مراكز تعليم “التركية” توفر فرص عمل للاجئين السوريين

مراكز تعليم “التركية” توفر فرص عمل للاجئين السوريين

ذكرت صحيفة “العربي الجديد” في خبرٍ لها بأن اللغة التركية أصبحت ممراً إجبارياً لاستكمال التعليم العالي للسوريين الذين هربوا من جحيم الموت، حيث يحتاج إليها اللاجئون البالغ عددهم أكثر من مليون و400 ألف سوري في تركيا، لكي يواصلوا تعليمهم أو يحصلوا على فرص عمل، فتعاظمت استثمارات السوريين بمجال تعليم اللغة، وانتشرت عشراتُ المراكز لتأهيل الطلاب واللاجئين، والتي نجحت أيضاً في توفير آلاف فرص العمل كمدرسين وإداريين.
ونقلت الصحيفة عن المتقاعد السوري ومدير معهد اسطنبول التعليمي، أمير سعيد، قوله “ليس من مهنة أجيدها بعد تقاعدي في سورية، وليس من رأسمال أو وظيفة لأعيش وأسرتي منها، ما دفعني بعد هجرتي الأخيرة من دمشق عام 2012 هرباً من الحرب والموت، إلى المخاطرة بتأسيس المركز التعليمي، الذي واجه عدة تحدياتٍ في البداية إلا أنه حقّق نجاحاً ملحوظاً”.
ويقول سعيد، أن الفكرة بدأت بتحريضٍ من الأهل والأصدقاء، بعد زيادة أعداد السوريين باسطنبول وكثرة السؤال عن إكمال التعليم بالجامعات التركية، لكن عدم وجود مكان وارتفاع تكاليف تأسيس المركز، اضطّرني إلى تأجيل المشروع عدة مرات، إلى أن مدّت شركةٌ تركية يد المساعدة، باستئجار المكان وتجهيزه ودفع النفقات للشهر الأول، وكل ذلك بمثابة قرض نسدده على مراحل بعد انتهاء الدورة التعليمية الأولى.
وأضافت الصحيفة أن سعيد يستذكر البداية، باقتراضه 10 آلاف ليرة تركية (الدولار = 2.63 ليرة تركية) من أقاربه وتكفّلت الشركة التركية ببقية تكاليف المركز التي تزيد شهرياً على 20 ألف ليرة، موزعة على إيجار المركز 3500 ليرة وأجور المدرسين 3500 ليرة وأجور موظفين وضرائب وفواتير، وكانت البداية عبر 20 طالباً بدورات “يوس” حيث لا تقبلهم الجامعات التركية دون الحصول عليها، قبل أن يزداد عدد الطلاب لأكثر من 60 طالباً حالياً في ظل التوسع لتعليم اللغة التركية للمبتدئين، وعبر فترتين مسائيتين
وعن أسعار رسوم تسجيل الطلاب يقول مدير مركز اسطنبول التعليمي الذي اختار منطقة “كارجمرك” بإسطنبول المكتظة بالسوريين والخالية من مركزٍ منافس، إن رسم منهج “يوس” 250 ليرة للطالب، وهو أقل من نصف السعر الذي تتقاضاه مراكز التعليم التركية، وتعمّدت كسر السعر نظراً لوضع السوريين المالي بعد تهجيرهم ولأن مشروعي لا يهدف للربح، بقدر ما نسعى لمساعدة الشباب السوري باستكمال تعليمهم العالي، وأحياناً أقبل بمبلغ 200 ليرة إن وجدت وضع الطالب المالي سيئاً، أو إعادة المنهج مجاناً إن لم يتمكن الطلاب من استيعاب كتب الـ “يوس” لأنها كتبٌ علمية تتعلق بالرياضيات والهندسة واختبارات الذكاء، وقد يجد طلاب الفرع الأدبي صعوبة ولا يحفظون المنهاج من المرة الأولى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة التركية فتحت باب الدراسة الجامعية للسوريين في ثماني جامعات حكومية ضمن برامج خاصة بهم، حسب قرارٍ صدر عن مجلس التعليم العالي التركي، بناءً على اتصالاتٍ ومساعٍ أجرتها معه وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة.
وبناءً على القرار، يمكن للطلبة السوريين الاستفادة من الأبنية الجامعية وتجهيزاتها، بما لا يتعارض مع جودة العملية التعليمية للطلبة الأتراك.
أما الجامعات التركية الحكومية المشمولة بالقرار فهي: جوكور افا (آضنة)، غازي عنتاب، سجو آمام (كهرمان مرعش)، كلس 7 اراليك، حران، مرسين، مصطفى كمال أتاتورك (هاتاي)، كوركوت عطا عثمانية