- المصدر: زمان الوصل
- 5658 قراءة
بعد حزب الشعب.. جماعة كولن تحشر السوريين في حلبة النزاع السياسي زورا
من جديد، تم "حشر" السوريين" اللاجئين قسرا في حلبة المنازعات السياسية القائمة في تركيا، ولكن هذه المرة بطريقة فاقعة التزوير، استخدمت قضية عائلات حكم القضاء التركي بإخراجها من بيوتها.
فقد استغلت جماعة "فتح الله كولن" وعبر منبرها الأشهر (جريدة زمان)، معاناة حوالي 281 عائلة من ولاية بورصة، لتقوّل أفراد هذه العائلات ما لم يقولوا، عندما نقلت عنهم زورا: "يطردوننا من بيوتنا التي نقطنها منذ 30 سنة، ويعطونها للسوريين".
والواقع أن التسجيل المصاحب للمادة التي نشرتها "زمان" لم يرد فيه أي ذكر للسوريين، وهذا ما جلب على الصحيفة سيلا من الانتقادات، اضطرها لتغيير عنوان الموضوع، وسحب "شماعة" السوريين منه.
وتعود قضية العائلات المتذمرة إلى 2008، عندما رفعت "المديرية العامة للغابات" دعوى بحقهم، بحجة قيامهم بالاستيلاء على أراض مملوكة للمديرية، وفي عام 2011، حكم القضاء التركي المختص لصالح مديرية الغابات، مصدرا قرارا ملزما بهدم ما أنشئ من بيوت على الأراضي محل النزاع، وإعادة هذه الأراضي إلى مالكها الحقيقي (مديرية الغابات).
واللافت أن زج السوريين في أتون الصراعات الحزبية، يشتد يوما بعد يوم كلما اقتربت البلاد من استحقاق الانتخابات البرلمانية، وهو أسلوب تركز عليه الأحزاب والتيارات المعارضة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، ولاسيما "حزب الشعب الجمهوري" بزعامة "كمال قليتشدار أوغلو"، وما يعرف بـ"الكيان الموازي" بزعامة "فتح الله كولن"، الذي كانت تربطه علاقات وثيقة بحزب العدالة والتنمية قبل أن ينقلب عليه، وينضم إلى خصومه (خصوم الحزب)، ويشاركهم أساليبهم المعهودة في تصفية الحسابات، وعلى رأسها اتخاذ السوريين دروعا في لعبة كسب الأصوات.
ويعد "قليتشدار أوغلو" أكبر حليف لبشار الأسد ضمن الوسط السياسي التركي، والمناوئ الأبرز لوجود السوريين في تركيا، حتى إنه جعل طرد السوريين من تركيا على قائمة أولويات حزبه في معارك سياسية مختلفة، ومنها معركة الانتخابات الرئاسية التي رشح لها "أكمل الدين إحسان أوغلو"، فهزم من الجولة الأولى.
ورغم خسارة مرشحه، وفشله في الوصول إلى رئاسة تركيا في أول انتخابات رئاسية يقترع فيها الشعب؛ فإن "قليتشدار أوغلو" أصر على رفع شعار معاداة السوريين مجددا في معركة الانتخابات التشريعية التي تدور رحاها بقوة وتسارع، بانتظار يوم الفصل في السابع من حزيران/يونيو القادم.