- المصدر: تركيا الآن
- 5464 قراءة
أزمة سكن السوريين في إسطنبول: هبوط الليرة و ضرورة وجود كفيل تركي
مع استمرار انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، تشهد إيجارات المنازل في مدينة اسطنبول ارتفاعا ملحوظا عما كانت عليه في الأشهر السابقة، الأمر الذي أثر سلبا على السوريين على اعتبار أن الغالبية منهم يقبضون رواتبهم بالليرة التركية ويعانون من أوضاع إنسانية صعبة.
و قد هبطت قيمة الليرة التركية أمام الدولار في الأيام الماضية إلى أدنى مستوى لها حيث وصلت إلى 2.64 ما أثر سلبا على تعاملات السوق التركية بما فيها سوق العقارات، حيث أشار عبد الرحمن والذي يعمل في مكتب عقاري في مدينة اسطنبول: ” غالبية أصحاب العقارات باتوا يرفعون سعر إيجارات المنازل بزيادة 200 إلى 400 ليرة تركي عما كان عليه في الأسابيع الفائتة، مبررين ذلك بانخفاض قيمة الليرة التركية وغلاء الأسعار الذي رافق ذلك، حيث بتنا نشاهد حاليا مناطق مثل باشاك شاهير وأسنيورت يصل فيها إيجار البيت في أحد الأبراج بين 1000 – 2000 ليرة بينما في العام الفائت كانت الإيجارات تتراوح بين 700 – 1500 وهذا يعتبر فرق شاسع في مدة زمنية قصيرة”.
وتابع عبد الرحمن: ” يوميا يأتي إلى مكتبنا العديد من السوريين الراغبين في استئجار منازل، ولكن المشكلة تكمن أنهم يريدون بيت يصل إيجاره الشهري إلى 600 ليرة تركي، وهذا الأمر يعد مستحيلا في مناطق تعتبر حيوية في اسطنبول كمنطقة الفاتح مثلا إلا إذا كان المنزل صغيرا وفي حالة يرثى لها، فعلى سبيل المثال كان معروض منزل للإيجار في منطقة باشاك شاهير بقيمة ألف ليرة شهريا، وعند قدوم عائلة لاستئجار المنزل قام صاحب المنزل برفع قيمة الإيجار إلى 1300 ليرة”.
وحول الموضوع أشار أبو يمان: “إيجارات المنازل في مدينة اسطنبول أصبحت غير منطقية بتاتا، فأنا أعيش هنا منذ 3 سنوات وكان بإمكان العائلات التي لا تملك مردودا ماديا كبيرا استئجار منزل في مناطق بعيدة عن مركز المدينة وضمن أبراج سكنية بسعر 500 ليرة شهريا، أما حاليا أصبح الوضع أكثر تعقيدا مع ازدياد أعداد السوريين والمصريين في اسطنبول وانخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار، فالحكومة التركية تحاول تعويض مواطنيها بزيادة الرواتب، أما السوريين الذين يعملون في المعامل والمحلات الخاصة لا يزالوا يقبضون بالليرة التركي دون زيادة في رواتبهم على اعتبار أن غالبيتهم يعملون بشكل غير قانوني.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رجال الأعمال إلى عدم المضاربه للاستفاده من صعود الدولار، بعد يوم من هبوط الليرة التركية إلى مستويات قياسية مقابل العملة الأمريكية.
وقال أردوغان في محافظة غازي عنتاب بجنوب البلاد أحد معاقل حزب العدالة والتنمية الحاكم: ” أخاطب جماعات المجتمع المدني ورجال الأعمال لا تتجرؤوا علي تحقيق مكاسب سريعة من شراء الدولارات، ستصلون الي طريق مسدود”.
واستحضر أردوغان ذكريات الأزمة الاقتصادية في 2011 عندما انخفضت قيمه الليرة التركية بشكل حاد مقابل الدولار.
ضرورة وجود كفيل تركي
يرفض غالبية أصحاب البيوت في مدينة اسطنبول تأجير السوريين إلا بوجود كفيل تركي، وهذا ما جعل البحث عن منازل معضلة للكثير من العائلات السورية، واعتبر عبد الرحمن: “هناك فئة من السوريين أساءت التصرف من خلال رفضها دفع الإيجارات وسرقة أثاث البيوت في بعض الأحيان، إضافة لمخالفتها الاتفاق المبرم مع صاحب البيت والذي ينص على عدد الأشخاص المقيمين في المنزل، كل هذه الأمور جعلت أصحاب العقارات يفرضون شروطا على تأجير منازلهم بما فيها وجود كفيل تركي”.
واعتبرت نور: ” أن الحياة في اسطنبول أصبحت مرهقة للغاية، فالأسعار ارتفعت بشكل كبير فأنا أعمل في محل لبيع الألبسة وأتقاضى حوالي ألف ليرة تركي وهذا المبلغ حاليا لا يكفي لدفع أيجار المنزل والفواتير، وصاحب المنزل رفض تجديد العقد لعام آخر بحجة أنه يرغب ببيع البيت، وحتى اللحظة لم أجد بيوت رخيصة في المنطقة التي أسكن بها باستثناء بعض المنازل التي لا تصلح للسكن، ناهيك عن المبلغ المالي الذي يترتب على استئجار منزل جديد حيث تحتاج إلى دفع تأمين ما يعادل شهرين من قيمة الإيجار ودفع مبلغ شهر للمكتب وشهر إيجار المنزل”.