- المصدر: عكس السير
- 6039 قراءة
السوريون في تركيا منقسمون إلى قسمين : إما فقير أو أمير !
كشف تقرير لصحيفة الحياة عن انقسام اللاجئين السوريين في تركيا إلى طبقتين، فإما يكون اللاجئ فقيراً أو أميراً.
وأوردت الصحيفة عدة أمثلة عن الفقراء السوريين في تركيا، فالطفل سامر معوق ولد من دون كامل ذراعيه، يجوب منطقة «أكساراي» المعروفة، ويبيع قطعاً من الحلوى في علبة كرتونية.
ويرفض سامر أن تلتقط صورة له ويهرب، بعد أن يشرح أنه يعمل بدل والديه اللذين لم يجدا عملاً في إسطنبول الكبيرة، في حين تفترش طفلة سورية أخرى لا يتجاوز عمرها التسع سنين أرض الشارع في «ترازيديريه» على رغم البرد والمطر، حاملة بين يديها طفلاً رضيعاً، وتقول إنها من منطقة الشاغور الدمشقية لكن والديها لا يعملان وظروفهما صعبة.
وبعيداً من الشوارع والتسوّل، تعيش عائلات سورية في منازل مزرية، منها عائلة أبو فؤاد التي تقطن في منزل صغير جداً تصل رائحة الرطوبة والعفونة التي إكتست جدرانه إلى بابه الخشبي.
تدفع العائلة بدل سكن مقداره 400 ليرة تركية (نحو 170 دولاراً)، فلا يبقى من راتب الأب إلا 800 ليرة (نحو 340 دولاراً) للإنفاق على العائلة المؤلفة من ثمانية أشخاص من بينهم أخوه المتخلّف عقلياً وأربعة أطفال أحدهم يعاني صعوبات في النطق. واستعاضت العائلة عن زجاج النافذة الكبيرة المكسور في المطبخ المهترئ ببساط صغير لا يردّ البرد ولا الثلج.
وتشتكي العائلات السورية المحتاجة من غياب شبه كامل للجمعيات الخيرية. فعلى باب «رابطة علماء الشام» في منطقة الفاتح عُلّق إعلان يفيد بأنه لا مجال لتسجيل أسماء مزيد من العائلات المحتاجة.
أما من ناحية الأغنياء، فتحدثت الصحيفة عن رجل الأعمال السوري نزار بيطار الذي كان يعمل منذ عام 1992 في تجارة الآلات بين تركيا وسورية، ويقيم في إسطنبول منذ أكثر من عامين.
وقد افتتح أخيراً مطعمين هناك يقدّمان وجبات سورية كالفلافل والشاورما، كما افتتح مطعماً آخر في أنقرة. ويشير في وقفته مع «الحياة» إلى أن المطاعم الثلاثة وفّرت فرصاً لعشرة سوريين. كما يشغّل 23 شاباً سورياً في فرن، مضيفاً أن لديه شركاء سوريين وعرباً.
وعلى عكس عائلة أبو فؤاد، يرى بيطار أن مستقبله ومستقبل عائلته في تركيا، وأن بلده أصبح تركيا التي تشهد نمواً إقتصادياً جيداً، وهو لن يفكر بالعودة إلى سورية.
ولدى سؤاله عن الدعم والمساعدة اللتين يقدمهما رجال الأعمال السوريين إلى العائلات السورية المحتاجة، يجيب بيطار أنه وشركاءه يسددون أقساط تعليم 50 طالباً سورياً في مدرسة سورية بإسطنبول، مؤكداً أن فقر بعض السوريين يتأتى من تقاعسهم، فعندما يُطلب من أحدهم العمل 12 ساعة يومياً على غرار كثيرين، يفضّل أن يطلب المساعدة على العمل.