يني عقد” التركية، إلى أنّ أوروبا التي كانت في يوم من الأيام حلما بمستقبل واعد بالنسبة إلى الكثيرين، تحولت بعد انتشار وباء كورونا فيها إلى ما يشبه بالكابوس ليس بالنسبة إلى الغير فحسب، وإنما بالنسبة إلى مواطنيها أنفسهم.

وذكّر الكاتب بما كانت تفعله أوروبا من أجل منع توافد اللاجئين السوريين إليها، قائلا: “إنّ الغرب الذي لم يسمح -على مرّ السنوات الماضية- باستقبال اللاجئين السوريين فوق أراضيه، تحوّل مواطنوه اليوم عقب انتشار كورونا للاجئين في بلدان لم تكن تعجبهم من قبل، وذلك بهدف البقاء في مأمن من الإصـ.ـابة بالفيروس بعد أن وصل الأمر في بلدانهم إلى وضع كـ.ـارثي”. 

ونوّه أوزون إلى أن الكثيرين من المواطنين الأوروبيين عملوا على تمديد إقاماتهم في الدول التي قصدوها، موضحا بأنّ 35 سائحا إيطاليا في إثيوبيا بأفريقيا رفضوا العودة إلى بلادهم خلال الوقت الراهن، وذلك إيمانا منهم بأنّ إثيوبيا -عقب ظهور الفيروس- باتت أكثر أمانا من إيطاليا.

 

وبحسب الكاتب فإن السيّاح تقدموا بطلب للحكومة الإثيوبية، سألوا من خلاله إن كان بإمكانهم البقاء في البلاد أكثر ريثما تنهتي الأزمة في إيطاليا وتتجه الأمور نحو الاستقرار.

“كاردوزو” أحد الإيطاليين الذين قصدوا إثيوبيا، أفاد بأن فيروس كورونا علمه أشياء كثيرة جديدة، حيث أكد على أنّه لن يمانع بعد الآن هجرة الأفارقة إلى بلده إيطاليا، قائلا: “بل وسأعمل على فتح أبواب منزلي على مصراعيه أمام المهاجرين”.

ووفقا للكاتب أوزون فإنّ السلطات الصومالية ألقت القبض على 7 إيطاليين انتهت مدة إقامتهم في البلاد، حيث طالب الإيطاليون بعدم إعادتهم إلى بلادهم، لتصدر الحكومة إذنا خاصا ببقائهم في البلاد.

وأضاف الكاتب، بأنّ حوالي 50 ألف مواطن فرنسي، متوزعين في بلدان أفريقية مثل “السنغال والعاج والكاميرون والمغرب” رفضوا العودة مجددا إلى بلادهم، وقرروا البقاء حيث هم، وخصوصا مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في فرنسا.

وأضاف بأنّ الآلاف من السياح الإسبان والصينيين والألمان قرروا البقاء في تركيا، لإيمانهم بأنّ النظام الصحي فيها أفضل من النظام الصحي القائم في بلادهم، وخصوصا مع وجود السياسات التي تترك المصـ.ـابين بفيروس كورونا لمـ.ـواجهة قدرهم بأنفسهم.

وتابع أوزون في الإطار نفسه: ” إن سائحين اثنين قدما قبل شهر ونصف تقريبا من إسبانيا إلى مدينة أنطاليا الساحلية، وكذلك سائح قدم من الصين، وآخر من ألمانيا، بالإضافة إلى مجموعتين جاءتا من مدينة باريس الفرنسية، رفـ.ـضوا الذهاب إلى أوروبا بسبب وضـ.ـع كورونا هناك، وفضـ.ـلوا البقاء في تركيا”.