لاجئون سوريون في مصر يستغيثون

لاجئون سوريون في مصر يستغيثون

لايزال أغلب السوريين في سعي دائم للفرار من الموت المرجح بأن يكون أحد الأقدار المكتوبة عليهم, بعدما استفحل نظام بشار باستخدام آلة القتل ضدهم, فقتل واعتقل منهم الكثير, وأجبر معظمهم على الفرار الى دول مجاورة, ومنهم من اختار أوربا طلباً للأمان والاستقرار, على الرغم من كل ما تتحمله الرحلة إليها من مخاطر قد يؤدي أغلبها للموت, وقد أدى ذلك فعلاً في حالات عدة.
ولأن قصة اليوم -التي تعد فصلاً مؤلماً من فصول النزوح ورحلات الموت عبر البحر- لا تتحمل الكثير من المقدمات ولا حتى التأجيل, وتحتاج إلى التحرك بسرعة, فسندخل في الموضوع مباشرة, وإليكم التفاصيل:
في رسالة من أحد الأشخاص المحتجزين في قسم شرطة (كرموز) في محافظة الإسكندرية المصرية يوجه نداء عاجلاً بضرورة وسرعة التجاوب معه ومع عدد من السوريين والفلسطينيين الذين كانوا يهمون بالذهاب الى أوربا عبر البحر لكنه حدث لهم ما لم يضعوه في الحسبان, وقد طلب الشخص  عدم الكشف عن هويته حفاظاً على أمنه وسلامته كونه لا يزال محتجزاً هناك, وقد طلب هذا الشخص من عناصر القسم أن يوصلوه بشبكة (الانترنت) بحجة أنه يريد الاتصال بأهله وطمأنتهم عليه, وأرسل الرسالة التي كان قد كتبها مسبقاً، حيث قال:
كغيري من الشبان السوريين الذين ضاقت بهم السبل واشتد عليهم الخناق في بلادهم من قبل النظام, قررت السفر إلى أوربا عبر البحر للبحث عن مستقبل أفضل ولطلب الأمان أيضاً, وبدون الدخول في الكثير من التفاصيل فقد وصلت من سوريا الى مدينة مرسين التركية الشاطئية على البحر الأبيض المتوسط, وهناك اتفقت مع أحد المهربين على أن يساعدني في الهرب إلى ايطاليا عبر أحد المراكب مقابل مبلغ مالي ووافق.
اجتمعنا انا وعدد من السوريين والفلسطينيين عند شاطئ في مرسين التركية وكان عددنا 105 من بيننا أطفال ونساء, وقد تقاضى المهربين عن كل شخص منا مبلغ 6000 دولار مقابل إيصاله إلى إيطاليا, ركبنا المركب ومضينا والأمل أن نصل مقصدنا في أقرب وقت, ولكن في الطريق حدث أمر أثار الريبة في نفوسنا, عندما تم نقلنا إلى مركب مصري يقوده طاقم مصري أيضاً على وعدٍ منهم أنهم يوصلونا إلى إيطالياً.
ويتابع: بقينا في البحر 12 يوماً وفي كل يوم كان يتم نقلنا من مركب إلى آخر, حتى وضعونا جميعاً في مركب صغير, ونقلونا إلى مركب تسمى (الثلاجة) وهي مركب لحفظ الأسماك التي يصطادها الصيادون المصريون في عرض البحر, وذهبت بنا هذه الثلاجة إلى جزيرة (بيلسون) التابعة لمصر وطلبوا منا المهربين النزول فيها, لكننا رفضناً ذلك, ليتم تهديدنا بقوة السلاح والرمي بالبحر إن لم نفعل, لنجد أنفسنا مجبرين على النزول في الجزيرة، ولاذوا هم بالفرار .
وبعد نزولنا تلك الجزيرة اتصلنا فوراً بخفر السواحل المصري، الذي أتى واصطحبنا معه إلى قسم شرطة (كرموز) في الإسكندرية, وفي ما يلي تكمن المصيبة.
على الفور قرر المسؤولون في ذلك القسم ترحيل الأشخاص الذين يملكون جوازات سفر سارية الصلاحية إلى تركيا وكان ذلك بالفعل, أما نحن الذين بقينا لا نملك جوازات سفر أو أن جوازات سفر البعض منا منتهية الصلاحية, بتنا مهددين بالترحيل إلى سوريا بوثيقة سفر من السفارة السورية في مصر, علماً أن معنا منشقين ومطلوبين للنظام سواء من السوريين أو الفلسطينيين الذي كانوا يقيمون في سورياً, وعدد من تبقى: 50 فلسطينياً من بينهم 6 نساء وأربعة أطفال, و16 سورياً من بينهم طفل وطفلة!
وتتابع الرسالة: "نحن نطالب كافة وسائل الإعلام و(أورينت نت) بإيصال صوتنا لكل من يهمه الأمر من منظمات حقوق انسان, أو هيئات ثورية سورية (إئتلاف – حكومة - مجلس وطني) وكل الجهات التي باستطاعتها مساعدتنا للأهتمام بأمرنا, وإلا فسيتم ترحيلنا إلى سوريا, ليستقبلنا النظام في أقبية المعتقلات, وسيكون مصير أغلبنا الموت في حين حصل ذلك, كون الأغلب منشقين ومطلوبين للنظام"!
يشار إلى أن القانون الدولي يمنع ترحيل لاجئين أو فارين إلى أماكن تشكل العودة إليها خطراً على حياتهم، أو يحتمل تعرضهم فيها للتعذيب والاعتقال... وهو ما يعرف الجميع أن السلطات السورية تمارسه بوحشية وبلا أي رادع!